الدنمارك ودول الناتو يسعيان للاستفادة من طريق البحر الشمالي الروسي.. متجاهلين سياسة واشنطن

عربي ودولي

بوابة الفجر


أعربت الولايات المتحدة، حليفة الدانمارك في حلف الناتو، مؤخراً عن قلقها إزاء تزايد أنشطة روسيا وادعاءاتها في منطقة القطب الشمالي، حيث اعتبرتها قضية "أمنية". وقد تعهدت واشنطن باتخاذ خطوات لمواجهة "توسع" روسيا في المنطقة.

 وقد صرح السفير الدنماركي لدى روسيا كارستن سوندرغارد ، بأن شركات الأمة مهتمة بطريق البحر الشمالي، مع إدراك الدولة نفسها لأهميته ليس بالنسبة لروسيا التي تقوم بتطويره فحسب، بل وخارجها أيضًا.

وأضاف سوندرغارد ، "هذه منطقة شاسعة تستحق الاستثمار فيها. [...] وبطبيعة الحال، فاننا نفهم ذلك ونري أفاقا لمزيد من التطور في هذا الجزء من العالم. ولكن من المهم ان يظل كل ما يحدث في المنطقة شفافا ويمكن التنبؤ به. كما ان السوق يتطلب ذلك لطريق البحر الشمالي".

في معرض حديثه عن الشفافية، أشار الدبلوماسي إلى القواعد الجديدة التي طبقتها روسيا على النقل البحري الدولي في طريق البحر الشمالي، يجب على جميع السفن العسكرية إخطار مرورها مقدمًا، بينما تحتاج السفن المدنية غير المصنّعة في روسيا إلى الحصول على إذن من الحكومة لاستخدامها الطريق. وقال إن الأمر يحتاج إلى معالجة في مجلس القطب الشمالي.

لم يوضح سوندرغارد، ما هي الفرص التجارية التي تراها الدنمارك في طريق البحر الشمالي، ولكن قد يصبح الشحن الدولي واحدة. قامت شركة الملاحة الدانمركية مايرسك بالتحديد في وقت سابق باستخدام المسار خلال بعض المواسم. وقد قامت إحدى سفن الشحن التابعة لها باختبار المسار الجديد لأول مرة في سبتمبر 2018.

ومن الطرق الأخرى التي يمكن للبلد ان يستثمرها هي تقديم خبرته في مجال توليد الطاقة الخضراء. وفي حين باعت البلاد شركات الغاز الخاصة بها للمشترين الأجانب ومن غير المرجح أن تشارك في تطوير الغازات الضخمة والرواسب الغنية بالنفط في القطب الشمالي، فان شركة أورستيد قد تقوم نظريا ببناء مزرعة رياح بحريه قباله سواحل روسيا.

وتتخذ موسكو بدورها خطوات لجذب الاستثمارات إلى المنطقة محليا ودوليا. وعلي وجه الخصوص، فقد أدخلت نظاما ضريبياً خاصا بالأراضي القطبية الروسية، وخفضت الضرائب علي استخراج الموارد خلال أول 15 عامًا من أي مشروع وحتى خفضها إلى الصفر إذا كانت هذه المشاريع تستخرج الغاز لتتحول لاحقًا إلى غاز طبيعي مسال. وتتماشي هذه الأخيره مع مساعي روسيا الأخيرة لتعزيز موقعها في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي.

معارضة الولايات المتحدة لأنشطة روسيا في القطب الشمالي

 

بينما تتعارض رؤية سوندرغارد لتعاون الدنمارك مع روسيا في القطب الشمالي، بما في ذلك في طريق البحر الشمالي، مع موقف الولايات المتحدة حليفها في الناتو والتي تسعى إلى ردع "توسع" موسكو في منطقة القطب الشمالي.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو عن قلقه إزاء مطالبة روسيا بالمياه الدولية على طول طريق البحر الشمالي. قدمت روسيا بالفعل مطالبة رسمية بتوسيع حدودها الشمالية إلى القطب الشمالي مع الأمم المتحدة ، وقد تقدم الطلب حتى الآن بنجاح من خلال عملية الموافقة.

وعلي صعيد آخر، تنوي واشنطن معارضة مطالبة موسكو بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة وقد فكرت في بناء قاعدة عسكرية منفصلة لردع روسيا هناك. ومع ذلك، فإن نوايا الولايات المتحدة محدودة بسبب أسطولها الذي يفتقر بشدة إلى كاسحات الجليد، مع وجود واحد فقط يعمل حاليًا، على الرغم من أن بومبو أعلن، أن واشنطن تأمل في تغيير هذا الوضع من خلال بناء المزيد من هذه السفن في المستقبل.