كارثة.. معرض موبيليا مبني فوق الساقية السابعة لسور مجرى العيون

أخبار مصر

سور مجرى العيون
سور مجرى العيون


- نكشف عن مفاجأة... معرض موبيليا مبنى فوق الساقية السابعة لسور مجرى العيون
- المبنى صدر له قرار منذ 1995 ولم ينفذ حتى الآن
- مصادر لـ الفجر: عشرات المكاتبات وصلت للمحافظة ودون جدوى

"هرم العمارة المائية في مصر" هذا هو لقب سور مجرى العيون والذي يقع ما بين فم الخليج في بداية شارع قصر العيني ويمتد حتى قرب السيدة عائشة، وهو أعظم الأمثلة الباقية على مهارة المصري في العمارة المائية، وقد تعرض السور لعدد من الاعتداءت آخرها معرض موبيليا تم بناؤه فوق أحد أجزاء الأثر.



مفاجأة مبنى حديث فوق أثر 
كشفت مصادر من داخل وزارة السياحة والآثار عن مفاجأة جديدة قد تعيق العمل في سور مجرى العيون، وهو المشروع الذي تعتبره مصر أحد مشاريعها الأثرية الواعدة. 
وأوضحت المصادر في تصريحات خاصة إلى "الفجر" أن مبنى جمعية صناع الأثاث والذي هو عبارة عن معرض موبيليا مبنى فوق المكان الذي كانت فيه تعمل الساقية السابعة للسور، والتي كانت توصل المياه للمسرب "النفق" الذي يؤدي لأسفل المأخذ "المبنى في بداية السور" حيث تتولي 6 سواق أخريات رفع المياه إلى أعلى المأخذ حيث تجري المياه فوق السور حتى صهاريج خاصة أسفل القلعة، وقد صدر قرار إزالة للجمعية منذ 25 عامًا ولم ينفذ حتى الآن. 



سنتمكن من عمل حفائر في حالة الإزالة 
وأكدت المصادر أنه في حالة تنفيذ قرار إزالة الجمعية سنتمكن مع عمل حفائر تكشف عن مكان الساقية السابعة، حيث أنه تم عمل مجسات وتم إظهار بداية عقد المسرب "النفق" خصيصًا وأن الجمعية صادر ضدها قرارات إزالة منذ 1995 م، ولم تنفذ حتى الآن، وتمت مخاطبة المحافظة بعدد كبير من المطالبات بتنفيذ القرار ولكن لم يتم حتى الآن. 



مبنى الجمعية يهدد الأثر ويتسبب في تشويهه 
وحصلت "الفجر" على مجموعة من الصور التي توضح وضع معرض مبنى الموبيليا الملاصق للسور والمعروف بجمعية صناع الأثاث، حيث لا تفصله عن المبنى سوى سنتيمترات معدودة، وأن جزءًا منه ملتفًا حول المبنى، ويظهر من الناحية الأخرى، كما أنه مرتفع عن المبنى الأثري، ما يمثل تشويهًا لهذا الأثر المهم، كما يهدد سلامته في حالة تعرض المعرض لحريق أو تداعي "سقوط" حيث أن أي كارثة ستحدث في جمعية صناع الأثاث سوف تصيب السور في مقتل. 





قرار الإزالة صادر منذ 1995 
كما حصلت "الفجر" على صورة من القرار الصادر بإزالة المبنى منذ عام 1995م، ولم يتم التنفيذ حتى الآن، أي أن القرار صادر منذ ما يقرب من 25 عامًا، وكان القرار في البداية صدر بتعويض مبدأي لأصحاب المبنى، بمبلغ 4 ملايين جنيه، ورفضوا التنفيذ وعارضوا القرار، حتى صدرت عدة أحكام بالإزالة دون تعويض، ثم تعطل التنفيذ مع أحداث يناير 2011م، وأكد المصدر أن السياحة والآثار طالبت المحافظ عدة مرات بتنفيذ القرار وهو مالم يتم حتى الآن. 





مشروع سور مجرى العيون 
وعن المشروع المزمع تنفيذه في هذه المنطقة، فهو مشروع سياحي من الدرجة الأولى، حيث سيتم فتح السور للزيارة، بعد اكتمال ترميمه، وتحويل كل المنطقة المحيطة به لمنطقة "بازارات" وحدائق ومتنزهات تليق بعظمة هذا الأثر، كما أن السور سيكون أحد نقاط متابعة موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري في التحرير إلى المتحف القومي للحضارة. 




ويعرف سور مجرى العيون باسم قناطر المياه، وقام بإنشاء هذه القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (صلاح الدين الأيوبى) مؤسس الدولة الأيوبية في مصر الذي تولى الحكم من 565 هـ 1169 م إلى 589 هـ 1193م، وجددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدًا كاملًا سنة 712 هـ 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري مأخذًا للمياه به 6 سواقي، بالقرب من مسجد السيدة عائشة، ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شئيًا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة. 

أما القناطر الحالية فقد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وأنشأ أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم "إسطبل عنتر"، تجاه مسجد أثر النبي، وهو المبنى الذي حوله محمد علي باشا أثناء حكمة إلى جبخانه للسلاح. 

وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة، بعدما كان قديمًا حتى القلعة، وقد بنى هذا السور من الحجر النحيت. 

آلية عمل السور 
وتتضمن آلية عمل السور تضمن أمرين، الأول هو إيصال المياه بسهولة وسرعة للقلعة، والثاني، هو حماية المياه من اعتداء أي جيش يهاجم القلعة، حيث يبدأ السور يبدأ من عند النيل بمأخذ مرتفع للغاية، وبه سواقي ترفع مياه النيل لأعلى المأخذ حيث تصب في حوض يسمى حوض الترصيد، والذي تتم عليه عمليات معالجة وتنقية، والحوض مكسي بالفخار، وعندما تزداد المياه في حوض الترصيد تجري في المجراه المخصصة لها فوق السور، والتي كانت أيضًا مكسية بالفخار الذي يساهم في التنقية وسرعة الجريان. 

وتتحرك المياه فوق السور دون آلات دفع، ويكمن السر في هندسة البناء أن السور به انحناءات وانكسارات متتالية مع انخفاضه التدريجي تجعل المياه تندفع تلقائيًا في مجراه الملساء، حتى تصب في أحواض خاصة داخل القلعة، كما يستطيع السور توفير المياه للمحاصرين في القلعة.