كيف احتفل الفاطميون والمماليك بعيد الفطر.. "ملابس جديدة وموكب حيوانات"

أخبار مصر

بوابة الفجر


عُرفت مصر عبر تاريخها ومنذ آلاف الأعوام بالأعياد والمناسبات ومظاهر احتفالاتها المختلفة والتي أثرت واستمرت عاداتها حتى العصر الحديث، ويهل علينا عيد الفطر المبارك وهو أحد أكبر الأعياد الإسلامية التي عرفتها مصر، والتي ارتبطت بها عدد من العادات والتقاليد التي نراها حتى اليوم، ومن هذه العادات شراء الملابس الجديدة، وتوزيع الحلوى وغير ذلك من العادات التي لها أصل عبر التاريخ.



يقول شريف فوزي منسق عام شارع المعز لدين الله الفاطمي، إن الاحتفال بعيد الفطر تعددت مظاهر الاحتفال به، وإن كان أشهرها في العصر الفاطمي، حيث كان يطلق على عيد الفطر اسم "عيد الحُلل" جمع حُلة، وهي الملابس، لأن في هذا العيد اعتاد الحكام الفاطميين توزيع الملابس والكسوات على كل موظفي القصر إضافة للخليفة وحاشيته ورجال دولته، وانتشرت هذه العادة واستمرت إلى يومنا هذا حيث عُرف عيد الفطر بشراء الجديد من الثياب.


وتابع أن أول احتفال للفاطميين بعيد الفطر في مصر كان عند قدوم خليفتهم المعز لدين الله إلى مصر، ومن بعده العزيز ابنه، وعلى طريق موكبه من القصر بشارع المعز، وحتى مصلى العيد أمام باب النصر، كانت توجد المصاطب على طول الطريق ويقف عليها المؤذنون وأنصار الدولة الفاطمية يكبرون ويبتهلون طول موكب الخليفة.


وأشار فوزي أن موكب الخليفة كان يضم الحيوانات كالفيلة الراكب عليها الجنود بكامل زيهم، والزراف والأسود المزينة والفرق الموسيقية، وعند خروج الخليفة من الصلاة كان هناك فتيان من أهل برقة، والذين كانوا يسكونون القاهرة يقومون بعمل حركات بهلوانية منها ربط حبلين أعلى باب النصر ويهبطون عليه بحصان خشب وهم راكبوه وحاملين الرايات وأحد الراكبين يحمل شخصا أخرا معلقا به، وخلفه آخر.


ويقومون بألعاب عجيبة ومذهلة فيركبون أيضا خيول مسرعة ويقومون بالتقلب على ظهرها وأحدهم يخرج من تحت الفرس ويعود فيركب ظهره من الجانب الآخر تماما كما يحدث حاليا فى السيرك الحديث ثم يقوم الخلفاء الفاطميين بزيارة تربة الزعفران حيث رفات أجدادهم وهى الآن منطقه خان الخليلي حيث يوزعون بها الصدقات، وتعتبر زيارة المقابر يوم العيد من العادات المستمرة حتى الآن.



وأضاف فوزي أن أحد أهم مظاهر احتفالات عيد الفطر عند الدولة الفاطمية هو إقامة الأسمطة وتوزيع الحلوى، وقد أنشأ الخليفة العزيز دار الفطرة وهو مطبخ ضخم لصناعة الحلوى، وكانت دار الفطرة لرمضان والعيد ويتم فيها تخزين المواد الغذائيه من شهر رجب.


وتابع أن الأطعمة التي كانت توزع في العيد الرقاق المحشي بالمكسرات، ولقمة القاضي، وكعب الغزال، وغيرها من أصناف الحلوى بالإضافة لإقامة الأسمطة أي الموائد الفخمة الضخمة

العصر المملوكي 


وعن مظاهر العيد في العصر المملوكي قال فوزي إن العيد في هذا العصر كان يُحتفل به بعد رؤية هلال شوال على يد المحتسب فيقوم فى موكب مهيب ومعه حملة الفوانيس، واحتفالا بالعيد يجتمع السلطان مع كبار رجال دولته فى قصره بالقلعة، وذلك يوم الوقفة


وفي وقت صلاة العيد يقوم السلطان فى موكب عظيم فيه حامل الغاشية وهو سرج مخرز من ذهب وحرير مزركش يوضع على رقبة حصان السلطان، ووراؤه "صاحب الجتر" أي المظلة التي توضع فوق رأس السلطان من حرير مزركش، وبأعلى الجتر تمثال طائر من الفضة وكان السلطان يصلى العيد في ميدان القلعة. ومنذ عهد برقوق وخوفًا على حياتهم أصبحوا يصلون داخل جامع القلعة، وبعد الصلاة يوزع السلطان الملابس الجديدة ومنها ردائه الذى يقوم بإعطائه لأحد قواده وهى عادة قديمة منذ العباسيين والفاطميين.


وأشار فوزي أن بعد انتهاء الصلاة يستقبل السلطان كبار الزوار الذين يقبلون الأرض بين يديه مرتدين ملابسهم الجديدة التى أعطاها لهم السلطان ثم تقام الموائد أو الأسمطة الضخمه الممتلئة بكافة أشكال الأكل والحلوى



وتابع فوزي أن العامة في عيد الفطر كانوا يخرجون إلى شواطئ النيل للاحتفال وركوب المراكب وكذلك الخروج إلى الميادين والبرك والبساتين، وهو الذي لا نزال نراه إلى الآن من ركوب المراكب بالنيل ورحلات القناطر وارتياد الحدائق العامة.