بعد توقف زيارتها الدينية.. كيف تستغل "طهران" المراقد والعتبات في العراق؟

عربي ودولي

إحدى المراقد الشيعية
إحدى المراقد الشيعية


في قرار مفاجئ، أعلنت إيران توقف جميع الزيارات الدينية إلى العراق، خوفاً من انتقال عدوى التظاهرات إلى طهران، فيما جاء هذا القرار بعد إغلاق النقاط الحدودية مع العراق من قبل النظام الإيراني.

عودة إلى البلاد

وأوضحت الخارجية الإيرانية أن ضمان أمن الزوار هو أولويتنا، ومن هذا المنطلق وبعد أيام زيارة الأربعين ونظرا إلى الظروف المستجدة والوضع في العراق، لم يكن لدينا إيفاد إلى العتبات المقدسة، موضحة أنّ جميع الموظفين الإيرانيين في العراق قد عادوا إلى البلاد.

حتى إشعار آخر

ولفت بيان الخارجية الإيرانية إلى أنّه لا يوجد أمن مطلوب لتواجد الزوار، كما أن منظمة الحج والزيارة أبلغت مكاتبها بوقف إيفاد قوافل الزوار إلى العتبات المقدسة حتى إشعار آخر، وبعثت رسالة في أواخر الأسبوع الماضي، طلبت فيه إلغاء سفر قوافل الزوار إلى العتبات المقدسة في العراق.

إغلاق النقاط الحدودية

وخلال الأسبوع الماضي، قامت طهران بإغلاق النقاط الحدودية مع العراق، بسبب التظاهرات حيث أغلقت السلطات الإيرانية، يوم الأربعاء الماضي، منفذ مهران الحدودي، والذي يربط محافظة إيلام مع محافظة واسط.

وشمل الإغلاق منع المسافرين والشاحنات والحافلات من العبور بسبب الاحتجاجات في العراق"، بحسب وكالة أنباء " تسنيم" الإيرانية، فيما لا يوجد حظر على تحويل البضائع للعراق في الحدود.

استغلال الأضرحة

ويفتح هذا القرار تاريخ طهران في استغلال المراقد والعتبات الشيعية المسماه بالمقدسة، وهو ما كشفته "المقاومة الإيرانية" في تقرير لها، أنّ الحرس الثوري يستغل أضرحة الأئمة الشيعة في العراق، من خلال إقامته لأهم الاحتفالات الدينية الشيعية، كعاشوراء والأربعينية.

تأسيس نفوذ الملالي

وأوضحت المقاومة أن النظام الإيراني، يسيطر على تلك الأضرحة، من خلال استخدام ما يسمى "هيئة إعادة إعمار العتبات المقدسة"، التي تعمل على إعادة إعمار أضرحة القادة الشيعة التاريخيين في إيران والعراق وسوريا ظاهرياً، بينما حقيقة الأهداف كانت تكمن في تأسيس وجود نظام الملالي في تلك البلدان.

التغطية على الفضائح

وكشفت المقاومة عن طبيعة هذه الهيئة، موضحة أنّها تعتبر أحد الأجهزة التي ساعدت نظام الملالي على تغطية أعماله الخبيثة، وهي في الحقيقة كانت ذراعه التنفيذيةً لقوات القدس التابعة لقوات الحرس من أجل المضي قدماً في تحقيق أهداف هذه القوة الإرهابية في الدول المختلفة وخاصة العراق.

استغلال احتفال الأربعينية

كما توضح المقاومة أنّ أحد المشاريع التي يخطط لها هذا الجهاز في المستقبل القريب هو سوء استغلال احتفال الأربعينية الديني، وهو أحد أهم الاحتفالات الشيعية في السنة، والتي يشارك فيها ملايين الشيعة.

ولفتت إلى أنّ نظام الملالي يسئ استغلال إقامة مراسيم الأربعين الحسيني للترويج للتطرف والإرهاب، وإثارة الانقسامات الدينية تحت غطاء إحياء ذكرى أئمة الشيعة.

نفوذ إيراني متشعب

وتبيّن "المقاومة" أنّ لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة، هو اسم للتغطية على وجود قوة القدس في العراق التي أدخلتها قوات حرس الملالي في العراق بشكل مدروس، وبسوء استغلال اسم كبار أئمة الشيعة أوجدت الغطاء على تواجد قوة القدس الإرهابية في هذا البلد على مدى السنوات الـ 16 الماضية.

نشر الأسلحة والمتفجرات

وأكدت المقاومة أن قوات حرس الملالي تستغل تواجدها تحت غطاء لجنة إعادة الإعمار، فيما تعمل على إدخال الأسلحة والمتفجرات ونشر القوات بين إيران والعراق، بالإضافة إلى استغلال العراق للتحايل على العقوبات الدولية على نظام الملالي، تحت غطاء الأنشطة الاقتصادية لهذه اللجنة .

التربح ونهب الأموال

وينهب النظام الإيراني وفقا للمقاومة، المساعدات الشعبية من خلال استغلال المعتقدات الدينية للشعبين الإيراني والعراقي، لتتحول إلى وسيلة للنهب والانتهازية بحثًا عن التربح والحصول على الغنى الفاحش.

وذكرت المقاومة أنّ من بين هذه الأساليب بيع الأشياء "المباركة" لضريح أئمة الشيعة في إيران بأثمان مرتفعة، بجانب صناعة بعض الأجزاء مثل ضريح وأبواب هذه الأماكن في إيران وإرسالها إلى العراق، لتدر لهم دخلًا مرتفعًا.

تعزيز النفوذ

وفي ذات السياق، كشف الصحافي رضا حقيقاتنزاد في موقع راديو فردا، أنّ قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يستخدم تكتلاً مالياً في إيران، من أجل تمويل نشاطاته في العراق، بهدف تأسيس وتوسيع النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأوضح أنّ "سليماني" عين رئيساً جديداً للجنة إعادة بناء العتبات المقدسة في العراق، هو محافظ كرمان السابق محمد جلال مآب. وفي الوقت نفسه، عين سليماني الرئيس السابق للجنة حسن بولاراك، وهو الآخر من كرمان، رئيساً للمقر الرئيسي للكارتل المالي في إيران، والذي يمول أنشطة سليماني في العراق من بين أشياء أخرى.

سيطرة الشركات الإيرانية

وتعيش تلك المزارات العراقية، تحت سيطرة قوية من قبل نظام الملالي عبر الاستثمار في هذه الأماكن الذي يؤهل للشركات الإيرانية السيطرة عليها، وفي المقابل يتعرض المستثمرون العراقيون والأجانب من قبل المليشيات، للمضايقات بجانب ابتزازهم لأجل الحصول على مبالغ مالية، إلا أن الشركات الإيرانية والمستثمرين الإيرانيين يعملون بحرية كاملة دون أن يتعرض لهم أحد.

مستثمرون إيرانيون

من جانبه أشار أحمد النجفي، في تصريحات لموقع "الخليج أونلاين"، أن الاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها العتبات والمزارات الشيعية في العراق، خاصة محافظة كربلاء، تعود لمستثمرين إيرانيين، مشيراً إلى أنّ محافظة كربلاء محرمة على المستثمرين العراقيين، وباتت حكراً للمستثمرين الإيرانيين.

الاستيلاء على المشروعات

كما أكد السياسي علي الصميدعي، أنّ سيطرة نظام إيران منها ما يأتي بهدف الاستيلاء على المشاريع المهمة والحيوية في البلاد، لذلك تعمل الشركات الإيرانية في العراق بحرية واسعة، فيما تواجه شركات محلية وأجنبية عقبات كثيرة تضطرها لترك العمل.