قصة متحف برج الساعة.. هنا ستكون "قبلة المسلمين في رصد الأهلّة"

السعودية

بوابة الفجر


رصدت العدسات متحف برج الساعة في مكة المكرمة الذي تشغله مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية" في أعلى نقطة في العاصمة المقدسة؛ إذ يعتبر مركزًا فريدًا من نوعه على مستوى العالم، ويترجم دور المملكة العربية السعودية في علوم الفضاء لسبر أغوار الكون السحيق برؤية عميقة بدأت برحلة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- منذ قرابة 90 عامًا حتى افتتاحه في عصر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.

وسيكون المركز أو المتحف خلال الأشهر القليلة المقبلة، مرصدًا للعالم الإسلامي لرصد الأهلّة في أوائل الشهور وتحديد المواقيت للمسلمين، ومن المقرر أن يتم رصد هلال شهر رمضان المبارك للعام المقبل من خلاله ولأول مرة؛ كونه يضم أكبر مجموعة مناظير في العالم.

وقال الدكتور ياسين مليكي، المشرف على كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرصد الأهلّة وأبحاث القمر، والمشرف على جميع الشؤون العلمية المتعلقة بالمتحف كالأهلة والتوقيت والفلك، خلال جولة اصطحب فيها "سبق" على طوابق المتحف المكون من أربعة طوابق، قال: "يعتبر المشروع أو المتحف فريدًا من نوعه على مستوى العالم، وفيه أدقّ مواقيت تؤخذ من هذا المركز، الذي يثبت أن المملكة العربية السعودية تقود العالم الإسلامي بموضوع الوقت والمواقيت".

وأضاف: "من أهداف المتحف: بثّ الوقت والمواقيت بدقّة النانو ثانية، كما سيسهم مع العالم ككل من وكالات الفضاء العالمية مثل الأمريكية والأوروبية والمواقع الجبارة في الجامعات العالمية ضمن 14 مرصدًا".

وتابع: "المركز يعتبر مرصدًا، وهو اكتشاف عالمي كبير هو الأول في علوم الفيزياء بالشراكة الدولية مع 30 جهة وجامعة ومؤسسة تختصّ في الفلك والفضاء على مستوى العالم"، مشيرًا إلى أن الزائر يرى عظمة الخالق سبحانه وتعالى من جوار البيت العتيق من خلال المتحف.

وقال: "هناك بُعد تاريخي لإنشاء هذا المتحف يكمن في أن مؤسس هذه البلاد الطاهرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- قبل 85 عامًا جلب عدة أجهزة لمرصد متكامل آنذاك ووجّه بتركيبها في جبل أبي قبيس، واهتم من بعده أبناؤه البررة وصولًا إلى عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الذي تم في عهده تشييد هذا الصرح الشامخ العظيم، وحتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- فالمركز أو المتحف مفخرة لنا كسعوديين ليرى العالم من خلاله أن المملكة العربية السعودية لها إسهاماتها في قفزات التكنولوجيا وعلوم الفضاء والفلك.

وأردف: "لدينا هدف عميق مستقبلًا، وهو أن يكون هذا المركز مرجعًا للأمة الإسلامية؛ كونه يقع بمقربة من البيت العتيق والكعبة المشرفة، وأن يكون من خلاله تحديد المواقيت للمسلمين في أوائل الشهور ورصد الأهلّة، ولذلك يضم أكبر مجموعة مناظير في العالم.

وأكد "مليكي" أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة سيكون المرصدَ الأول للعالم الإسلامي، وسيتم رصد شهر رمضان المبارك للعام المقبل من خلاله - بمشيئة الله - ليصبح أول مرصد متكامل وفريد من نوعه على مستوى العالم تحتضنه مكة المكرمة.

يُشار إلى أن متحف برج الساعة الذي فتح أبوابه للزوار بشكل تجريبي خلال شهر رمضان المبارك الجاري؛ يتكون من أربعة طوابق مخصصة للكون، يليه طابق الشمس والقمر، ثم قياس الوقت، وطابق الساعة؛ فضلًا عن الشرفة التي تتيح للزوار إطلالة بانورامية على الحرم المكي الشريف في تجربة استثنائية.

ويقع متحف برج الساعة، الذي تشغله مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية"، في أعلى نقطة في مكة المكرمة، وهي شرفة برج الساعة؛ فيما صمّم المتحف بطريقة تأخذ الزوار في جولة تحكي لهم قياس الوقت بدءًا من الكون والمجرّات، وانتهاءً بساعة مكة المجاورة للحرم المكي الشريف مهوى أفئدة المسلمين، ووُجهة صلاتهم، ورمز توقيت العالم الإسلامي.

ويُعد متحفًا فريدًا للكون والإيمان وإسهامات المسلمين، ودور المملكة في علوم الفضاء، لسبر أغوار الكون السحيق برؤية عميقة بدأت برحلة منذ عهد الملك عبدالعزيز منذ قرابة 90 عامًا حتى افتتاحه في عصر الملك سلمان.

وسيتعرف الزائر للمتحف على الطرق التي اعتمدها الإنسان في قياس الوقت باستخدام كلٍّ من الساعتين الكونيتين؛ وهما الشمس والقمر، حتى أدقّ معايير الوقت وهي النانو ثانية، كما يشاهد أعجوبة صناعة أكبر ساعة في العالم وروائع كل قطعة فيها، وكيف اجتمعت لتشكل هذا الصرح والمَعلم الجليل؛ وفي تجربة معززة بأحدث التقنيات التي تشرح الميكانيكية الدقيقة التي تسيّر عمل هذه الساعة.

ويشتمل الدور الأول على ساعة مكة، التي اجتمع في تصميمها مجموعة من الشركات العالمية الرائدة في مجال صناعة الساعات؛ حيث ابتكروا أنظمة وصنعوا أجزاء خاصة لها، واهتموا بأدقّ تفاصيلها، لتجعل من "توقيت مكة المكرمة" توقيتًا عالميًّا دقيقًا، ويتم من خلالها رصد الأهلّة للأشهر الهجرية، وتكون مرجعًا للمسلمين في أنحاء العالم؛ خصوصًا في شهرَيْ رمضان وذي الحجة؛ حيث يعرض هذا الدور قصة إنشاء ساعة مكة وخصائصها والتقنيات المستخدمة لتحديد الوقت بدقة.

أما الدور الثاني في المتحف فهو مخصص لقياس الوقت؛ بحيث يعطي شرحًا للزوار عن اهتمام الإنسان عبر آلاف السنين بمعرفة الزمن، وما شهده التاريخ من محاولاته لقياس الوقت؛ حيث ابتكر العديد من الآلات والطرق لهذا الغرض، ويسرد هذا الدور تاريخ قياس الوقت وأدواته القديمة مثل الساعات المائية؛ فالبندول وساعات الجيب، كما يستعرض آليات تحديد أوقاتنا بحركة الشمس والأرض والقمر لتحدد على إثرها أنظمة التقويم واتجاه القبلة ومواقيت الصلاة.

وفي الدور الثالث يكون الزوار على موعد مع قصة أخرى مع الشمس والأرض والقمر؛ حيث يتعرفون على هذه المكونات الثلاثة التي استدلّ بها الإنسان على معرفة الكثير من أمور حياته، منها الوقت، كما يتطرق هذا الدور إلى موضوعات عديدة مثل الخسوف والكسوف والنشاط الشمسي، ويتم استقبال صور وفيديوهات من الأقمار الصناعية، موضحًا ما ينتج عنه من انفجارات وعواصف شمسية، وكذلك طبقات غلاف الأرض الجوي، ومنازل القمر ومراقبة الأهلّة ورصدها بأكبر منظومة مناظير عالية التقنية حول مختلف المواقع على سطح الأرض.

وخُصص الدور الرابع للكون بشكل عام، وفيه يجد الزائر معلومات عن الفضاء الشاسع؛ حيث النجوم التي سماها الإنسان قديمًا "البروج"؛ ليهتدي بها في حلّه وترحاله، والعناقيد المجرية التي تقبع فيها مجرّة درب التبانة؛ حيث موطننا في الكون، ويركز هذا الدور على الكون وكل ما يشمله من نجوم ومجرات وكواكب، وكذلك أشكال المجرات وتنوعها وتحركاتها وتصادمها ببعضها، والظواهر الفلكية التي تحدث نتيجة لذلك؛ انتهاءً بتوسع الكون وامتداده. كما يوضح إسهامات المركز في الاستكشافات العلمية بشراكات العالمية.

أما الشرفة، وهي أعلى نقطة في مكة المكرمة، شرفة برج الساعة، فستعطي الزائر إطلالة بانورامية على الحرم المكي الشريف في تجربة استثنائية لزوار المتحف.