استمرار عمليات تجديد سواقي سور مجرى العيون (صور)

أخبار مصر

عملية تجديد سواقي
عملية تجديد سواقي سور مجرى العيون

حصلت بوابة الفجر الإلكترونية، على عدد من الصور التي سجلت استمرار عملية تجديد سواقي سور مجرى العيون الأثري صباح اليوم، والذي من المقرر تحويله لمزار سياحي عالمي.

وقال أحمد السيد مدير عام سور مجرى العيون إن السواقي تجدد كل عام، وقامت الحرف التراثية صباح اليوم باستبدال التالف من أخشابها، وتدعيم ما يحتاج لدعم، وسوف يتم استكمال الأعمال بها خلال الأيام القليلة القادمة.

ويعرف سور مجرى العيون باسم قناطر المياه، وقام بإنشاء هذه القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (صلاح الدين الأيوبى) مؤسس الدولة الأيوبية في مصر الذي تولى الحكم من 565 هـ - 1169 م إلى 589 هـ - 1193 م.

جدد السلطان الناصر محمد بن قلاوون سور مجرى العيون تجديدًا كاملًا سنة 712 هـ - 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.

ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شئيا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، كان قد استغل فيها سور القاهرة الذي بناه وجعل مجرى المياه أعلاه.

أما القناطر الحالية فقد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي، وهو المبنى الذي حوله محمد علي باشا أثناء حكمة إلى جبخانه للسلاح.

وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديمًا حتى القلعة وقد بنى ها السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمنه من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهى بصب مياها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغوري أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.

وآلية عمل السور تضمن أمرين، الأول هو إيصال المياه بسهولة وسرعة للقلعة، والثاني هو حماية المياه من اعتداء أي جيش يهاجم القلعة.

ومن ناحية إيصال المياه بسهولة فالسور يبدأ من عند النيل بمأخذ مرتفع للغاية، وبه سواقي ترفع مياه النيل لأعلى المأخذ حيث تصب في حوض يسمى حوض الترصيد، والذي تتم عليه عمليات معالجة وتنقية، والحوض مكسي بالفخار، وعندما تزداد المياه في حوض الترصيد تجري في المجراه المخصصة لها فوق السور، والتي كانت أيضًا مكسية بالفخار الذي يساهم في التنقية وسرعة الجريان.

وتتحرك المياه فوق السور دون آلات دفع أن السر يكمن في هندسة البناء، حيث أن السور به انحناءات وانكسارات متتالية مع انخفاضه التدريجي تجعل المياه تندفع تلقائيًا في المجراه الملساء حتى تصب في أحواض خاصة داخل القلعة.

والغرض الثاني وهو حماية المياه من أن يستولي عليها الجيش المحاصر للقلعة مثلًا، يتوفر أيضًا بسهولة لأن السور مرتفع للغاية، والمأخذ محمي بالجنود.

ويقع سور مجرى العيون ضمن مدينة القاهرة هي رابع العواصم المصرية في العصر الإسلامي، وكانت أولى العواصم الإسلامية في مصر الفسطاط والتي اختطت فيها الخطط كسائر المدن الإسلامية.

وثانيها العسكر والتي أنشأها العباسيون، فأقاموا فيه دورهم ومساكنهم وثكنات الجند "دار العسكر"، وثالها مدينة القطائع الطولونية وقسمت المدينة الجديدة الناشئة إلى عدة قطع سكنها أتباع ابن طولون وعساكره وجعل لكل طائفة قطعة، ثم جاء تأسيس مدينة القاهرة كامتداد لذات السياق.

وظهرت عدة مصطلحات جديدة في تخطيط القاهرة مثل الحارة لتدلل على المناطق السكنية أو الأحياء وأخذت كل حارة اسم الجماعة أو القبيلة التي سكنتها أو نسبة إلى شخصية ذات شأن مثل الحسينية، والجودرية، وزويلة، واليانسية، والريحانية، وبرجوان، وأمير الجيوش، والجمالية، والغورية.

كما تميزت حارات أخرى بأسماء الصناع والحرفيين والتجار الذين أقاموا فيها مثل النحاسين، والتمبكشية، والخيامية، والفحامين، والصنادقية، والمغربلين، والكحكيين، والسروجية، والسيوفية، وسوق السلاح.

كما أخذت شوارع أخرى أسماء نسبة إلى المنشآت الرئيسية الموجودة بها أو إلى طبيعة تلك المنشآت مثل بين القصرين، الخرنفش، وبين القصرين هو شارع المعز لدين الله الفاطمي.