حكايات القاهرة.. قصة درب سعادة وتاريخ 4 منشآت أثرية

أخبار مصر

بوابة الفجر


مدينة القاهرة "أم العواصم" كما يطلق عليها عدد كبير من علماء الآثار، فهي العاصمة الأكبر والأكثر عمرًا التي لا زالت باقية على حالها، حيث بلغت ما يقرب من 1000 عام من الزمان، ولازالت تحتفظ بسمتها المعماري القديم. 

وكذلك أسماء شوارعها الأصلية التي أطلقها عليها من سكنوا هذه البقعة من الأرض قبل مئات الأعوام، ونلتقي اليوم في رابع حلقات حكايات القاهرة، حيث يصحبنا عدد من علماء الآثار، في جولة بين شوارع وحواري العاصمة العريقة.

باب سعادة

يقول عبد الرحمن زكي في كتابه "القاهرة تاريخها وآثارها من جوهر إلى الجربتي المؤرخ": إن بالقرب من الركن الشمالي الشرقي لمحكمة استئناف القاهرة في باب الخلق كان يقع "باب سعادة" وهو أحد الأبواب التي فتحها جوهر الصقلبي في أسوار القاهرة بعد بنائها، وكان هذا الباب في السور الغربي.

ويحكي زكي أن الباب سمي بهذا الاسم لدخول سعادة بن حيان غلام المعز وأحد قواره منه، فعند مقدم سعادة إلى مصر وصل إلى الجيزة وخرج جوهر لاستقباله ودخل من هذا الباب فسماه الناس باب سعادة.

درب سعادة 

ومن ناحيته قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء: إن درب سعادة وهو حارة ضيقة خلف مديرية أمن القاهرة في باب الخلق متفرع من شارع الأزهر وينتهى عند تحت الربع، ويبدو أن الاسم منسوب لاسم الباب القديم الذي كان موجودًا بالقرب من هذا الدرب.

قبة حسام الدين 

وأشار ريحان إلى أن أهم آثار هذا الدرب، هي قبة حسام الدين طرنطاي وقد كانت منشأة كبرى تضم مدرسة وقبة ضريحية ليدفن بها، وتهدمت المدرسة وبقيت القبه الضريحية وهي مسجلة كأثر تحت رقم 590 وكان الأمير طرنطاي مملوكًا للسلطان المنصور قلاوون.

وضمن آثار درب سعادة مسجدًا بناه الأمير فيروز بن عبد الله الرومي الجركسي عام 830هـ 1426م ومسجل كأثر تحت رقم192، وكان فيروز ساقيًا للسلطان الأشرف برسباى والساقي هو من يتذوق الشراب قبل السلطان خشية أن يكون مسمومًا، وتوفي فيروز الساقي عام 848هـ ودفن بمسجده بحارة المنجلة بدرب سعادة ليأنس بالأحياء ودعائهم بدلًا من الدفن وسط الأموات.
مسجد آق سنقر.

وأضاف ريحان أن الأمير شمس الدين آق سنقر الفرقاني أقام مسجدًا بدرب سعادة بجوار داره عام 676هـ 1277م وهو مسجل كأثر تحت رقم 193، ويحكي المقريزي في الخطط "في رابع جمادى الآخرة عام 676هـ فتحت المدرسة التى أنشأها الأمير آق سنقر الفرقاني وقرر بها درس للطائفة الشافعية ودرس للطائفة الحنفية.

وتهدم مسجد آق سنقر في عام 1080هـ 1669م، فأعاد بنائه من جديد الأمير محمد أغا الحبشلي أحد كبار العسكريين على عهد الوالي العثماني على باشا قراقاس، على ما هو عليه مسجدًا عثماني الطراز والتخطيط ومن ثم عرف بجامع محمد أغا.

جامع الخياط 

وأوضح الباحث المتخصص في الآثار الإسلامية أبو العلا خليل أن درب سعادة يضم مسجد الأمير بيبرس بن عبد الله السيفي الخياط والمؤرخ بعام 921هـ 1515م وكان بيبرس من أقارب السلطان الغوري، ويعمل خياطًا له ومن ثم عرف بيبرس الخياط. 

وفي عام 922هـ خرج بيبرس الخياط مع السلطان الغوري لملاقاة العثماني سليم الأول في مرج دابق بالشام وفيها قتل السلطان الغوري وقريبه الأمير بيبرس الخياط.

سبيل الطوبجي

وتابع خليل أنه على ناصية حارة المنجلة بدرب سعادة أقام الأمير عبد الباقى خير الدين الطوبجى عام 1088هـ 1677م سبيلًا للعطشى من المارة الذين لا يستطيعون شراء الماء من السقاة الذين يبيعونه في الشوارع.

وجعل بأعلاه كتابًا لتعليم أبناء يتامى المسلمين وهو مسجل كاثر تحت رقم194، والطوبجي كلمة تركية تعني المدفعجي "طوب" بمعنى مدفع و"جي" أداة النسب في التركية والطوبجية هم جزء من الجهاز العسكري في مصر وكان مهمتها الإشراف على مدافع القلعة وصيانتها.