"فزع وضغط نفسي".. ذكريات أسرى إسرائيل مع حرب أكتوبر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تمر اليوم الذكرى الـ46 لنصر أكتوبر المجيد، والذي أظهر فيه الشعب المصري بسالة وشجاعة غير عادية تمكنت من قهر جنود العدو الإسرائيلي وإذلالهم، وما زالت تلك الذكرى حتى الآن تلقي في نفس إسرائيل الرعب، ويتذكرون لحظاتها بكل مرارة وأسى وتؤكد أيضًا تكاتف الشعب مع الجيش الذي حقق نصر أكتوبر، وأن الشعب المصري قادر على مواصلة انتصاراته والحفاظ على وطنه، وأن السادس من أكتوبر يمثل نصرا عسكريا باهرا للقوات المسلحة،.

ففي حرب أكتوبر سقط آلاف الأسرى الإسرائيليين في قبضة الجنود المصريين، ولكن ماذا فعل جنود مصر مع أسرى إسرائيل؟ الشائعات التي دارت حول هذا الأمر كثيرة، ولكن كتابات كل المؤرخين العسكريين، أكدت إن جنود مصر تعاملوا مع الأسرى الإسرائيليين بأقصى معاني شرف الجندية.

فلم يعذب أسير إسرائيلي في مصر، ولم يقتل ولم تنتهك أدمية أيًا منهم، بل إن المصابين منهم تم علاجهم في المستشفيات المصرية، وفي ذلك اليوم العظيم نستعرض أبرز ذكريات الحرب ولكن على لسان جنود إسرائيل.  

صورة أثارت الفزع
الأسير"باروخ شميش" أحد أبرز الأسرى الإسرائيلين في حرب أكتوبر، فقد التقط له أحد المصورين الأجانب صورة أثناء أسره وملابسه العسكرية بالية، ولحيته طويلة ويديه متشابكتين، ونظرة اليأس تطل من عينيه.

وروى باروخ ذكرى أسره يوم الحرب موضحاً أنه وقع فى الأسر فى يوم التاسع من أكتوبر، وكان يخدم فى أحد أهم مواقع خط بارليف على ضفة القناة، وفوجئ هو وزملاؤه بالقوات المسلحة المصرية تدك الموقع، ثم تقتحمه، وتحرص على أسر كل الجنود الإسرائيليين دون إراقة نقطة دماء واحدة، ثم اقتيادهم إلى القاهرة للخضوع للتحقيقات العسكرية.

ويضيف شيمش أن: المراسل الذى التقط صورته كان يتحدث اللغة الفارسية، وطارد الجنود الإسرائيليين حتى سمحوا له بالتقاط صور لهم.

وعقب عودته من الأسر، اكتشف أن المصور حرص على توصيل الصورة لزوجته وأولاده، فاتصل بوزارة الدفاع الإسرائيلية، ورتب مع المسؤولين فيها كيفية تسليم الصورة لعائلة شيمش. الأمر الذى تسبب فى ذعر كبير لدى عائلته المكونة من زوجة وأربعة أطفال، فقدوا الأمل فى عودته إليهم على قيد الحياة.
 
سجن العباسية
أما الملازم احتياط الدكتور داني بيليج، الذي كان طبيب الموقع، روى أيضاً ذكرياته عن حرب أكتوبر قائلاً: "تلقينا إحاطة مفصلة قالوا فيها، لا تخافوا، لا يمكن أن تندلع حرب في أيامكم".

وتابع خلال استضافته فى القناة العاشرة الإسرائيلية: "بعدها بأيام اندلعت الحرب التي كانت مفاجئة للجميع إلا أولئك الذين كانوا في الموقع "مفتسيح"، والذي تمكن في الصمود في اليوم الأول للحرب، لكن في اليوم التالي 7 أكتوبر، أدرك المتواجدون في الموقع العسكري أنهم بمفردهم وأنهم محاطون من قبل الجيش المصري من جميع الجهات".

وأوضح أنه في 8 اكتوبر، أي اليوم الثالث للحرب، سقط موقع "مفتسيح" في يد الجيش المصري، ولقي 6 جنود مصرعهم، ووقع بقية الجنود في الأسر، وتم نقلهم إلى سجن العباسية.

ضغط نفسي
وقال أسير أخر خلال حوار تلفزيوني له:"كانت أيام رهيبة، لم نصدق أن الطائرات التي عبرت فوقنا طائرات مصرية، اعتقدنا أنها طائرات إسرائيلية ذهبت لتنفذ ضربات في العمق المصري وعادت مرة أخرى"، ويقول آخر: "كانت كل ثانية تقريبا نسمع صوت قذيفة مدفعية مصرية كانت تبدو كأنها طلقات مدفع رشاش ثقيل، كانت القذائف تسقط كل ثانية على الموقع، لم يتركوا لنا فرصة لالتقاط أنفاسنا بين القذيفة والأخرى".

وأكد أن الجيش المصري بعدما تمكن من أسرهم، أوقفهم في صف واحد، وأصدر أوامر للجنود باتخاذ وضع إطلاق النار على الأسرى لقتلهم، وشعر الأسرى أن هذه اللحظة نهايتهم، ولكن عندما ضغط الجنود على الزناد، تبين أن هذا نوع من الضغط النفسي، وأن البنادق لم تكن بها طلقات.