في ذكرى رحيله.. يوسف وهبي بطل أشهر قصة حب من طرف واحد

الفجر الفني

يوسف وهبي وأمينة
يوسف وهبي وأمينة رزق


إحدى أشهر قصص الحب الأحادية الطرف في تاريخ الفن المصري، هي قصة حب الفنانة أمينة رزق لأستاذها الفنان يوسف وهبي "عميد المسرح العربي"، اكتسبت هذه القصة شهرتها لما بها من أبعاد عاطفية قاسية.

ظلت المرأة على وفائها وحبها تجاه الرجل، وما كان منه غير التجاهل، وذلك رغم كثرة المواقف النبيلة التي صنعتها من أجله، ورغم وفائها الذي استمر طوال عمرها؛ فقررت أمينة ألا تتزوج ولم تنجب حبًا ليوسف وهبي، وظل يوسف بك متجاهلًا لمشاعرها ولم تكن بالنسبة له غير تلميذة في مدرسته العريقة.

أول لقاء بين يوسف وهبي وأمينة رزق

تعرف يوسف وهبي على الفنانة أمينة رزق لأول مرة عام 1926، أثناء تحضيره للمسرحية العالمية "راسبوتين"، ذهبت أمينة رزق إلى مكتب يوسف وهبي بصحبة خالتها التي سُميتْ أمينة على اسمها، كان هدف الزيارة هو أن تُتاح فرصة التمثيل للفتاة الشابة.

من خلال هذا اللقاء رأى يوسف وهبي أن الفتاة البالغة من العمر 16 عامًا، هي الأصلح لدور ابن القيصر "ألكسي"، فكان ظهورها الأول على خشبة المسرح خلال دور رجل، وبذلك ألتحقت أمينة رزق بفرقة "رمسيس" المسرحية، وتولى مختار عثمان مهمة تدريبها.

بداية العلاقة بين يوسف بيك والفنانة الشابة

لازمتْ أمينة رزق الفنان يوسف وهبي منذ ذلك الحين، فوجدت فيه المعلم والمثل الأعلى، ولم تقف مشاعرها عند هذا الحد فقط بل رأت فيه الحبيب، وفقًا لما قالتْه خلال حلقة تليفزيونية مع الإعلامي مفيد فوزي، لم تصرح أمينة بحبها، ولم تبح بما في قلبها، فظلت صامتة وربما لم يكن يوسف بك يعلم شيئًا بشأن حبها له.

أمينة رزق تؤدي دور مرسال الغرام

في المقابل ظل عميد المسرح عالقًا في زيجاته المتعددة، بين زواج تارة، وطلاق تارة أخرى، لم تقف أمينة عند حد الصمت فقط، بل تجاوز الأمر ما هو أصعب من ذلك؛ فقد لعبت دور مرسال الغرام أكثر من مرة، ولكن لم يكن ذلك خلال عرض مسرحي خلال فرقة "رمسيس"، بل كان في الواقع، إذ طلب منها يوسف بك أن تتنكر في زي خادمة، لتذهب برسالة إلى حبيبته سعيدة منصور.

استمر حال أمينة لفترة طويلة حتى تمكن يوسف من الزواج، برغم أن السيدة سعيدة كانت متزوجة قبل أن تتزوج من وهبي، وكان دور أمينة هو توصل الرسائله الغرامية السرية بينها في الخفاء حتى لا يعلم زوجها شيئًا عن ذلك.

حب من طرف واحد

لم تتزوج أمينة من أستاذها وهبي طوال حياتها، وظلتْ دون زواج حتى رحلت عن عالمنا؛ لذلك لقبت بـ"راهبة الفن"، كانت تعلم أمينة أن زواجها من أستاذها أمر محال، فقد صرحت في بداية مشوارها الفني أنها لن تتزوج، وقد ربط البعض ذلك بسبب حبها لوسف وهبي، والذي كان حبًا من طرف واحد.

أزمة وهبي المالية وموقف أمينة رزق

برغم أن الفنان يوسف وهبي لم يبادل أمينة الشعور نفسه، إلا أنها ظلتْ وفيةً له، وما يثبت ذلك هو موقفها معه خلال أحد الأزمات التي تعرض لها، تعرض وهبي لأزمة مالية كبيرة، ولم يطلب من أحد أن يساعده في ذلك، ولم يجد حلًا أمامه غير أن أعلن إفلاسه، حدث ذلك في أعقاب تطليقه لإحدى زوجاته عائشة فهمي.

خلال هذه الأحداث فوجيء وهبي بموقف نبيل من أمينة رزق؛ فقد قررت أن تبيع كل مصوغاتها، وقدمت ثمنها كاملًا لتسديد ديونه، وساهمت في حل الأزمة المالية، لم يقف موقفها النبيل عند هذا الحد فقط، بل تجاوزت مشاعرها ودوافعها النفسية كأنثى، وذهبت إلى طليقته عائشة؛ لتطلب منها باسم الحب الذي جمع بينهم، أن تترفق به، وتسامحه، وتتنازل عن الدعوات القضائية التي قدمتها ضده.

يذكر أن اليوم يوافق الذكرى الـ37 لرحيل عميد المسرح العربي الفنان يوسف وهبي، رحفل في 17 أكتوبر 1982، عن عمر ناهز الـ84 عامًا، بعد أن ترك بصمة واضحة في ذاكرة فن التمثل العربي، بجانبيه المسرحي والسينمائي؛ فاستحق لقب "عميد المسرح العربي".