مفاجأة.. باحث في الآثار الإسلامية: يوجد سجن أثري أسفل "وكالة العنبريين"

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


كشف الدكتور سامح الزهار الخبير والباحث في الآثار الإسلامية، أن هناك مصدر فجر مفاجأة جديدة ظهرت في قضية "وكالة العنبريين"، وهي أن بوابات السجن الفاطمي لا تزال موجودة أسفل بقايا الوكالة المهدومة منذ أيام، وأن هناك باب كانت تظهر مقدمته بالوكالة، وكان يتم الهبوط إليه بدرج ينخفض لمتر، ويوجد من وراءه حجرات، وهذه الحجرات يليها ممرات، أي أن السجن قد يكون كاملًا.

وأضاف الزهار، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه وفقًا لهذا الكلام يعد هذا السجن هو آخر سجن أثري باق في مصر، بعد سجن المؤيد شيخ "خزانة شمائل" والذي هدمه المؤيد كي يبنى مكانه مسجده، ويجب الحفاظ على بقايا هذا السجن والكشف عنه.

وقال إنه يعتقد بوجود بقايا سجن المعونة الفاطمي أسفل وكالة العنبريين، حيث المنطقي أنه لما أراد السلطان قلاوون هدم السجن لبناء "وكالة العنبريين" فإنه قام بهدم البناء فوق سطح الأرض لتحويله وظيفيًا أما ما يتعلق بباطن الأرض فليس من المنطقي أن يكون قد قام بهدمه وربما يوصل بأماكن أخرى بالشارع الأعظم. 

وأضاف الزهار، أن الفاطميين حفروا السراديب والممرات، حيث كانوا ينزلون إليها من القصور، وكانت كبيرة الحجم، حيث تذكر المصادر التاريخية أن حركتهم داخلها كانت بالدواب، ويصحبهم الجواري والغلمان وبعض الجنود. 

وأشار إلى أن الفاطميين كانوا يستخدمونها أحيانًا فى الذهاب إلى القصر الصغير، أو البستان الكافوري، حتى لا تراهم الأعين فى تنقلاتهم، ولا تزال كتب التاريخ تروي قصصًا عن هذا السرداب الضخم، الذى كان يربط بين القصر الشرقي والغربي، على جانبي شارع المعز، فيما عرف بعد ذلك بـ "بين القصرين". 

وأضاف الزهار، أن تلك السراديب كان لها استخدامات أخرى، منها حمل جثامين الأئمة الفاطميين والخلفاء، حيث إن الآمر والحافظ عندما توفيا فى جزيرة الروضة، تم نقلهما عبر سرداب إلى القصر الكبير، وعندما تم حصار حسن بن الحافظ في القصر الصغير، انتقل عبر أحد تلك السراديب، إلى القصر الكبير ليحتمى به، حتى عندما ابتليت القاهرة بـ "الشدة المستنصرية"، أيام المستنصر بالله الفاطمي، وهي مجاعة أصابت الناس وعلى أثرها أكلوا القطط والكلاب، قام الجنود بنهب العديد من الكنوز والمقتنيات، التي كان أصحابها قد أخفوها فى تلك السراديب، حيث كانت تستخدم للاحتفاظ بالمقتنيات والأغراض الثمينة.

يذكر أن "وكالة العنبريين" وهي العقار رقم 88 سابقًا وحاليًا 84، تم تنفيذ قرار هدمها منذ أيام، وقد أفادت وزارة الآثار في بيان لها أن المبنى عبارة عن أنقاض، وليس به أي معالم أو زخارف أو طراز أثري باق، وقد جرت منازعات كثيرة ما بين المحليات، وشاغلي بعض المحلات الباقية.

ووكالة العنبريين، ترجع للقرن التاسع عشر، حيث بنى المبنى السلطان قلاوون كوكالة بدلًا من سجن قد بناه الفاطميون، وقد أقرت لجنة من كلية الآثار بأثرية المبنى ولكنه لم يسجل حتى تم هدمه.