عالم أزهري: عدد صحابة النبي 124 ألفا (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الشحات العزازي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن أراء العلماء وأن كانت مخالفة إلا أنها جزء من التراث وميراث الأمة.

وأضاف "العزازي"، خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "نور النبي" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، اليوم الثلاثاء، أن من يتحدث عن وجود بعض الآيات الناقصة والزائدة في القرآن الكريم، ليس أحرص على الدين من الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وليس أحرص على القرآن الكريم من الصحابة، منوهًا بأن القرآن الكريم لم يجمع في مصحف واحد، وإنما كان مجمع في قلوب الرجال.

وتابع أحد علماء الأزهر الشريف، أن عدد الصحابة 124 ألف صحابي تقريبًا، منهم من سجل له تاريخ حياته كاملًا، ومنهم من ذكر اسمه ضمن وفد معين، ومنهم من حفظ القرآن الكريم كاملًا من فم النبي –صلى الله عليه وسلم-، وهما 4 من المهاجرين و4 من الأنصار منهم زيد بن ثابت وكان أصغرهم سنًا، وحفظ القرآن كاملًا سماعًا من الرسول، وقرأه على النبي وأقره النبي –صلى الله عليه وسلم- عليه بمحضر الصحابة جميعًا، وهو من امره سيدنا أبو بكر الصديق لتتبع صحائف القرآن الكريم من الصحابة، موضحًا أن سيدنا زيد أحضر جلود وكتب المصحف بترتيبه الحالي الموجود بيننا.

زيد بن ثابت: 
هو زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد النَّجَّاريّ الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه، ترجمان الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وحِبّه، وأحد كُتَّاب الوحي، ومن أعلم الصحابة بالفرائض.

مولد زيد بن ثابت:
ولد -رضي الله عنه- قبل الهجرة بأحد عشر عامًا، وقد قُتِلَ أبوه قبل الهجرة بسنوات قليلة يوم "بُعاث"؛ فنشأ يتيمًا.

قصة زيد بن ثابت:
أراد الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم "بدر"، فَرَدَّهُ؛ لصغر سنه، قيل إنه شهد أُحُدًا، والمشهور أن أول مشاهده غزوة الخندق -أو الأحزاب-، وكان ينقل التراب مع المسلمين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «أَمَا إِنَّهُ نِعْمَ الْغُلَامُ»، وكانت رايةُ بني مالك بن النَّجَّارِ يوم "تبوك" مع عُمارةَ بن حزم -رضي الله عنه- فأخذها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ودفعها إلى زيد بن ثابت- رضي الله عنه-، فقال عمارة: يا رسول الله، بَلَغَكَ عنِّي شيء؟ قال: «لَا، وَلَكِنَّ الْقُرْآنَ يُقَدَّمُ، وَكَانَ زَيْدٌ أَكْثَرَ أَخْذًا مِنْكَ لِلْقُرْآنِ»، رواه الحاكم في "المستدرك".

صفات زيد بن ثابت:
كان -رضي الله عنه- أحد الأذكياء، فقد تعلم عدة لغات منها السريانية؛ حيث أمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتعلم السُّرْيَانِيَّةَ -لغة اليهود-؛ ليقرأ له كتبهم، وقال له: «إِنِّي وَاللهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابٍ»، قال: فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُهُ لَهُ (أي كتاب اليهود)، قال: فَلَمَّا تَعَلَّمْتُهُ كَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَى يَهُودَ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ، وَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ، رواه الترمذي.

وكان سيدنا زيد بن ثابت -رضي الله عنه- من كُتَّاب الوحي؛ لمعرفته بالقراءة والكتابة.

وكان سيدنا زيد بن ثابت -رضي الله عنه- من فقهاء الصحابة، وأحد أصحاب الفتوى الستة، وأعلمهم بالمواريث، وقد أشاد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعلمه بالمواريث فقال: «أَفْرَضُ أُمَّتِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ» رواه الحاكم في "المستدرك"، أي: أعلمهم بعلم الفرائض أو المواريث، وعن سليمان بن يسار رضي الله عنه، قال: "ما كان عمر، وعثمان يُقَدِّمَان على زيد أَحَدًا في الفرائض، والفتوى، والقراءة، والقضاء".

مواقف زيد بن ثابت:
لسيدنا زيد بن ثابت -رضي الله عنه- دورٌ شديد الأهمية في جمع القرآن الكريم، فبعد استشهاد عددٍ من القراء في معركة اليمامة نشأت الحاجة لجمع القرآن وتدوينه حتى لا يُفقد، وبعد موافقة سيدنا أبي بكر -رضي الله عنه- بفكرة جمع القرآن التي طرحها عليه سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، دعا سيدنا زيد بن ثابت وطرح عليه الفكرة، وقال له: "إنك رجل شاب عاقل لا نَتَّهِمُكَ، قد كُنْتَ تكتبُ الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فتَتَبَّعِ القرآنَ، فاجمعْهُ"، فقال زيد -رضي الله عنه-: "كيف تفعلون شيئًا لم يفعله رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-".

قال سيدنا أبو بكر -رضي الله عنه-: "هو واللهِ خيرٌ".

قال سيدنا زيد -رضي الله عنه-: "فلم يزل أبو بكر -رضي الله عنه- يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، فكنتُ أتَتَبَّعُ القرآن، أجمعُه من الرقاع، والأكتاف، والعسب، وصدور الرجال".

زيد بن ثابت وجمع القرآن: 
قال أنس -رضي الله عنه-: "جَمَعَ القرآنَ على عهد النبيِّ -صلَّى الله عليه وآله وسل-م أربعة؛ كلهم من الأنصار: أُبَيٌّ، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وزيد بن ثابت"- رضي الله عنهم-، رواه البخاري.

مكانة زيد بن ثابت:
لمنزلته ومكانته الكبيرة بين الصَّحابة؛ حيث كان سيدنا عُمر وسيدنا عثمان- رضي الله عنهما- يستخلفانه على المدينة عندما يغيبان عنها، ومما عرف في تعظيمه ما روي عن أبي سلمة -رضي الله عنه-: أن ابن عباس- رضي الله عنهما- قام إلى زيد بن ثابت -رضي الله عنه-، فأخذ له بركابه، فقال زيد -رضي الله عنه-: "تَنَحَّ يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"، فقال ابن عباس رضي الله عنه: "إنا هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا"، وذلك توقيرًا منه لسيدنا زيد بن ثابت وعلمه وفضله.

أبناء زيد بن ثابت:
وُلِدَ له: خارجة، وسليمان، ويحيى، وعمارة، وإسماعيل، وأسعد، وعبادة، وإسحاق، وإبراهيم، ومحمد، وزيد، وعبيد الله، وسليط، وعمران، والحارث، وثابت، وحسنة، وعمرة، وأم إسحاق، وصفية، وقريبة، وأم محمد، وأم حسن، وابنان دعاهما عبد الرحمن من أُمَّين مختلفتين، وبنتان دعاهما أم كلثوم من أُمَّين مختلفتين أيضًا.

وفاة زيد بن ثابت:
توفي رضي الله عنه على الراجح سنة (45هـ)، وقيل غير ذلك، فحزن الصحابة -رضي الله عنهم- والمسلمون لفقده؛ فعن سالم -رضي الله عنه- قال: كُنَّا مع ابن عمر رضي الله عنه يوم مات زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقلت: "مات عالمُ الناس اليوم"، فقال ابن عمر -رضي الله عنه-: "يرحمه الله، فقد كان عالم الناس في خلافة عمر وحَبْرَها، فَرَّقَهُمْ عُمَرُ في البلدان، ونهاهم أن يفتوا برأيهم، وحَبَسَ زيدَ بن ثابت بالمدينة، يفتي أهلها".

ولما مات زيدٌ -رضي الله عنه- قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "ماتَ حَبْرُ الأمَّة، ولعل الله أن يجعل في ابنِ عباسٍ منه خَلَفًا"، وكان له في كتب الحديث (92) حديثًا.