خبراء لـ "الفجر": الإخوان ورقة مقايضة مع مصر طرحتها أنقرة للفك من العزلة الإقليمية

عربي ودولي

الاخوان وتركيا
الاخوان وتركيا


منذ أيام قليلة، تصدرت تركيا المشهد من جديد وذلك في أعقاب القرارات الجديدة التي تشرت عنها بخصوص التعامل مع جماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها المقيمين فيها وتحويل القنوات التابعة لهم إلى قنوات ترفيهية.

 

فمنذ ما يقرب من أسبوعين بدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظامه في التودد لمصر والتقريب منها ومحاولة إعادة العلاقات، الأمر الذي بدوره أربك قادة الجماعة الإرهابية على مصيرهم وهل ستضحي أنقرة بهم.

 

عزلة إقليمية

وتعليقا على هذا الأمر، قال محمد ربيع الديهي المتخصص في الشأن التركي:"لا شك في أن النظام التركي يسعي منذ فترة طويلة نحو طلب التصالح مع مصر إلا أن سلوك النظام التركي العدائي تجاه المنطقة وتجاه الدولة المصرية كان سبب في عرقلة العلاقات بين البلدين، ولكن في الآونة الأخيرة زاد النظام التركي من مطالبه من أجل التصالح مع القاهرة وهو الأمر الذي رد علية وزير الخارجية المصري بأن يجب على تركيا اتخاذ خطوات جادة من أجل التصالح مع مصر وهو الأمر الذي اتبعه النظام التركي بعدد من الخطوات بهدف التقارب مع القاهرة".

 

وأضاف "الديهي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر":"إذ تحدث النظام التركي عن ضرورة التزام القنوات الإخوانية بميثاق الشرف الإعلامي وهو الأمر الذي تحاول تركيا من خلاله إرسال رسائل إلى القاهرة مفادها أنه مستعدة لتعديل سياستها وإبعاد الإخوان عن المشهد السياسي ووقف تمولها للقنوات التحريضية التي تبث من أنقرة تجاة مصر مقابل أن تقبل القاهرة بالتصالح والجلوس مع تركيا، حيث يدرك النظام التركي أنه يعيش الان حالة من العزلة الاقليمية والدولية فضلا عن الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تمارسها المعارضة ومطالب المعارضة بضرورة التصالح مع مصر وهو الأمر الذي يشكل ضغط على أردوغان من أجل التصالح مع مصر".

 

الصلح مع مصر حل للمشكلات

وتابع "الديهي" :"فالنظام التركي يدرك تمام أن حل كافة مشكلاته لن تتم إلا من خلال التصالح مع مصر وأنه أي أزمة سياسية مع القاهرة كفك حالة العزلة التي تعشها تركيا في محطها الإقليمي لن تتحقق بدون تصالح مع القاهرة وهو الأمر الذي سوف ينعكس بطبيعة الحال على الأوضاع الاقتصادية في تركيا وسوف يؤد لتحسن مؤشرات الاقتصاد لذلك فعملية تحول القنوات الاخوانية إلى قنوات إلى قنوات ترفيهية لن تكون بصورة سريعة فالأمر سوف يستغرق فترة ولكن سوف تخف القنوات من حدة خطبها العدائي تجاه مصر"

 

وعن استمرارية دعم أردوغان للجماعات الإرهابية بالأموال، فقال "الديهي" في تصريحاته:" في اعتقادي أن علاقة اردوغان بالجماعات الارهابية أساسها العلاقة مع الاخوان لذلك أردوغان سوف يكون حريص كل الحرص من أجل الحفاظ على الاخوان وعدم تسليم كافة قيادات جماعة الاخوان إلى مصر ولكن سوف يعمل النظام التركي على من نشر الجماعة الارهابية سمومها تجاه مصر فعلاقة أردوغان بالإخوان هي علاقة أيديولوجية استغل فيها أردوغان علاقة الإخوان بالجماعات الجهادية من أجل تحقيق طموحة في التواجد في المنطقة والعالم".

 

ورقة مقايضة

وفي السياق ذاته، قال مصطفى صلاح  باحث في العلاقات الدولية  بشأن تحويل قنوات الإخوان لقنوات ترفيهية:"من المحتمل أن تكون هذه الخطوة من جانب تركيا بمثابة ورقة مقايضة في مسار المصالحة التي تسعى إليها مع مصر، ولكن هذا لا يعني الانفصال مع الجماعة ولكن يمكن التكهن بأن هذه العملية التي هي أقرب للمناورة ما هي إلا التفاف حول السياسة التركية القائمة بالأساس على دعم هذه التنظيمات".

 

وتابع "صلاح" في تصريحاته الخاصة لـ "الفجر":"ويمكن الإشارة إلى أن دعم تركيا للإخوان لن يتوقف ولكن سيأخذ مظاهر واتجاهات بديلة عن تلك التي اتبعتها في الماضي، كما أن هذه المناورة لا يمكن أن تنسحب على السياسة العامة لتركيا القائمة على دعم الجماعات الإسلامية المسلحة مثل تنظيم داعش الذي يتمتع بعلاقات وثيقة معها، والذي توفر له تركيا الملاذات الآمنة في مواجهة الأكراد من جانب ومن جانب آخر التبادل الاقتصادي للموارد النفطية في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم".

 

وأضاف باحث العلاقات الدولية:"وضمن السياق ذاته فإن هناك مجموعة من الدلالات حول استثمار تركيا لهذه الجماعات في تنفيذ أهدافها في المنطقة، وهو الأمر الذي أصبح السمة الأساسية لمرتكزات تحركاتها، وفي تقديري أن حزب العدالة والتنمية يعمل على المزج بين توجهاته المحافظة والقومية في سياسته الخارجية، وبالتالي يمكن له استثمار هذه الجماعات في مقايضة الأنظمة الأخرى".

 

واختتم "صلاح" تصريحاته، قائلا:"ولكن يبقى ما أعلنت عنه تركيا فيما يتعلق بمراقبة أو تغيير السياسة التحريرية للقنوات التابعة للإخوان ما هو إلا مقدمات أولية على طريق استماله مصر نحو الجلوس على طاولة المفاوضات لتحقيق مكاسب تضمن لها عدم استبعادها من الترتيبات الخاصة بالأزمة الليبية وملف غاز شرق المتوسط".