الهادي آدم.. السوداني الذي خلدت حنجرة كوكب الشرق قصيدته

عربي ودولي

الهادي آدم
الهادي آدم


يتحدث الكثير من أبناء وادي النيل في مصر والسودان عن وحدة الشعبين، وينسون حين يسمعون إلى أغاني كوكب الشرق أم كلثوم خاصة ابرز روائعها "غدًا ألقاك"، أنها قصيدة تعبر عن شاعر سوداني غتنها فنانة مصرية، بل وتعبر أيضًا عن قصة حب ربطت بين مصر والسودان.

*نشأته
ولد الشاعر السوداني الهادي آدم عام ١٩٢٧، في مدينة الهلالية بالسودان، وينتسب لقبيلة القريشاب، تلقى تعليمه الأولي في معهد ام درمان العلمي.

والتحق ببعثة تعليمية إلي القاهرة، ودخل الجامعة المصرية وحصل على ليسانس في اللغة العربية وادابها ودرس دبلوم التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس، حصل علي الدكتوراة الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان وعمل معلما بوزارة التعليم بمدينة رفاعة.

*أعماله الشعرية
ألف العديد من الدواوين أهمها "كوخ الاشواق" وهي من افضل الدواوين الشعرية، كما له مساهمات في المسرح، وكتب مسرحية بعنوان "سعاد" أهداها للإتحاد النسائي تدعيما للمرأة وكان يتحدث فيها عن العادات البالية ضد النساء.

كما الف العديد من القصائد لم تنشر بعد " لن يرحل النيل " يتحدث فيها عن حى منيل الروضة المصري الذي عاش به اثناء شبابه، وكتب قصيدة تعبر عن الخرافات مثل "الزار"، وكان صوت للثورات العربية حيث كتب لدمشق ولبنان وفلسطين ولثورة إبريل 1986 وإفريقيا، كما كتب رثاء للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعنوان " اكذا تفارقنا، وكان يكتب مقدمات دواوينه الشعرية بنفسه.

*غدًا ألقاء
كانت محطة السعادة للهادي آدم هي قصيدة " غدا القاك" للسيدة ام كلثوم التي اختارته لتغني له أثناء زيارتها السودان في عام ١٩٦٨، وترنبط وتعود قصة القصيدة "غدًا ألقاك" إلى وقت دراسة آدم في القاهرة بمصر، عندما ربطته علاقة حب كبيرة مع زميلته المصرية في الدراسة واتفقا على الزواج، وبعد التخرج تقدم ا لخطبتها، إلا أن الأهل رفضوا، ولم تفلح كل الوساطات لإقناعهم، ثم قرر العودة للسودان، واعتكف عند شجرة كبيرة، ليمارس حزنه، وبعد زمن أرسلت له حبيبته البشرى لتعلن له موافقة أهلها على زواجهما، وسرعان ما ذهب إلى شجرته وكتب قضيدته الخالدة، والتي كانت تسمى "الغد"، وتغير اسمها إلى "أغدا ألقاك"

*لعنة غدًا ألقاك
يعتبر الهادي آدم من افضل الشعراء السودانيين علي مستوي الوطن العربي وينتمي الشعراء المحدثين، وعمل كمدرس في مدرسة حنتوب الثانوية، كما أقام جمعيات أدبية في المدارس التي عمل بها.

كانت "غدا ألقاك" لعنة على الهادي أدم، وما كان يخلوا حوار صحفي إلا وسألوه عن "غدًا ألقاك" عسى أن يخرجوا بشيء جديد، رغم أنه يشترط على الصحفي عدم سؤاله على غدًا ألقاك قبل الحوار، ولكن الصحفي كان يدور في سؤاله حول غدًا ألقاك.

*جوائزه
رحل "الهادي آدم" عام 2006، عن عمر يناهز الـ80، ومنح وسام الجمهورية الذهبي كما كرمته السفارة المصرية بالخرطوم، ولم تتركه غدًا ألقاك حتى بعد الوفاة فبعد وفاته في عام 2006 نعته وسائل الإعلام بـ "رحل صاحب أغدا ألقاك".