علي جمعة: يوسف حول مصر من دولة منهارة لأغنى أرض بإدارته (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر

قال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن سيدنا يوسف بعد خروجه من السجن، أصبح وزيرًا للزراعة ثم المالية ثم عزيز مصر "رئيس وزراء مصر"، وكان رجل دولة لديه العلم والحكمة، منوهًا بأنه خلال الـ 7 سنوات الرخاء كان يدخر للدولة ويقوم بعمل مخزون استراتيجي من المحاصيل بشراءها بأموال الدولة، وعندما جاءت السنوات العجاف قام ببيع المحاصيل للمواطنين وليس توزيعه بالمجان أو على البطاقة، فقام بإعادة جمع أموال الدولة مرة أخرى، وهذا يمثل مبدأ الاشتراكية الذي توصلنا إليه بعد عناء وتجربة استمرت نحو 50 عام، والتي هدفها الأساسي العدالة الاجتماعية.

وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "مصر أرض الأنبياء، المذاع عبر قناة مصر الأولى، اليوم الاثنين، أنه في العام الثاني من السنوات العجاف طلب من المواطنين مقايضتهم ببعض المنتجات التي ينتجوها مقابل حصولهم على القوت، ثم قايضهم على الأراضي والعقارات التي يمتلكوها إلى أن امتلك البلاد لصالح الدولة، وجعل الدولة تستولي على الملكية الخاصة لصالح الشعب، وبعد انتهاء السنوات العجاف تحولت الدولة من دولة منهارة لدولة من أغنى أغنياء دول الأرض بحسن إدارة سيدنا يوسف.

وتابع مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الحكمة من لقاء سيدنا يوسف بأخواته مرة أخرى الصراع بين الخير والشر والصراع بين الحق والباطل، والتأكيد على أن ما عند الإنسان ينفذ وما عند الله باقي. 

وقال الدكتور على جمعة، خلال تصريحاته بحلقة سابقة من البرنامج، إن سيدنا يوسف - عليه السلام- كان جميلًا جدًا، وورد في بعض الروايات الشعبية أن عينه كانت كبيرة، وحواجبه بينها شامة، وعلى خده خال، وابيض الوجه؛ وهذا كله من علامات الجمال التي ورثها من السيدة سارة والتي أخذت هذا الجمال الفائق عن أم البشر حواء؛ فكانت أجمل امرأة بعد حواء بحسب ما نقلت "صدى البلد".

وأضاف " جمعة " أن أخوة يوسف باعوه بثلاثة دراهم لمالك بن زعر، والدرهم 2.9جرام فضة، أي بعوه بما يساوي 9 جرام فضة، وهو في ثمن الفضة اليوم 7 جنيهات؛ أي يساوي 63 جنيها، فبعوه بأقل من 100جنيه، وهذا ما يفسر قوله- تعالى-: " وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ".

وأوضح،أن مالك بن زعر لما أتي بسيدنا يوسف - عليه السلام- إلى مصر ذهب به إلى السوق لبيعه، ولجماله ونباهته أراد الكثيرون أن يشتروه فأقاموا عليه مزادا حتي وصلوا إلى وزنه بالفضة وآخر بالمسك، لافتا إلى ان العزيز هو من اشتراه بالدينار الذهب، وقيل كان 40 دينارا، والدينار 4.25 جرام من الذهب الخالص عيار 21، وهو ما يساوي 170 جرام ذهب، وهو ما يساوي 20 جنيه ذهب، والجنيه الذهب يساوي اليوم 5000 جنيه؛ يعني اشتراه ب 100.000 جنيه.

وأشار المفتي السابق إلى أن عزيز مصر لم يعامل سيدنا يوسف- عليه السلام- معاملة العبد، مستشهدًا بقوله - تعالى-: " وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".