بعد دعم الإرهاب.. الرئيس التركي يقر "الجهاد" في مناهج التعليم

عربي ودولي

بوابة الفجر


تحوّلت المناهج والكتب المدرسية في تركيا إلى التطرّف في السنوات الأخيرة، وفقاً لتقرير جديد وجد أن المشاعر المعادية لأمريكا والقومية التركية، و"التعاطف مع دوافع داعش والقاعدة" قد تغلغلت في التدريس.

 

وذكرت صحيفة "ذي أراب نيوز" السعودية أن التقرير وجد أنه يتمّ تعليم الطلاب الأتراك أن جميع غير المسلمين هم "كفّار"، بمن فيهم المسيحيون واليهود، الذين تمت الاشارة إليهم سابقاً بإسم "أهل الكتاب".

 

وقال التقرير، الذي أعدّته "مجموعة مراقبة التعليم" (IMPACT-SE) ومؤسسة أبحاث "هنري جاكسون" البريطانية، إن "المناهج الدراسية في تركيا تتبنّى موقفاً معادياً لأمريكا، حيث تُظهر تعاطفاً مع دوافع داعش والقاعدة".

 

تطرّف وجهاد

 

وركّز التقرير على التغييرات التي طرأت على المناهج منذ محاولة الانقلاب عام 2016، مشيراً إلى "تضاؤل التسامح مع تحوّل المناهج إلى التطرّف. وأُدخل مفهوم الجهاد في الكتب المدرسية، وتحوّلت إلى المعيار الجديد، مع تمجيد الاستشهاد في المعركة"، مضيفاً أن "هناك تعليماً للأهداف الدينية العرقية-القومية بروح العثمانية الجديدة والتركية القومية".

 

ووجد التقرير أن المشاعر المعادية لأمريكا كانت تتزايد في المناهج الدراسية التركية، ويتم استخدامها للابتعاد عن الإخفاقات الاقتصادية للحكومة، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة متهمة أيضاً بأنها العقل المُدبّر لمحاولة الانقلاب في 15 يوليو (تموز) 2016، وإلقاء اللوم عليها في تصعيد الأزمة الاقتصادية الأخيرة".

 

جرس انذار

 

وأضاف التقرير أن "جهود المناهج في ترشيد وفهم الدوافع وراء الهجمات الإرهابية للقاعدة وداعش، يجب أن تكون جرس إنذار".

 

وقال ماركوس شيف، الرئيس التنفيذي لشركة (IMPACT-se) لصحيفة "ذي أراب نيوز"، إن "ما يتعلّمه الأطفال في المدرسة اليوم هو إلى حد كبير نوع المجتمع الذي سيكون عليه المستقبل. تلك القيم، أفكار الهوية الوطنية، هي ما سيتعلّمه الأطفال في مرحلة البلوغ".

 

 

 

وأضاف أن مناهج تركيا "خاصة جداً بنوع المجتمع الذي يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تشكيله. هناك هذا الحنين إلى عصر الهيمنة التركية. هناك مقدمة للأفكار الإسلامية التي لم تكن موجودة في المناهج التركية (القديمة)".

 

نقطة تحوّل

 

وأضاف شيف: "فكرة أن حرب الجهاد أصبحت الآن جزءاً من المنهج التركي، وأن الاستشهاد في المعركة يتمّ الآن تمجيده، قد لا تكون مفاجئة بالنظر إلى ما نعرفه عن أردوغان".

 

وقال شيف إن محاولة الانقلاب عام 2016 كانت نقطة تحوّل بالنسبة للمجتمع التركي، وأذنت بقمع واسع النطاق.

 

 

 

وأضاف شيف: "كنا نشكّ في أن أردوغان نفسه سيكون متورطاً في تغيير الكتب المدرسية ... لقد طرد ما يُقدّر بنحو 21 ألف معلم، واعتقل المئات، وألقى بأشخاص من الأوساط الأكاديمية في السجن بعد الانقلاب. لم يكن هناك سبب للإعتقاد أنه لن يحاول التأثير على الكتب المدرسية".

 

اتجاه مثير للقلق

 

وعلى الرغم من الاتجاه الجديد المثير للقلق للمناهج الدراسية، قال شيف إن الكتب والمناهج الدراسية في الشرق الأوسط يُمكن أن تتغيّر "بسرعة كبيرة"- بل إلى الأفضل غالباً.

 

واحتفلت "IMPACT-SE" بإدخال تحسينات على المناهج الدراسية السعودية في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى إصلاحات "جذرية وفرعية" للكتب المدرسية في الإمارات.

 

 

 

وختم شيف قائلاً: "حتى عندما تدهورت المناهج التركية إلى الحد الذي وصلت إليه، فإنه مع قوة الإرادة والقيادة السياسية يُمكن إجراء تغييرات ايجابية. ولكن هذا ليس ما نراه الآن"