انطلاق "دافوس الصحراء" في السعودية بوجود 30 دولة (فيديو)

عربي ودولي

بوابة الفجر



تعول المملكة العربية السعودية مؤتمر مهم في الرياض، ويشارك فيه مجموعة من مدراء تنفيذيون ماليون كبار وقادة سياسيون، وأفتتح المؤتمر أعماله اليوم الثلاثاء، لطي صفحة جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، التي تسبّبت العام الماضي بمقاطعة للمنتدى الاستثماري.

وحسب تقرير لمنصة مداد نيوز، أوضح المنظمون، أنّ ما يقارب نحو 300 متحدث من 30 دولة، يحضرون الحدث السنوي الذي يهدف إلى إبراز المملكة كوجهة استثمار ديناميكية، ومن بين الحضور مسؤولون أمريكيون ورؤساء مصارف وصناديق مالية سيادية.

ويسهم الإقبال القوي على مؤتمر "مبادرة مستقبل الإستثمار"، الذي سيستمر حتى يوم الخميس المقبل، في دعم جهود ترميم صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي تحدّثت تقارير عن دور له في الجريمة، التي وقعت في الثاني من أكتوبر 2018، وهو اتهام نفاه الأمير الشاب.

وتسبّب جريمة قتل "خاشقجي"، الذي كان يكتب مقالات رأي منتقدة لسياسات الأمير محمد في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بواحدة من أسوأ أزمات الدولة المصدرة للنفط دفعت بمجموعة من قادة الأعمال والسياسيين إلى الانسحاب من المؤتمر في اللحظة الاخيرة في نسخته الثانية.

وينطلق الحدث الذي يُطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء" تيمنا بمؤتمر دافوس الاقتصادي في سويسرا، في نسخته الثالثة، في وقت يبدو أن الغضب حيال مقتل الصحفي قبل عام في قنصلية بلاده في اسطنبول يتبدّد.

ويساهم في النسخة الحالية رؤساء أكبر المصارف العالمية وشركات إدارة الأصول وصناديق استثمار عالمية.

ومن أبرز المشاركين في المنتدى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس البرازيل جايير بولسونارو، كما يلقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خطابا في المؤتمر، وقادة أربع دول أفريقية أيضا، ومن بين الحاضرين أيضا الرؤساء التنفيذيون لكل من مؤسستي "بلاك ستون" و"سويفت بنك".

ويقود ستيفن منوتشين، وزير الخزانة الأمريكي، وفدا أمريكيا بارزا يضم صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره، جاريد كوشنير.

وسيشارك مسؤولون كبار من مصارف أمريكية عملاقة، بينها "جي بي مورغن" و"بنك اوف أمريكا"، ويعمل المصرفان على مشروع طرح نسبة من أسهم عملاق النفط السعودي أرامكو للاكتتاب العام.

وورد في اللائحة أيضا حضور رؤساء الصناديق السيادية لكل من الكويت والإمارات وسنغافورة وروسيا.

ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن الباحث في مؤسسة ستراتفور الأمريكية، راين بول، قوله: إن "نسخة العام الحالي، مغايرة جدا عن السنة الماضية".

وتابع راين بول، أن "التهديد بمعاقبة السعودية جراء سجلها في مجال حقوق الانسان، والذي قاد إلى مقاطعة العام الماضي، توقّف. ليس لدى العديد من الحاضرين أي مانع في التقرّب من السعودية".

وتترقب الشركات الكبرى والمصارف إعلان شركة أرامكو النفطية السعودية طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، وتسعى للحصول على دور ما في عملية البيع التاريخية هذه.

كما تخطّط المملكة لطرح خمسة بالمئة من أسهمها في السوق، ويقدر محللون قيمة الشركة بما بين 1,5 و2 تريليون دولار.

وذكر الاستاذ المساعد في كلية لندن للاقتصاد، ستيفان هارتوغ، "أتوقّع أن يصبّ المراقبون الدوليون وكذلك الحضور في المنتدى اهتماهم على الاكتتاب العام المؤجل لأرامكو، بدل تبعات قضية خاشقجي".

ونقلت تقارير أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رجّحت بأن يكون الأمير محمد، الذي يتمتع بنفوذ واسع في دوائر صنع القرار في الحكومة السعودية، أمر بتنفيذ عملية القتل.

واعتبر ولي العهد أنّ جريمة قتل الصحافي وقعت خلال وجوده في سدة الحكم ما يضعه في موقع من يتحمّل المسؤولية، لكنه شدّد على أنّها تمت من دون علمه.

ويقول مراقبون: إن بعض الشركات العالمية التي تسعى إلى تفادي أي ضرر في سمعتها جراء ممارسة أعمال تجارية مع السعودية، ستتجنّب المؤتمر، ولكن من المرجح أن تجري اجتماعات على هامشه.

وتجنّب كثير من زعماء العالم الظهور إلى جانب ولي العهد السعودي بعد مقتل خاشقجي، إذ شكّلت الجريمة اختبارا للتحالفات بين الرياض وعواصم حليفة بينها الولايات المتحدة وباريس وغيرها.

وتواجه الرياض صعوبات في جذب الاستثمارات الأجنبية التي تحتاجها، خصوصا منذ حملة القمع التي بدأت في عام 2017، عندما تحول فندق ريتز كارلتون الفخم، وهو مكان انعقاد مؤتمر الاستثمار هذا الاسبوع، إلى سجن لمئات رجال الأعمال السعوديين وبعض أفراد العائلة الحاكمة.

وأفرج عن هؤلاء بعد أسابيع أو أشهر بعد تسويات دفعوا بموجبها مبالغ مالية كبيرة للسلطات، بحسب التقارير آنذاك.