"محورها مصر".. خبير يطلق مبادرة لتنشيط وتنمية السياحة البينية العربية

قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إن بلداننا العربية تمتلك ثروة كبرى من المقومات السياحية المتنوعة من سياحة آثار وسياحة دينية وعلاجية وسفاري ومجتمع البادية وسياحة بيئية وشاطئية وسياحة المؤتمرات والحوافز وغيرها.

جاء ذلك تعليقًا على انعقاد الملتقى العربي للسياحة والسفر ATM 2021 والذي يعُقد خلال الفترة من 16-19 مايو الجاري بإمارة دبي بدولة الإمارات العربية والذى تشارك به مصر بجناح خاص.

وأضاف ريحان في تصريحات خاصة إلى الفجر أن هناك روابط وقواسم حضارية مشتركة بين الدول العربية يمكن استغلالها ومنها حضارة الأنباط وطريق الحج القديم الذى يربط بين مصر والأردن والسعودية وروابط حضارية تجارية عبر الموانئ مثل ميناء الطور القديم وموانئ الكويت والإمارات والبحرين والجزيرة العربية واليمن وكذلك الروابط الحضارية مع شمال إفريقيا.

وأوضح ريحان أن مبادرته تشمل تنظيم سلسلة محاضرات للتنشيط والوعى السياحي بالمواقع السياحية بالبلدان العربية بمشاركة أساتذة الآثار والإرشاد السياحي بالجامعات المصرية وكذلك خبراء السياحة والمعنيين بالسياحة "في الوقت الحالي أون لاين" ومشاركة أكبر عدد من المستثمرين في مجال السياحة في الأوطان العربية في المبادرة ودعمها والبحث عن فرص الاستثمار والتنمية السياحية.

وعقد ورش عمل وندوات ومعارض بالتبادل بين أقطار الوطن العربي يشارك فيها كل الجهات الغير حكومية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والعاملين بالسياحة والمستثمرين تطرح فيها المقومات والتسهيلات السياحية وفرص الاستثمار والتنمية وتؤخذ توصيات تعرض على الجهات الحكومية بعد ذلك وتنظيم مؤتمرات علمية في مجال التسويق السياحي لعرض أحدث التقنيات والآليات في هذا المجال والتعاون مع المؤسسات الإعلامية في بلدان الوطن العربي للمساهمة في التسويق والنشر والإذاعة والإعلان عن كل ما هو جديد من مقومات وخدمات وتسهيلات سياحية

وتتضمن المبادرة تنظيم رحلات تسويقية إلى الدول المستهدفة سياحيًا في أوروبا والأمريكتين وجنوب شرق آسيا للتسويق وإعادة عرض سلعتنا بطرق غير تقليدية حتى تأتى بنتائج أفضل ونشر الصور الحقيقية عن بلداننا وأمنها.

ودعا ريحان لهذه المبادرة واضعًا خبرته الطويلة في ميدان الآثار والسياحة والثقافة وبصفته مسوق سياحة الكترونية معتمد من مجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية لخدمة بلداننا العربية لنشر الصورة الحقيقية عنها وإظهار جمال بلدانا ومقوماتها الكامنة ونشر الفكر والثقافة العربية التى كانت منبعًا لفكر وثقافة عصر النهضة الحديثة

مشيرًا إلى أن تكامل المنطقة العربية سياحيًا سيجعل منها أكبر منطقة جذب سياحى في العالم بحيث يتوجه السائح إلى الشرق الأوسط لزيارة كافة بلدانها في رحلة واحدة

وأشار أن مصر تمثل الوسطية كما صورها المفكر الكبير جمال حمدان في شخصية مصر قلب العالم العربي وواسطة العالم الإسلامي وحجر الزاوية في العالم الأفريقي فهي أمة وسطًا بكل معنى الكلمة في الموقع والدور الحضاري والتاريخي والسياسة والحرب والنظرة والتفكير وسطًا بين خطوط الطول والعرض بين المناطق الطبيعية وأقاليم الإنتاج بين القارات والمحيطات حتى بين الأجناس والسلالات والحضارات والثقافات فهى حلقة الوصل بين المشرق والمغرب.

وتابع بأن الإطار العربي الكبير لمصر ليس مجرد بعد توجيهي أو إشعاعي ولكنه خامة الجسم وكيان الجوهر، وكانت مصر قطًبًا أساسيًا في حلقات التاريخ بل مثلت طرفًا في قصة التوحيد بفصولها الثلاثة فمواطن الأديان التوحيدية كانت في سيناء وفلسطين والحجاز وقد رسمت مثلثًا قاعدته في سيناء منطلق نبي الله موسى عليه السلام وكانت مصر ملجأً لنبى الله عيسى عليه السلام وملاذًا لخير البشرية محمد عليه الصلاة والسلام.

ويشير الدكتور ريحان إلى أنه رغم كل هذا المخزون الحضارى ببلداننا العربية لكنها لا تحظى إلا بنصيب ضئيل جدًا من السياحة العالمية، وأن السبب الرئيسي في ذلك هو عنصر التسويق الجيد الذى نفتقده في عالمنا العربي.

ومن هذا المنطلق كانت دعوته لمبادرة تحت اسم "تنشيط وتنمية السياحية البينية العربية" تهدف إلى التسويق السياحى المجتمعى بجانب المؤسسات الحكومية وتشمل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة في الترويج عن طريق نشر المقالات السياحية المصورة في صورة أدب الرحلات عن كافة المواقع المتاحة للزيارة وكذلك نشر صور للمواقع الأثرية والسياحية بكافة بلدان الوطن العربى تكون قادرة على الجذب ربما بشكل أبلغ من الكلمة والاستفادة من خبرات المرشدين السياحيين في الوطن العربي (بعد تسجيل أسماؤهم وخبراتهم ومواقع عملهم في المبادرة) بنشر جولاتهم بالمواقع الأثرية المختلفة والبرامج السياحية المتاحة وعمل جغرافيا سياحية متكاملة للمدن السياحية