أسبوع ساخن حول العالم.. مقتل "البغدادي" واستقالة "الحريري" الأبرز

تقارير وحوارات

البغدادي
البغدادي


تصاعدت الأحداث المتعاقبة على ساحة الدول، خلال الأسبوع، منها المشتعلة كاحتجاجات لبنان التي أدت إلى استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، وكذلك العراق التي لم يهدأ صوت المتظاهرين فيها مطالبين باستقالة الحكومة، ومقتل الزعيم المتطرف أبو بكر البغدادي، ليتصدر هذا الموضوع الأحداث، بالإضافة لإشتعال الأوضاع في شمال سوريا، لاسيما عقب تعنت الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، ما أدى إلى مطالب دولية بطرده من حلف شمال الأطلسي طرد تركيا من "الناتو".

وبعد مرور ما يقرب من عام على ظهور زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش"، أبو بكر البغدادي، من خلال  تسجيل صوتي تم بثه في أغسطس 2018 بعد بدء الهجوم العراقي لاستعادة مدينة الموصل من التنظيم، لم تصدر إي إشارة عن أكبر المتطرفين إلافي السابع والعشرين ن أكتوبر الفائت، بإعلان وسائل إعلام أمريكية، أن الجيش نفذ عملية استهدفت القيادي في المكان الذي يختبئ داخله في سوريا، ليكون هذا النبأ هو الأبرز خلال الأسبوع المنصرم.

مقتل البغدادي والتخلص من جثته بالبحر
وقال قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي ومساعد وزير الدفاع جوناثان هوفمان، إن رفاة أبو بكر البغدادي، دفنت في البحر خلال 24 ساعة من مقتله، مضيفًا خلال مؤتمر صحفي بشأن حيثيات قتل الزعيم الداعشي، أنه تم اعتقال شخصين خلال عملية استهداف البغدادي وقمنا بتدمير مخبأه، متابعًا: "عملية قتل البغدادي تظهر قوة الولايات المتحدة، و يظهر قدرتنا على استهداف عناصر داعش". وأفاد مسؤول آخر، في وزارة الدفاع "بنتاجون"، أن جثّة البغدادي وضعت في البحر في مكان لم يفصح عنه، وهي الطريقة نفسها التي تخلّص بها الأمريكيون من جثة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد مقتله عام 2011 على يد قوات أمريكية خاصة في باكستان.

تصاعد الاحتجاجات في العراق
وتفاقمت الأحداث طيلة الأسبوع بجميع محافظات العراق، واتسعت دائرة الاحتجاجات المطالبة باستقالة الحكومة العراقية، عقب انتشار الفساد وارتفاع معدلات البطالة بالبلاد، برغم  من حزمة القرارات العاجلة التي اتخذتها؛ لتهدئة غضب الشارع الذي وقف أمام دبابات الجيش، متحديًا حظر التجول،  بل امتدت رقعة التظاهرات من بغداد إلى الجنوب.

واحتشد عشرات الآلاف من العراقيين، في ساحة التحرير، بعد تقارير عن قتل قوات الأمن لمحتجين في كربلاء، ورفض رئيس الوزراء الدعوة لانتخابات مبكرة، كما وجه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر،  الذي يقود أكبر تكتل في البرلمان العراقي، دعوة إلى هادي العامري، زعيم ثاني أكبر تكتل برلماني، المساعدة في إجراء تصويت بسحب الثقة من رئيس الوزراء.

وأضاف الصدر في بيان "جوابا على كلام الأخ عادل عبد المهدي كنتأظن أن مطالبتك بالانتخابات المبكرة فيها حفظ لكرامتك .. أما إذارفضت فإنني أدعو الأخ هادي العامري للتعاون من أجل سحب الثقة عنك فورا". وحذر زعيم التيار الصدري، اليوم الأربعاء، من تحول العراق إلى بلد شبيه بسوريا واليمن في حال عدم استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي. كما رفع مجلس النواب العراقي، اليوم الحصانة عن رئيسه ونائبيه، بحسب ما ذكرت روسيا اليوم، حيث قالت إن "رئيس المجلس محمد الحلبوسي طلب رفع الحصانة عنه وعن نائبيه بشير حداد وحسن الكعبي"، مضيفة أن "أعضاء البرلمان صوتوا على ذلك".

مطالب بطرد تركيا من "الناتو"
وفي أعقاب استمرار العدوان العسكري على الأراضي السورية، وتواصل الاشتباكات على محاور القرى بشمال شرق سوريا، بين الفصائل الموالية لأنقرة من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جانب آخر، توالت مطالب بعض الدول الأوروبية، والأعضاء في حلف شمال الأطلسي طرد تركيا من "الناتو"، حيث أجرت مؤسسة "يو جوف" لصالح وكالة الأنباء الألمانية، استطلاع للرأي، في الفترة من 25 حتى 28 أكتوبر ، قال 58% ممن شملهم الاستطلاع: "إنهم يريدون طرد تركيا من الناتو"،  كما أيد 61% فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة، وقال 69% إنهم يريدون حظرا كاملا لصادرات السلاح إليها. و أعرب أغلبية الألمان عن رغبتهم في طرد تركيا من حلف شمال الأطلسي، حيث شكك الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط)، ثاني أكبر أحزاب ألمانيا، في جدوى عضوية تركيا بحلف شمال الأطلسي، مهددا بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة.

تصدى لهجوم تركي على الحسكة السورية
وتصدت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لهجوم شنته القوات التركية على منطقة أبو رأسين (زركان) شمال محافظة الحسكة، وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة شهدتها محاور بمنطقة أبو رأسين (زركان)، بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من جهة، والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة أخرى، مضيفا أن الاشتباكات ترافقت مع قصف مكثف وعنيف، أعقبه تمكن قسد من التصدى للهجوم؛ الذى تسبب بإصابة 3 مدنيين بينهم مواطنة، وصحفى أجنبي، وفقا لقناة "العربية" الإخبارية.

استقالة الحريري والحكومة غير كافية
أما في لبنان، لم يهدأ الشارع اللبناني، برغم من استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري والحكومة، حيث شهدت العديد من المناطق اللبنانية، تحركات من قبل المتظاهرين والمحتجين، اعتراضا على ما اعتبروه "مماطلة" من قبل السلطة السياسية في الاستجابة لمطالب التظاهرات، وسط تعزيزات أمنية  مكثفة في مناطق نزول المتظاهرين.

واعتبر المتظاهرون أن التأخر في اتخاذ القرار ببدء "الاستشارات النيابية" كإجراء ملزم لاختيار رئيس الحكومة الجديد، يأتي من قبيل المماطلة في تلبية مطالب المحتجين، مؤكدين أنهم لا يكتفون بمجرد استقالة سعد الحريري والحكومة، وأنهم مصرون على تنفيذ مطالبهم بتشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين وإجراء انتخابات نيابية مبكرة والعمل على محاسبة مرتكبي جرائم الفساد والعدوان على المال العام.

وعادت الأجواء إلى التشنج الذي بلغ ذروته، اذ اندلعت مواجهات بين الجيش والمتظاهرين على خلفية فتح الطريق بالقوة. وبعد حالة التوتر التي سادت المنطقة، انسحبت وحدات الجيش من ساحة العبدة، فيما أعاد المواطنون قطع الطريق، عقب ذلك خرجت تظاهرات حاشدة في مناطق برالياس ومجدل ومنطقة المصنع الحدودية مع سوريا في البقاع، وكذلك تجمع محتجون في عكار وحاصبيا وساحة إيليا في صيدا جنوبا، حيث اصيب 3 اشخاص في تدافع بين الجيش والمحتجين، كما تجمع محتجون تحت جسر جل الديب.

مظاهرات جديدة في تشيلي
وتظاهر الالاف من الشباب في تشيلي، بعد إقرار الحكومة بالغاء مؤتمرين عالميين رئيسيين، وطالبوا باستقالتة الرئيس التشيلى سابستيان بينيرا، وفقا لقناة "تيلى سور" الفنزويلية، التي أشارت إلى أن بعد اسبوعين من المظاهرات وأعمال التخريب ، قرر بينيرا إلغاء مؤتمرين رئيسيين وقال "لن تكون تشيلي مضيف منتدى التعاون الاقتصادي الأسيوي-المحيط الهادئ (APEC) في نوفمبر، أو مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بتغير المناخ COP25) في ديسمبر".