فتاوى جناح الأزهر بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب: من هم الإنس والجن؟

محافظات

بوابة الفجر


شهد ركن الفتوى بجناح الأزهر الشريف بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، وذلك لطلب الفتوى من علماء الأزهر المتواجدين، والحصول على أجوبة شافية، تعكس المنهج الأزهري الوسطي المعتدل.

وتقابلت "الفجر" مع الشيخ نادر شلبي، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، الذي حدثنا عن الفئات الأكثر إقبالا على ركن الفتوى، ونوعية الفتاوى التي صادفها وأغربها وأساليب التعامل معها.

- 150 شاب وفتاة يوميا لطلب الفتوى

يقول الشيخ نادر شلبي، إن ركن الفتوى داخل الجناح المقام في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، وصل عدد المستفتين به يوميا إلى قرابة 150 شخصا أبرزهم من الشباب والفتيات، مؤكدًا أن المشاركة الحالية لم تكن الأولى للأزهر الشريف في معارض الكتاب، حيث سبق وتواجدت المؤسسة الشريفة من خلال الجناح الخاص بها والذي يضم عدد من الركن بخلاف ركن الفتوى في معارض أخرى في القاهرة والإسكندرية والمحافظات، وذلك حرصا على التقارب أكثر من المواطنين تنفيذا لتوجيهات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

- حكم تواصل الشاب والفتاة عبر الإنترنت

وعن نوعية الفتاوي الذي تأتي إليهم، أكد أنها تختلف في هذا المعرض عن المعارض الأخرى التي شاركوا فيها، فالفئة الأكثر التي تشارك هنا من الشباب، وكثيرا من الفتاوي تمثلت في حكم تواصل الشاب مع الفتاة عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، كذلك أحكام الإختلاط والصداقة بينهم، وهنا يتم الرد عليهم حسب عدد من الضوابط والشروط.

- من هم الأنس والجن؟

يقول الشيخ نادر شلبي، انه وجه إليه العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى ردود واضحة وصريحة، وأغرب هذه الأسئلة جائت من شاب، وكان سؤالا عن من هم الإنس والجن؟، قائلا: "كان بالنسبالي سؤال صعب جدًا"، ولكني قمت بتعريف كلا منهم حسب الدين، وذكرت الأية الكريمة: "وما خلقت الجن والإنس ألا ليعبدون"، مؤكدًا أن دوره هو الرد على كل الأسئلة بالأدلة والبراهين حسب ما جاء في القرآن الكريم.

- التردد بين الإيمان والإلحاد

قال عضو لجنة الفتوى، إن في بعض الأوقات يكون لدى الشباب فكرة مترددة بين الإيمان والإلحاد، وللأسف يكون البعض منهم غير متمسك بدينه، وهذا ما واجهته من أحد الشباب والذي تحدث معي عن ما يقرائه في كتب المستشرقين ومواقع الإلحاد، قائلا: "هو موصلش للإلحاد ولكن الفكرة في راسه وتناقش معايا فيها".

وأكد، أنه تعامل مع الشاب بمنتهى البساطة لأن الإسلام لم يضع حدًا في الأسئلة، فكل الأفكار مطروحة للمناقشة ولابد أن يكون لدينا صدر رحب لذلك، ولا يستمع أحد إلى من يقولون أن الشيوخ ستنهال عليهم وتتعصب مجرد سماع هذه النوعية من الأسئلة، لأن الإسلام دين وسطي وليس دين تشدد وكون أن هذا الشاب يحب أن يسأل فإنه لديه الرغبة في التعلم وتصحيح مفاهيمه.

- شكاوي الأبناء من الأباء والأمهات

ومن أبرز الإستفسارات التي جائت لركن الفتوى بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، عن معاناة الأبناء بعد إنفصال الأب والأم عن بعضهما، وأوضح شلبي، أن هناك حالات يلعب فيها الأب دور المنتقم فيترك الأبناء لزوجته بعد الإنفصال، كما ان الأم تترك أبنائها عن تعمد حتى يشعر الاب بالندم والرجوع إليها.

وقال المفتي في حديثه، أن هناك حالات من الفتيات بمجرد الجلوس أمامه يبكن، وهنا يدرك جيدًا أنهم سيتحدثن عن مشاكل أسرية، وتتمثل أغلب هذه المشاكل في إرغامهم على عدم التواصل مع الأب أو الأم من قبل الطرف الأخر، وكيفية التعامل في هذا الموقف، مؤكدًا أن الأبناء يتحملون هما كبيرا أكبر من عمرهم وهذا قد يتسبب في هدمهم.

- العلاقة بين الشاب والفتاة في الجامعة

يقول الشيخ نادر شلبي، أن العديد من الشباب والفتيات يأتون إلى ركن الفتوى من أجل طلب نصيحة في التعامل مع العلاقات التي يكون الأب والأم عائقا فيها، وخاصة في مرحلة التعليم الجامعي التي تشهد نشأت علاقات سطحية بين الشاب والفتاة.

وأوضح شلبي، أن هذا الفترة من العمر تشهد علاقات غير مستقرة من الممكن أن يكون الشاب صادق في مشاعره ولكن غير مستقر، قائلا: "النهاردة بيعجب بدي وبكرا بيعجب بغيرها"، متابعا: "ولكن البنات مش كده لأنهم أكثر عاطفة وصدقا في العلاقات"، مقدما نصيحته بأن الفتاة لا تتعلق بأي زميل لها في الدراسة خاصة أن شعور الشاب متغير بغض النظر عن حالته المادية وثقافته وقدراته.

وأكد على ضرورة أن تكون الفتاة واضحة وصريحة مع أمها وأبيها في هذه المسألة، مع ضرورة أن يستمع الوالدين الى أبنائهم وتكوين صدقات معهم، حتى لا يضطر الأبناء إلى الإعتماد على أصدقاء لهم غير أمناء قد يكونوا السبب في أخذ قرار خاطئ بالنسبة لهم.

- الخمر والمواد المخدرة تساعد على المذاكرة!

كشف عضو لجنة الإفتاء، أن حالات من الشاب قد جاءو إليه من أجل الإستفسار عن شرب المواد الكحلية والمخدرات، ودائما ما يتم توجيه هذه الأسئلة من الشباب بطريقة غير مباشرة، ويقولون أن الخمر والمواد المخدرة تساعدهم على التركيز والمذاكرة، ويكون اعتقاده أنه يتعاطى شيئا مفيدًا وغير ضار له.

وهنا يتم يتم التركيز على حكم الدين في هذه الأمور بأنها حرام، لأنها تضر النفس فالأفضل أن يتم التخلص منها اليوم قبل أن تتحكم فيه غدًا، وتكون هناك صعوبة في التخلص منها بعد ذلك.

- عبدة الشيطان وحكمها في الإسلام

يقول شلبي، أنه وجه إليه سؤالا في مناسبة منذ سنتين، من مجموعة من الشباب عن عبدة الشيطان، وأكدوا له أنهم بالفعل قاموا بحضور حفلة من هذا النوع، فما حكمها؟

وأوضح أن اللقاء كان مثمرا للغاية وكان يغبلب عليه البساطة والفكاهة أحيانا حتى أوصل إليهم المعلومة، مؤكدًا أن هذا حرام ولابد من الإبتعاد عن هذا الطريق، لافتا إلى أن الشباب جاءو إليه ود ذلك على انهم لا يثقون في هذا الموضوع ولكن يحتاجون إلى رد الدين الصريح فيه، وهذا ما حدث واعتبروا ذلك تجربة خاضها وانتهت.