تقدم باستقالته من منصب نقيب الصحفيين بعد ثورة يناير.. جمال عبدالرحيم يفتح صندوق ذكريات الكاتب الراحل مكرم محمد

أخبار مصر

مكرم محمد وجمال عبدالرحيم
مكرم محمد وجمال عبدالرحيم


رحل عن عالمنا، صباح أمس الخميس، الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، والرئيس السابق للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عن عمر ناهز 85 عامًا، بعد مشوار طويل من العمل، والذي خاض خلاله صراعات من أجل النقابة والمهنة.


وفتح الكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم وكيل نقابة الصحفيين السابق، صندوق ذكريات الكاتب الراحل مكرم محمد، والذي عمل معه بمجلس النقابة، عندما كان نقيبًا للصحفيين، وعاشره لسنوات.


مكرم محمد مهنيًا

وقال جمال عبدالرحيم في تصريحات لـ"الفجـر"، إن الكاتب الراحل كان صحفيًا متميزًا، ويمارس المهنة حتى حينما كان نقيبًا، أو رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة دار الهلال، وحتى بعد أن أصبح رئيسًا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وظل يمارس الصحافة حتى أيامه الأخيرة.


وأضاف أنه كان مراسلًا عسكريًا قويًا ومتميزًا، وأجرى سلسلة حوارات تاريخية مع قيادات الجماعات المتطرفة داخل السجون، كان الهدف منها وقف العنف، لافتًا إلى كونه مدرسة صحفية مختلفة، تعلمت منها أجيال كثيرة.

دوره في الحصول على مبنى النقابة

وأكد أن الكاتب الراحل تولى منصب النقيب لـ5 دورات مختلفة، من عام 1989 حتى عام 1993، ومن عام 1997 حتى عام 1999، وأيضًا من عام 2007 حتى عام 2011.


وأوضح "عبدالرحيم" أن مكرم محمد كان له دور كبير في الحصول على مبنى النقابة الذي نملكه الآن؛ حيث أنه من وضع حجر أساس المبنى، وبدأ في إنشائه، وهو من بدأ هدم المبنى القديم، وبعد ذلك استكمل النقيب الراحل إبراهيم نافع.


أرض أكتوبر

واستطرد "عبدالرحيم" بأن الكاتب الصحفي الراحل، كان له دورًا هامًا في الحصول على قطعة أرض النقابة بمدينة السادس من أكتوبر، وتبلغ مساحتها 35 فدان، بالإضافة إلى قطعة أرض أخرى تبلغ مساحتها 30 فدان، حصل عليها الكاتب الصحفي جلال عارف عام 2003، ولكن سحبتها وزارة الإسكان عام 2007.

 

وتابع: "في 2009 تعاقد مع وزارة الأوقاف على إقامة مدينة متكاملة للصحفيين في مدينة السادس من أكتوبر، وتم بالفعل حجز الوحدات، وتوقيع عقد مع النقابة، إلا أن وزارة الأوقاف لم تنفذ بعد ثورة 25 يناير".


مكرم محمد نقيبًا وإنسانًا

وعن مشاركته العمل النقابي، أكد "عبدالرحيم" أنه عمل مع الكاتب الراحل لدورة كاملة لمدة 4 سنوات، حينما كان نقيبًا وهو عضو بمجلس النقابة، لافتًا إلى كونه من أفضل النقباء؛ نظرًا لموضوعيته والحيادية الكبيرة التي كان يتمتع بها في قراراته، فضلًا عن طيبة قلبه على المستوى الإنساني، وأنه لا يذكر يومًا أنه قام بتصفية حسابات مع شخص آخر، ولم يكن ذلك في قاموس حياته.


وتابع: "كانت دورة نقابية ناجحة بكافة المقاييس، مكرم محمد نقابي من طراز رفيع، وأذكر أنه دائمًا كان متواصلًا مع الشباب، ومهتمًا بشدة بالتدريب والتطوير، وقام سابقًا بتوقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات لصرف لاب توب لكل صحفي يحصل على دورة تدريبية".


تجربة شخصية

ولفت وكيل النقابة السابق، إلى تعرضه للفصل من مؤسسة دار التحرير عام 1998، ومنعه من مزاولة المهنة، وكان حينها الكاتب الراحل مكرم محمد نقيبًا، والذي أيّد اعتصامه وسانده بقوة، وأصدر العديد من البيانات التضامنية معه.


وكشف "عبدالرحيم" عن غياب تمثيل النقابة عن جلسة عرض فصله على المحكمة، وحينما تقدم بمذكرة للنقيب مكرم محمد، فوجئ بحضوره بشخصه في الجلسة التالية، وهي المرة الأولى والأخيرة التي يحضر فيها نقيبًا إحدى جلسات فصل صحفي، مؤكدًا أنه سمع منه جملة لن ينساها، وهي: "أنا ضد فصل أي صحفي من مؤسسته"، فضلًا عن مساندته لأي صحفي يتم القبض عليه، وخلال تلك الفترة كان يتوجه بنفسه لأقسام الشرطة لحين الإفراج عنه.

نقيب قوي يساوي نقابة قوية

وشدد "عبدالرحيم" على أن كرامة الصحفيين كانت على رأس أولويات الراحل مكرم محمد، وحال وقوع أي أزمة بين زميل صحفي ومسؤول، كان يصر على أن يأتي المسؤول للنقابة للاعتذار.


واستطرد بأنه كان قويًا، وله علاقات قوية بالجهات التنفيذية بالدولة، ويتعامل معها بقوة، وكان دائم التحدث عن هيبة النقابة وكرامة الصحفي، ولا يستجيب لأي تعليمات، ويتعامل مع أي وزير أو مسؤول الند بالند، وهو ما كان يعطي للنقابة قوة في هذا الوقت.


استقالته من النقابة ورئاسته لـ"ألأعلى للإعلام"

وكشف "عبدالرحيم" عن استقالة الكاتب الراحل من منصب نقيب الصحفيين في فبراير عام 2011، بعد ثورة 25 يناير، وذلك بعد مشادة وقعت مع أحد الزملاء أعضاء الجمعية العمومية على سُلم النقابة، ما دفعه للتقدم باستقالته، وتولى صلاح عبدالمقصود قائمًا بأعمال النقيب، باعتباره أقدم الوكيلين، لحين إجراء الانتخابات في شهر أكتوبر.


وأكد وكيل النقابة السابق، أن الكاتب الراحل كان له موقف ليس جيد من بعض اللوائح والقوانين، بعد توليه رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وهو ما لم يكن في مصلحة الصحفيين، وأمر انتُقد عليه كثيرًا.