"ذبحه واتفرج على كارتون".. الفجر تكشف كواليس مقتل شاب لـ"أخوه الدكتور" بالدقي

حوادث

بوابة الفجر


"الحب والحنان".. كانت الصفات الأولى التي اتسم بها الشقيق السوداني "عبد الرحمن"، البالغ من العمر 22 عامًا لشقيقه الأكبر "أحمد" البالغ من العمر 28 عامًا، حيث كان يعامله برفق وطيبة وكأن الأدوار أبدلت وأصبح هو الأخ الأكبر، وهذا بسبب إصابة شقيقه بمرض منعه من العيش حياة هادئة بسيطة طبيعية، مثل الأخوة الطبيعيين، يلعبون، ويلهون، ويمنحون بعضهم البعض النصائح التي تعين على الحياة، ولكن كانت للحياة رأي آخر، عندما منعتهما من الحياة الطبيعية، وفرق المرض طريقهما.

في العقار رقم "13" في الدور السابع بشارع السوليلي، كُتبت نهاية الشقيقين بدموع وحزن، عندما قام الشقيق الأكبر "أحمد، المصاب بمرض التوحد"، بقتل شقيقه الأصغر، ولكن للحقيقة وجوه أخرى، يجب الكشف عنها وعن كواليسها لتخفف من ألم قتل الأخ لأخيه.




أسرة سودانية.. الأخ الكبير مريض والصغير يهتم به 


"كانوا ناس طيبين وفي حالهم"، كانت هذه هي الكلمات الأولى التي تحدث بها "م.خ" حارس عقارهم في شارع هادئ بمنطقة الدقي، بعيون تملؤها الحزن والدموع لما حدث في الشقيقين، قائلًا،" أسرة سودانية طيبين عمرنا ما شوفنا منهم حاجة وحشة، جاؤوا ليقطنوا بالعقار منذ 7 أشهر بشقة إيجار، في حالهم دايمًا، عمرنا ماسمعنا أي خناقات تخرج من منزلهم.. كان "أحمد" ينزل من وقت لآخر لشراء أشياء بسيطة في الشارع، ولا نراه يذهب لجامعة أو العمل وعندما مرت الأيام علمنا أنه يعاني من "مرض التوحد" ومنذ هذه اللحظة بدأنا نهتم به اهتمامًا كبيرًا، لأنه مرض صعب يجب التعامل معه بحساسيه.


المجني عليه دكتور وبيعامل الناس بطيبة 


"الأسرة تفككت".. يتابع حارس العقار كلامه: كانت السيدة "أم أحمد" تصطحب ابنها في كل مكان، وعوضها الله بأبنها الصغير "عبدالرحمن" الذي كان مثل الملاك، ويهتم بشقيقه الأكبر لأن والدهما يعمل بالسعودية، وكان "عبدالرحمن" يخرج كل يوم "ببالطو أبيض وعيون يملأها الفرحة كان يستيقظ مبكرًا ويذهب للجامعة، حيث كان في السنة الأولى من كلية الطب"، مضيفا: "مش خسارة عند ربنا".



بداية الواقعة: استغاثة سريعة "لأحسن يموت أمه" 


"لاحسن يموت أمه".. بهذه الكلمات استهل "ك.ح" الحارس الثاني للعقار، حديثه، موضحا: "يوم الأحد الماضي بعد صلاة العشاء، شوفنا ست بتجري علينا في مدخل العمارة وهي بتصرخ: "الحقونا.. الحقونا.. أحمد موت أخوه.. لأحسن يموت أمه"، مضيفًا كلنا كحراس للعقار بدأنا في تهدئه السيدة وعلمنا أنها على صلة قرابه بهم، حيث أنها "بنت خالتهم"، وكانت ضيفة عندهم في ذلك اليوم المشؤم، بدأت تهدأ لنفهم ماذا حدث، وقالت: "أحمد موت أخوه الصغير، ومعاه السكينة في إيده، وخايفة أن تتسبب في كارثة أخرى، ويقوم بطعن والدته، رحنا مسكنًا الشقيق الأصغر "القتيل" وسحبناه للصالة، لأننا مقدرناش على أحمد وخوفنا يحدث أي شئ تاني، وقفلنا باب الأوضة عليه وهو ماسك السكينة، ومامته في الشقة وأنا نزلت بسرعة عشان حد يلحقنا". 


حبسوه في الأوضه وماسك السكينة 


"كان ماسك السكينة بإيدة".. يضيف الحارس الثاني كلامه: عبد الرحمن كان مرمي في الصالة ووالدته بتصرخ: "الحقوني ابني غرقان في دمه اطلبوا الإسعاف بسرعة"، وبعدها طلعت روحه، طلبنا الإسعاف والتي طلبت بعد حضورها أجهزة الأمن، وحاولنا نهدئ الأم، التي حكت لنا ما حدث. 


ويتابع الحارس الثاني، كلامه، إن الأم روت لهم أن "أحمد" كان جايب زجاجة من مشروب الكحوليات وكان بيشرب وهو مشغل أغنية سودانية على هاتفه الخاص بصوت عالي، وذهبت هي لتمنعه لأنها غلط على صحته، وطلبت منه يوطي صوت الأغاني على الهاتف، ولكن أثناء حديثها لوحت بذراعيها، فقام ودفعها بعيدًا عندما منعته، وكان أخيه الأصغر حينها يرتدي ملابس الخروج من المنزل وشاهد ما حدث وذهب إليه لمنعه، و"لسه أخوه بيقوله عيب لما تشوح لأمك وتزقها الحاجات دي هضرك، ووطي صوت الأغاني عشان الجيران، قاله مالكش دعوه أعمل اللي أنا عايزة، وراح بسرعة جاب سكينة من المطبخ وضربه في رقبته وفي وشه تحت العين اليسري، ووقع على الأرض ونزف كل دمه".




"القاتل بيتفرج على الكرتون" 


"ماسك الريموت وبيتفرج على الكرتون"، يستكمل الحارس حديثه: "خرجناه من الأوضة المحبوس فيها وقعدناه في الصالة على الكنبة وقدامه جثة أخوه، لقيناه جاب ريموت التليفزيون وفتح على الكارتون وكان بيضحك بصوت عالي، ومولع سيجارة"، معقبا: "ياحول الله يارب، طالبًين من الله الشفاء له، بدأنا نتكلم معاه عملت إيه في أخوك؟.. رد علينا وقال: ماعملتلوش حاجة هو اللي جه اتخانق معايا وضايقني، متخلهوش يتخانق معايا تاني"، متابعا: "بدأنا نقوله أنت ضربت أخوك الصغير.. يرد علينا: "روح صحيه، دا نايم، زقه كدا وهو هيصحي، وهيقولك هو اللي ضربني وقوله مايضايقنيش تاني".


"أبوه كان معاهم قبل الحادثة بـ7 أيام"، يضيف الحارس الثاني: "المرض هو السبب والمرض مالوش كبير، وأول ما والده عرف نزل بسرعة مع إنه كان متواجد معاهم في اجازة قبل الواقعة بـ7 أيام وكان قاعد معاهم فترة كبيرة".


تحقيقات النيابة: عرضه على الطب النفسي 


أمرت النيابة العامة، بشمال الجيزة، بحبس المتهم سوداني الجنسية ويدعى "أحمد" البالغ من العمر 28 عامًا، 4 أيام علي ذمة التحقيقات، لقتله شقيقه الأصغر ويدعى "عبد الرحمن" 22 عامًا، إثر طعنتين نافذتين، ما إلى لفظ أنفاسه الأخيرة، فيما أمرت بعرض الشاب السوداني ويدعى "أحمد"، على الطب النفسي، للكشف الطبي عليه؛ والتأكد من أنه يعاني من مرض التوحد من عدمه.


وكشفت تحقيقات النيابة العامة، بشمال الجيزة، تفاصيل الواقعة، حيث أنه في يوم الواقعة كان المتهم يشرب كحوليات، وحاولت والدته منعه من فعل ذلك، فقام بالتعدي عليها، فتدخل الشقيق الأصغر ويدعى "عبد الرحمن" لمنعه، إلا أن القاتل استل سكينا من المطبخ وطعنه طعنتين أسفرتا عن لفظ أنفاسه الأخيرة. 



دكتور نفسي: مرض التوحد يرجع لعوامل وراثيه وأخصائي يتابعه 


وقال الدكتور "جمال فرويز" استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، إن مرض "التوحد" هو ليس مرض نفسي وإنما هو إجتماعي يعود للأمراض الوراثية، مضيفًا أنه يصاب به الإناث أكثر من الأولاد، ويصاب المريض بنسبة 70% من القصور العقلي، وهناك أيضًا 30 % منهم يستطيع إنهاء دراسته الجامعية.


وعن علامات المرض، أوضح"فرويز، في تصريح خاص لـ"الفجر"،أن المصابون بمرض التوحد يواجهون صعوبة بالغة في التواصل مع الآخرين، وردود أفعالهم على المواقف تكون مبالغة لحد كبير، وهز الرأس باستمرار، بالإضافة لتملك الخوف في حياتهم بشكل كبير، بالإضافة لعدد كبي من مرضى التوحد يصابوا بالصرع، مشيرًا أن مريض التوحد لديه قدرة خارقة في الذاكرة أو الحسابات أو اللغات. 


وأضاف استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، أن مرض التوحد يأتي عن طريق إصابة الأم أثناء الحمل بالحصبة الألماني أو عن طريق تعاطي مضادات حيوية أو مضادات اكتئاب. 


وعن علاجه، قال "فرويز" أستاذ الطب النفسي، أن مريض التوحد يعرض على أطباء وأخصائين نفسيين متخصصين مع مرض التوحد، بالإضافه لعرضه لأخصائي تخاطب، ولكن هناك خطوة مهمه وهي متابعة الأسرة مع أخصائية إجتماعية لكيفية الوصول لطريقة تعامل صحى ونفسي لطفل مريض التوحد