فهمي عمر لـ"الفجر": ثورة 52 هي أم الثورات المصرية وكنت المحظوظ من أبناء جيلي لأشهد مطالعها (صور)

محافظات

الاذاعي فهمي عمر
الاذاعي فهمي عمر

صوته فريد من نوعه، بحضوره المميز، له مكانة خاصة بين جميع أبناء الصعيد خاصة، وكافة الإعلاميين والإذاعيين عامة، فهو الملقب بـ"الخال"، و"المذيع الصعيدي" و"شيخ الإذاعيين" و«عميد الإعلاميين الرياضيين"، إنه الإذاعي الكبير فهمي عمر، رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، رئيس لجنة ضبط الإعلام الرياضي بالمجلس الأعلى للإعلام.

التقت بوابة "الفجر"، بالإعلامي الكبير في الذكرى 67 لثورة يوليو 1952، أحد أعمدة الإذاعة المصرية التي عمل بها لأكثر من نصف قرن، ليطلعنا على كواليس إذاعة بيان الثورة المصرية.

- من أهم لحظات الإذاعة تأثيرًا في حياتك الاذاعية والمهنية هي إذاعة بيان ثورة 52 حدثنا قليلًا عنها؟

من بين أهم اللحظات التي شكلت فكرًا وجوهرًا خاصًا لي هو أنني كنت الإذاعي الوحيد الذي شهد إعلان ثورة 1952، فأنا الشخص المحظوظ الوحيد من أبناء جيلي أن أشهد مطالع الثورة وأن الذي فتح ميكروفون الإذاعة أمام الرئيس السادات لتلاوة بيان الثورة، فكنت المذيع المنوط بافتتاح الفترة الاذاعية في كل أربعاء من كل أسبوع.

- حدثنا قليلًا عن صباح يوم الثورة وكيف كانت الأجواء في تلك اللحظة؟

اعتدت الذهاب الى مبنى الإذاعة في تمام الساعة السادسة والنصف صباحًا، وكانت هناك سيارة خاصة تقل الإذاعي حتى مبنى الإذاعة لعدم تأخره على البرامج الاذاعية في الصباح، وفوجئت بأن السيارة لم تأتي الى منزلي في هذا اليوم، وقررت ان استقل تاكسي خاص حرصًا مني للوصول في الموعد المحدد.

فوجئت بأن مبنى الإذاعة محاط بجنود القوات المسلحة، ليأتي "العم عبدالله" بواب الإذاعة، ويشير الى الجنود أنني المذيع المنوط بالاذاعة الصباحية، لأشاهد تجمع أخر من الجنود ويقف في المنتصف ضابط برتبة "البكباشي"، لأتعرف عليه على الفور أنه الرئيس الراحل أنور السادات.

- ما الحديث الذي دار بينك وبيك الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبل إعلان الثورة؟

في تلك اللحظة التي رأيت فيها الرئيس السادات أيقنت على الفور أن هناك أمر يجول غير طبيعي، وهو لم يأتي الى هنا الا لأن يحقق ما كانا نطالب به وهو "يسقط الانجليز"، من أبناء تلك الحقبة، وهو لم يأتي في هذا الصباح الا لأن يحقق هذا الحلم، وعندما قام بالتسليم علي، قال لي "إحنا أسفين النهاردة في بعض الاخبار اللي هتدخل على برنامجك الصباحي النهاردة"، وكان من غير المعقول أن أطلب استيضاح نوع تلك البيانات التي سيتم اذاعتها، فالموقف لم يكن يحتمل ذلك.

- كيف كانت كواليس القاء بيان الثورة وكيف تعاملت مع انقطاع الارسال في أبو زعبل؟

انقطع الارسال لمدة ساعة من محطة الإرسال في أبو زعبل وظللت أذيع الفقرات كما هي، وقبل السابعة والنصف موعد إذاعة نشرة الأخبار بدقيقتين عاد الإرسال ودخل السادات الاستديو وقلت الجملة التي لن أنساها وهى: سيداتي وسادتي أعلنت ساعة جامعة فؤاد الأول السابعة والنصف من صباح الأربعاء الثالث والعشرين من يوليو وإليكم نشرة الأخبار التي نستهلها ببيان من القيادة العامة للقوات المسلحة، يلقيه مندوب القيادة"، ليبدأ السادات في إعلان أول بيان للثورة بعدها امتلأت الشوارع المحيطة بالإذاعة بالمئات من المواطنين وهم يقبلون جنود القوات المسلحة المحاصرين للمكان مرددين "تحيا مصر".

- كيف كان السادات وما يمثله لأبناء جيل تلك الفترة؟

بالفعل كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات يمثل لنا نموذجا وقدوة لكل شباب الأربعينات التي كانت تهتف ضد الاستعمار لأنه كان ثائرا وله مواقف وطنية كثيرة فكان بطلا في عيون أبناء جيلنا.

- هل استمرت صلتك بالرئيس السادات بعد تلك المواقف عقب بيان الثورة؟

بالفعل جمعتنا العديد من المواقف واللقاءات وكان دائم المزاح معي عندما نلتقي كان يربت على كتفي ويقول "هو المذيع الصعيدي الذي فتح لي الميكروفون في الثورة" وهذا من حسن حظي فكنت الشخص الوحيد من أبناء جيلي.

- ما وجهة نظرك الشخصية في ثورة يوليو 1952؟

ثورة يوليو قلبت الموازين في مصر، لقد كانت ثورة 52، هي الثورة الحقيقية في اعتقادي وهي أم الثورات، والتي كانت عبارة عن حركة ثورية، قام بها 20 مليون مصري، وغيرت حياة المواطنين تماما والتي ساهمت في تغيير الحياة الاجتماعية للشعب المصري تغييرًا جذريًا، وقد لامست ذلك في قريتي بصعيد مصر، فالثورة كانت للإعلان عن انتهاء عهد وبدأ عهد جديد.

- من هو الاذاعي فهمي عمر في سطور؟

الإذاعي القدير فهمي عمر، من مواليد 6 مارس 1928م، وترعرع في قرية الرئيسية، نجع حمادي، بمحافظة قنا، حيث الطفولة التي عانى خلالها كثيرا في سبيل تحصيل العلم بعد أن التحق بمدرسة دشنا الابتدائية والتي كانت تبعد مسافة ‏20‏ كيلومترا عن القرية.

انتقل إلى المرحلة الثانوية وبعد رحلة علمية أخرى، جاءت المرحلة الجامعية بعد النجاح والتفوق في الثانوية‏، ‏ ثم التحق بكلية الحقوق كلية الوزراء ورجال القضاء أملا في العمل في سلك القضاء وانتقل عام‏1945‏ من قنا إلي الإسكندرية.

لم تكن هناك أي رغبة في الالتحاق بمجال الإذاعة، ليلتحق بها، وتنبهر به لجنة التحكيم، بطريقة الإلقاء الممتازة، والحضور الرائع، وتولى العمل فيها عام 1951. 

كان من أهم رواد الإذاعة المصرية، وكان له العديد من البرامج منها "ساعة لقلبك" الذي ساهم في اكتشاف الكثير من نجوم الفن والكوميديا، و"مجلة الهواء" وهو أول مذيع رياضي في الساحة الإعلامية المصرية، حيث كان يقدم برنامج "التعليق على مباريات الدورى العام" قبل ظهور التليفزيون، وهو المؤسس الحقيقي لإذاعة الشباب والرياضة وقد تدرج في المناصب حتى أصبح رئيسا للإذاعة المصرية عام 1982 ولمدة ست سنوات متتالية.