"كُتب عليهما اليُتم".. حكاية زوجة الرائد باسم فكري شهيد قنا وطفلها

حوادث

الشهيد
الشهيد


"رجل يصلي، ملتزم بقراءة ورد يومي بعد كل صلاة، كثير الاستغفار والذكر، حنون لأقصي درجة على ابنه سليم يتعامل معه بعقلية الطفل وهو في الأصل باسم طفل"، بهذه الكلمات عبرت سارة محمد رشاد ابنة نقيب محامين قنا والبحر الأحمر الأسبق عن حبها وطيبة قلب وإنسانية زوجها الشهيد الرائد باسم فكري رئيس مباحث مركز قوص بمحافظة قنا، الذي استشهد أثناء مطاردة أمنية لعدد من العناصر الإجرامية، منذ أيام.


زوجة الشهيد باسم فكري فقدت أسرتها في حادث سير

ظنت ابنة نقيب محامين قنا والبحر الأحمر الأسبق، أن الدنيا تبسمت لها عند تعرفها على زوجها الشهيد باسم فكري، وذلك بعد حزن وسواد دام لـ 10 سنوات، عقب فقدها أسرتها الصغيرة وهم كانوا أغلى ما ليها في الدنيا، بعد تعرضهم لحادث مروري وهم في طريقهم لمحافظة الأقصر، وانقلاب سيارتهم وصعوبة إنقاذ والديها و3 من أشقائها، فلم ينج من الحادث سوي هي وشقيقتها، ووقتها لم يستطع الشقيقتان الذهاب إلى المستشفي لرؤية أغلي ما لهما في الكفن الأبيض قبل تشييع جثمانهم إلى مثواهم الأخير.

وعاهدا الشقيقتان بعضهما على أن يستكملا دراستهما للطب وهما في عامهما الأول والثاني، وكان ذلك بناءً على رغبة والدهما، وسرعان ما مر 10 سنوات على الشقيقتين داخل منزلهما بعد مصرع أسرتهما، وكانت الأيام حينها تحمل فقد ومرارة وخذلان من أقرب الناس لهما، حتي فقدا ثقتهما في نقاء الحياة.


ابنة نقيب محامين قنا الأسبق تتعرف على الرائد باسم فكري


تعرفت "سارة" على الشهيد باسم فكري في بداية شهر فبراير عام 2014، ووجدت به من النقاء والطيبة والحنية والشهامة والحب الطيب النقي، ووقتها لم تكن تتوقع أن هذه الأشياء موجودة في هذا الزمن، وأنه لم يكن كأي ضابط شرطة من طيبته المفرطة، "على حسب تعبيرها"، وتمسك كل منهما بالآخر، على الرغم من دخولهما في سلسلة من المشاكل بسبب المحيطين بهما، "وكأن كل من حولنا يستكثر علينا الفرحة معا، يعلم الله أن ماحدث كاد أن يقصم ضهري، لولا ثبات باسم وابتسامته الطيبة التي جعلت كل شيء يمر"، وفقًا لقولها


زواج في تاريخ مشابه لتاريخ وفاة أسرتها


وبعد فترة خطوبة اختارا بأن يكون يوم زفافهما 5/3/2015، ووقتها اكتشفا وجود شبه بين تاريخ زفافهما وتاريخ حادث مصرع أسرتها في 5/3/2005، وشعرت أن الدنيا تصالحها بزوجها على ما مرت به طوال الـ 10 سنوات، وتزوجا في اليوم المحدد، ومرت الأيام عليهما داخل منزلهما كـ" أي زوجين" يحدث بينهما مشاكل زوجية، حتي رزقهما الله بابنهما سليم، وكان يعامله كصاحبه رغم صغر سنه، ويحسن معاملته، لكن فرحتها لم تستمر طويلًا وتكرر نفس مشهد وفاة أسرتها، بعد ورود مكالمة هاتفية لها، تبلغ خلالها بأن زوجها بمستشفي قفط، وحينها لم تشعر بنفسها إلا وهي داخل المستشفي دون أن تدري كيف وصلت إلى هناك، لتفاجأ باستشهاد زوجها، ووقتها تذكرت مشهد وفاة أسرتها لتدخل في نوبة من البكاء، لكن المشهد في هذه المرة اختلف قليلا، وقررت زوجة الشهيد ألا تتركه حتي تشاهده وتلقى عليه نظره الوداع، دون الخوف مثلما حدث لها مع أسرتها، وبدخولها عليه وجدته مبتسمًا وكأنه قد أدي كامل واجبه ورسالته في الحياة، فقبلت يده، وهي تبكي تتذكر ما مرت به طوال السنوات الماضية من أفراح وأزمات لتذكر عبارتها: "الحياة لا تترك الطيبين الطاهرين طويلًا".


استشهاد الرائد باسم فكري رئيس مباحث مركز قوص

وكانت الأجهزة الأمنية بقنا، أعلنت ملابسات واقعة استشهاد رئيس مباحث مركز شرطة قوص، جنوب قنا.

وأوضح مصدر أمني، أنه عقب تمكن قوة أمنية تابعة لمركز شرطة قوص بمديرية أمن قنا، من استهداف وضبط أحد العناصر الإجرامية الخطرة، مطلوب ضبطه في 4 قضايا جنائية، وأثناء اصطحابه لديوان المركز، قام اثنين من العناصر الإجرامية يستقلان دراجة نارية ـ بإطلاق النيران تجاه سيارة القوة، وقيام المحكوم عليه المضبوط بالقفز من السيارة فى محاولة للهرب.

وتابع أنه حال ذلك بادلتهم القوات إطلاق النيران، مما أسفر عن استشهاد الرائد رئيس مباحث مركز شرطة قوص، وإصابة ثلاثة أفراد شرطة من القوة المرافقة، ومصرع العناصر الإجرامية مستقلى الدراجة البخارية والمحكوم عليه، وعثُر بحوزة مستقلي الدراجة على (2 بندقية آلية)، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
 
الأهالي: إطلاق اسم الشهيد باسم فكري على محور قوص

وطالب أهالي مركز قوص بمحافظة قنا إطلاق اسم الشهيد باسم فكري أحمد طه على محور قوص ونقاده، وذلك تخليدا لذكراه، وتضحيته واستشهاده في أثناء مطاردته لعدد من العناصر الإجرامية بالمركز