تهدئة الأوضاع والاستجابة لمطالب الثورة.. تحديات عديدة أمام الرئيس الجزائري الجديد

عربي ودولي

بوابة الفجر


الجزائر لا تزال على صعيد ساخن، رغم انتخاب رئيس جديد لها، ويصر المتظاهرون على مواصلة الثورة الرافضة لكل وجوه النظام الجديد، وكل ذلك يضع الرئيس الجديد أمام تحديات كثيرة أهمها سبل تهدئة الأوضاع والاستجابة لمطالب الثورة التي أطاحت بالرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة.

ويترقب الشارع الجزائري القرارات التي سيتخدها الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، وبينما يجد بعض المحللين أن فوز تبون يعد انتصارا وحماسة لمؤسسات الدولة المستدامة وتعزيزا لاستقرار الجزائر، وفقا لصحيفتي "الشعب" الجزائرية و"اليوم" اللندنية، يرى أخرون أن أمامه مهام صعبة لتفعيل ما تراكم من منجزات وإعادة لملمة الأوراق من جديد، حسب ما ذكرت صحيفة "الشروق" الجزائرية.

وذكر أستاذ العلوم السياسية الجزائري، توفيق بو قاعدة، أن المظاهرات في الشارع الجزائري التي انطلقت منذ 22 فبراير ليست مرتبطة بالانتخابات وحدها، وإن كانت المطالبة بانتخابات نزيهة مطلب من جملة المطالب التي رفعها المتظاهرين في شعاراتهم، مضيفا للاسف المسار السياسي الذي أفضى إلى هذه الانتخابات لم يكن محل توافق بين السلطة والقوى السياسية المعارضة في البلاد، وهو ما جعل المقاطعة أحد أشكال التعبير عن رفضها، وعدم الاعتراف بنتائجها، لأنها كانت انتخابات مغلقة ترشح لها رجال سبق لهم العمل مع بوتفليقة، الذي كان يطالب الحراك برحيلهم، وتستمر المظاهرات المطالبة باصلاحات حقيقية تمس منظومة الحكم وليس تغيير الواجهة السياسية للنظام فقط.

تحديات تواجهة تبون
وبين بوقاعدة للفجر أن التحديات التي تواجه المترشح الفائز في هذه الانتخابات كثيرة ومتعددة، مشيرا إلى أن الحراك الشعبي في الشارع هو أكبر التحديات التي علي الرئيس الجديد إيجاد آليات الاستجابة لمطالبه، والبدء في مسار تفاوضي لتحقيق تلك المطالب، ووضع الركائز الأساسية للدخول في جمهورية جديدة.

وأوضح أن التحدي الثاني يتمثل في الملف الاقتصادي وكيفية خلق مصادر الثروة خارج قطاع المحروقات ووضع قوانين جديدة تسمح بالنهوض الاقتصادي القادر على امتصاص البطالة المرتفعة وسط الشباب وخاصة الشباب حامل الشهادات الجامعية.

خريطة تحقيق مطالب الثوار
ونوه أستاذ العلوم السياسية إلى أن طريقة تحقيق مطالب الثوار والنهوض بالاقتصاد الجزائري، وهو وجود إرادة سياسية حقيقية للتعامل بجدية مع التحديات السابقة، والكشف عن طبيعة المرحلة ومختلف الإكراهات التي تواجهه، وإشراك كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين في المسار المنتظر، لأن الجزائر لا تعاني من مشكلة مالية بقدر ما تفتقد الي رؤية لتحقيق مختلف المطالب السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وذكر أن المترشح الفائز لم يقدم خارطة طريق واضحة لمواجهة مختلف التحديات، لكنه وعد بمحاربة الفساد، وتحقيق نمو اقتصادي، وقدم مجموعة من الالتزامات أمام من انتخبوه، ومن المنتظر أن يقوم بتحقيقها، وفي مقدمتها تعديل الدستور الذي يعيد التوازن لمختلف مؤسسات البلاد، وتقليص صلاحيات الرئيس في الدستور الحالي ومنح سلطة الرقابة للبرلمان والقضاء وغيرها من الأجهزة الأمنية، حتى لا يتكرر استنساخ منظومة الفساد السابقة التي انهكت الاقتصاد الجزائري، وتسببت باحتكار المال الفاسد للحياة السياسية.


قبول الشارع لتبون
على نفس الصعيد، بين المحلل السياسي الجزائري، محمد علال، في تصريح لـ"الفجر"، أنه من الصعب معرفة مدى قبول الشارع لتبون، لأن تبون لم يبدأ بممارسة مهامه بعد، حيث سيدلي باليمين الدستوي خلال الأسبوع الجاري، ويبدأ ببعض الخطوات ببرنامجه، مشيرا إلى أن الحراك لا يزال مستمر للتعبير عن مطالبه بشأن رحيل كل رموز النظام السابق وضمان انتقال حقيقي لسلطة، لذلك لا يوجد من يطالب الثوار بالتوقف حتى الرئيس الجديد نفسه، خاصة أنه سلمي ومنظم.

وذكر أن تبون دعا للحوار والتواصل، للتعرف على مطالب الثوار الضرورية من أجل التهدئة فيما يخص إطلاق سراح المعتقلين وفتح مجال الجريات الاعلامية وعدم التضييق على العاصمة، مبينا أن تلك الخطوات هي الأساسية للبدء في حوار عميق يضمن الانتقال للجزائر.