باكستان وطالبان الأفغانية تدعوان إلى استئناف محادثات السلام

عربي ودولي

بوابة الفجر



دعا كبار قادة طالبان الأفغانية والمسؤولين الباكستانيين، اليوم الخميس، إلى استئناف المحادثات حول الحل السلمي للحرب في أفغانستان.

يأتي هذا النداء، الذي قُدم خلال زيارة نادرة لطالبان لإسلام أباد، بعد انهيار مفاوضات استمرت عدة أشهر بين الولايات المتحدة وطالبان في سبتمبر، وأعلن الرئيس دونالد ترامب أن المحادثات مع المتمردين "ميتة".

يبدو أن توقيت زيارة طالبان، الذي تزامن مع زيارة مبعوث واشنطن الخاص إلى أفغانستان، والذي كان أيضًا في إسلام أباد يوم الخميس لإجراء "مشاورات" مع المسؤولين الباكستانيين، يشير إلى أن باكستان تسعى للمساعدة في استئناف المحادثات.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها، إن "الجانبين اتفقا اليوم على استئناف عملية السلام في أقرب وقت ممكن".

هذا والتقى شاه محمود قريشي، وزير الخارجية الباكستاني، مع فريق طالبان المكون من 12 عضوا، برئاسة الملا عبد الغني برادار، المؤسس المشارك لحركة طالبان ورئيس مكتبهم السياسي في قطر، كما ضم الجانب الباكستاني رئيس الاستخبارات الليفتنانت جنرال فايز حميد ووزير الخارجية سهيل محمود وآخرين.

وأظهرت لقطات تلفزيونية عناق حميد لأعضاء وفد طالبان، بما في ذلك بارادار، الذي أُطلق سراحه في عام 2018، بعد سنوات من اعتقاله في عملية مشتركة قامت بها المخابرات الباكستانية الداخلية ووكالة الاستخبارات المركزية، وتم إطلاق سراحه لتسهيل عملية السلام في أفغانستان.

وفقًا لبيان الوزارة، أكد قريشي "التزام باكستان ودعمها القوي المستمر" لجميع الجهود الرامية إلى حل النزاع في أفغانستان، وقال إنه خلال المحادثات، "تم التأكيد على أن الحد من العنف من جانب جميع أطراف النزاع كان ضروريًا لتوفير بيئة مواتية لاستئناف عملية السلام في وقت مبكر".

في وقت لاحق، أخبر قريشي تجمعًا في معهد ديني في مدينة ملتان بوسط باكستان أن باكستان حريصة على استئناف محادثات الولايات المتحدة وطالبان، لكن بدون تسمية أي شخص، حذر من انه سيكون هناك دائما المفسدون، الذين يفضلون الاضطرابات والفوضى.

قبل المجيء إلى باكستان، سافر وفد طالبان إلى روسيا والصين وإيران، وقال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين، إن الوفد وصل إلى إسلام أباد مساء الأربعاء.

وقال شهبدين ديلاوار، سفير طالبان السابق، في منشور على الموقع الرسمي لطالبان، إن المحادثات مع باكستان ستركز على القضايا السياسية.

وتشمل هذه القضايا التعليم والرعاية الصحية لملايين الأفغان، الذين يعيشون في باكستان، فضلًا عن مطالبة طالبان بالإفراج عن عدد غير محدد من الأفغان، الذين تم اعتقالهم في باكستان، والذين ليست جرائمهم خطيرة.

كان المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد قد قضى العام الماضي في التفاوض على اتفاق سلام مع طالبان، والذي بدا وشيكًا حتى 7 سبتمبر، عندما انهارت المحادثات وسط تصاعد في هجمات طالبان الفتاكة في جميع أنحاء أفغانستان، بما في ذلك هجوم أسفر عن مقتل جندي أمريكي، وأعلن ترامب انتهاء المحادثات.

منذ ذلك الحين، حثت باكستان الطرفين على استئناف المحادثات، كما تعهد قريشي اليوم الخميس بأن باكستان ستواصل دعمها لجميع الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم في أفغانستان، والتي وصفها وزير الخارجية بأنها ضرورية لتطور باكستان وتقدمها.

وقال قرشي، إن "المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة، التي أيدتها باكستان بإخلاص أرست أرض صلبة للتوصل إلى اتفاق سلام مستدام في أفغانستان"، وحث على استئنافها بسرعة من أجل السلام والاستقرار والازدهار للأجيال المقبلة من أفغانستان.