ارتفاع احتمالات دخول الاقتصاد الامريكى في مرحلة ركود بسبب الحرب التجارية

الاقتصاد

بوابة الفجر


أظهر استطلاع اقتصادي نشر أمس، أن احتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود بحلول العام المقبل ازدادت بشكل كبير، حيث إن زيادة الحمائية لا تزال تشكل أكبر تهديد اقتصادي.

 وبحسب "الفرنسية"، توقع جميع المشاركين قريبا في الاستطلاع الفصلي الذي يجريه "الاتحاد الوطني لاقتصاد الشركات" تباطؤ النمو في 2019. إلا أن الاستطلاع الذي شارك فيه 53 من المحللين الاقتصاديين من كبرى الشركات والجامعات الأمريكية جرى في النصف الأول من شهر أيار (مايو) الماضي، أي في الوقت الذي اتخذت فيه العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين منحى مفاجئا نحو الأسوأ، ولكن قبل تهديد الرئيس دونالد ترمب الأخير بفرض رسوم جمركية جديدة على المكسيك في الخلاف حول الهجرة تبدأ بـ5 في المائة وتتصاعد بسرعة إلى 25 في المائة.

 وقال جريجوري داكو من "أكسفورد إيكونومكس" الذي أشرف على الاستطلاع في التقرير "عد أغلبية المستطلعين أن زيادة الحمائية التجارية هي الخطر الرئيس على النمو تليها الضغوط على السوق المالية وتباطؤ النمو العالمي". وأوضح أن "مخاطر الركود تعد منخفضة على المدى القصير ولكنها ترتفع بشكل سريع في 2020".

 وتوقع المشاركون في الاستطلاع أن احتمالات حدوث ركود اقتصادي أمريكي قبل نهاية 2020 تصل إلى 60 في المائة، أي تقريبا ضعف التوقعات في الاستطلاع السابق قبل ثلاثة أشهر التي بلغت 35 في المائة.

 وقال نحو 90 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم خفضوا توقعاتهم للنمو في الأشهر الأخيرة بسبب السياسة التجارية الأمريكية التي تشتمل على معارك مع جميع الشركاء التجاريين الرئيسين. ويتوقع المشاركون في الاستطلاع الآن انخفاض نمو إجمالي الناتج المحلي إلى 2.6 في المائة هذا عام و2.1 في المائة العام المقبل، مقارنة مع 2.9 في المائة بنهاية 2018. يأتي ذلك في وقت قال فيه مسؤول صيني كبير ومفاوض تجاري أمس الأول إن ضغوط الولايات المتحدة لا يمكن أن ترغم بكين على اتفاق تجاري، ورفض الحديث عما إذا كان زعيما البلدين سيجتمعان خلال قمة مجموعة العشرين للتوصل إلى اتفاق. 

وصعدت الصين مجددا أمس الأول لهجتها في حربها التجارية مع الولايات المتحدة، محملة واشنطن مسؤولية فشل المفاوضات، بدون أن تشير إلى أي مخرج من الأزمة في وقت قريب. ومن التهديد بفرض حظر على بعض المعادن ووضع "لائحة سوداء" لشركات أجنبية وزيادة الرسوم الجمركية والخطاب الحربي، انتقلت بكين خلال أيام إلى الهجوم المضاد بعد عام على بدء مواجهتها الاقتصادية مع واشنطن. 

وبحسب "الفرنسية"، أوضح وانج شوين نائب وزير التجارة الصيني أن الولايات المتحدة تبالغ في تقدير العجز التجاري بين البلدين وأنه يجب عدم إلقاء اللوم على الصين في فقد البعض وظائفهم في القطاع الصناعي بالولايات المتحدة. وذكر وانج في مؤتمر صحافي أن عجز الولايات المتحدة في السلع والخدمات مع الصين يقترب بشكل فعلي من 150 مليار دولار، وليس كما قال المسؤولون الأمريكيون إنه 410 مليارات دولار، مشيرا إلى أنه يجب عدم ضم تجارة المعالجة أو التجميع الصينية مع الولايات المتحدة في حسابات العجز التجاري. ولفت وانج إلى أنه يجب عدم إلقاء اللوم على الصين في فقد الناس وظائف في القطاع الصناعي بالصين، مضيفا أن بكين لا توجه الشركات المحلية للاستحواذ على مشاريع وتكنولوجيا معينة.

 وقال جوو ويمين نائب وزير الإعلام الصيني في بكين إن "الحرب التجارية لم تعد إلى أمريكا عظمتها"، مضيفا خلال عرضه "كتابا أبيض" أمام الصحافيين أنه منذ ذلك الحين، ارتفعت الأسعار وكلفة الإنتاج في الولايات المتحدة وتراجعت الصادرات الأمريكية إلى الصين وبات النمو العالمي مهددا. وصدرت هذه الوثيقة التي تقع في 21 صفحة وتلخص المواقف الصينية، غداة دخول بدء تطبيق زيادة في الرسوم الجمركية على ما قيمته ستين مليار دولار من المنتجات الأمريكية المستوردة سنويا إلى الصين، ردا على العقوبات الأمريكية التي فرضت على 200 مليار من السلع الصينية مطلع أيار (مايو).

 من جهته، قال وي فنج هه وزير الدفاع الصيني الجنرال إن بلاده مستعدة لإجراء حوار مع الولايات المتحدة بشأن الحرب التجارية المتصاعدة، مؤكدا أن بكين مستعدة أيضا للمواجهة إذا تطلب الأمر. وأضاف وي في كلمة ألقاها في "حوار شانجريلا" الدولي للأمن في سنغافورة "فيما يتعلق بالخلاف التجاري الذي بدأته الولايات المتحدة: إذا أرادت الولايات المتحدة الدخول في محادثات، فإننا سنبقي الباب مفتوحا، وإذا أرادوا المواجهة، فإننا سنخوض المواجهة حتى النهاية". وتحدث وي على منصة "حوار شانجريلا" في سنغافورة، التي تشهد اجتماع كبار ممثلي الدفاع في العالم لمناقشة القضايا الأمنية الذي انطلق الجمعة واختتم أمس الأول.

 وتأتي تصريحات وزير الدفاع الصيني وسط توترات متصاعدة بين القوتين العظميين، التي اتسمت بحرب تجارية ضارية، واتهامات بتزايد عسكرة الصين لبحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وادعاءات بتدخل أمريكا في تايوان ذات الحكم الذاتي، التي تزعم الصين أنها جزء منها. وأكدت بكين في تقرير صدر أمس الأول أن واشنطن هي المسؤولة الوحيدة عن الحرب التجارية، وجاء في التقرير" الصين لا تريد حربا تجارية، ولكنها لا تخشى الحرب وستخوض المواجهة إذا لزم الأمر"، كما أكد التقرير مجددا أن بكين على استعداد للتفاوض.