زراعات بطعم المُر.. مخاوف مزارعي "القصب والموز" في قنا ومطالب بدعم المحاصيل الاستراتيجية (تحقيق)

محافظات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بدأت المخاوف تنتاب مزارعو القصب والموز في محافظة قنا، والشهيرة بزراعة محصول القصب الاستراتيجي، الذي يعتمد عليه أغلب المزارعين، لتحسين وضعهم المادي، مع بدء موسم الزراعة الجديد، مطالبين بضرورة رفع سعر الطن، وسط مخاوف من قرارات بتقليص تلك الزراعات ضمن المحاصيل الشرهة للمياه.

- أهم زراعات المحافظة

يقول رمضان حمدون، مزارع، لـ"الفجر" إن زراعة القصب بمحافظة قنا، من أهم المحاصيل التي يعتمد عليها المزارعين، خاصة وأن القصب يغطي أغلب المساحات التي يزرعها الجميع، والتي لم يعد هناك زراعة غيرها في الأراضي.

- 117 ألف فدان 

ويتابع حمدون، نحن كمزارعين في المساحة المنزرعة به بزمام المحافظة 117 ألف فدان، تمثل 37% من المساحات المزروعة من القصب على مستوى الجمهورية، لن نجني شيئًا من تلك القرارات التي لم تصب في صالحنا، نحن كنا نأمل أن يتم النظر إلى تطوير تلك الزراعة، وإدخال الميكنة الحديثة، لا العمل على وئدها وتقليص نسب المساحات المنزرعة بها.

- عمالة موسمية

ويشير عاطف قناوي، تاجر، إلى أن زراعة القصب تخدم العديد من العمالة الموسمية، على مدى مراحله، مشيرًا إلى أن قرار تقليص تلك الزراعات من الممكن أن يشرد العديد من الأهالي ويغلق العديد من المنازل المفتوحة.


وأضاف، أن للأراضي المنزرعة بالقصب لا يمكن زراعتها أي محصول آخر سواه، لأن محصول القصب أنهك تلك الأراضي ولن يمكن أن تؤتي بثمارها في أي محصول آخر، فقرار تقليص زراعات القصب، خاطئ ويجب إعداة دراسته مرة أخرى لمصلحة المزارعين.


وأضاف خالد محمود، مزارع، إلى أن زراعة القصب تقصم ظهور المزارعين، وألقت بظلالها أيضًا على كاهل التجار، خاصة وأن هناك العديد من المشكلات التي يمر بها المحصول منذ بداية زراعته وحتى العمل على جمع المحصول.


ويتابع أن المزارعين يتعبون في تلك الزراعة طوال العام، ولا يعمل في زراعة سواها، مؤكدُا أن تلك الزراعة لابد من دعمها، ليس النقيض الذي اتجهت إليه الحكومة في تقليصها.

- خراب بيوت

ويقول شاذلي عوض، مزارع موز، إن زراعة الموز في قنا تعتبر على طول خط نهر النيل، مما يساهم في إيجاد العديد من فرص العمل، للشباب، وذلك لتوفير نقود تعينهم على المعيشة، مشيرًا إلى أن تطبيق مثل تلك القرارات تعتبر "خراب بيوت".


ويضيف عادل الكاشف، تاجر، أن حال تقليص الكميات الخاصة بمساحة زراعة الموز والقصب باعتبارها محاصيل مستهلكة للمياه، قد يؤدي إلى غلق العديد من البيوت، المفتوحة من تلك الزراعات، مؤكدا على ضرورة اعادة دراسة تلك القرارات حتى لا يقع عبأها على كاهل المزارع البسيط.

-حصر الزراعات

وأعلنت مديرية الزراعة بقنا، أنه جار حصر زراعات القصب بزمام المراكز والقرى التابعة لها، مع بداية الموسم الزراعي الجديد.

وأوضح مصدر مسؤول، أن هناك لجنة إقليمية تُعقد شهريًا، تضم ممثلين من “الري، والتعاون الزراعي، وجمعية مزارعي القصب، ونقابة المزارعين، والمصانع”، لافتة الى انها تتابع وصول الاسمدة الزراعية، وتوافرها بالجمعيات الزراعية، وتسليمها لهم طبقا للأسعار والحصص المقررة.

- بدء موسم العصير

وتابع أن مصانع السكر بدأت موسم العصير الحالى، ومستمرة في استقبال محصول القصب من المزارعين، فيما تباشر الإدارة الزاعية مهامها بمتابعة الزراعات الجديدة، وقصب “الخلفة”، من خلال التواصل مع المزارعين، وتقديم الخدمات الزراعية اللازمة لهم.

- توريد القصب للمصنع

كما أعلنت مصانع سكر نجع حمادي، مطلع يناير الجاري، بدء إنتاج السكر في الموسم 122 للعصير، حيث تم البدء في إنتاج السكر بالمصانع وسط إقبال من المزارعين على توريد القصب.

- زيادة سعر الطن

كما أوصى النائب هشام الشعيني، رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب برفع أسعار توريد قصب السكر لـ 1000جنيه للطن بدلا من 720 جنيه بداية من الموسم الحالي.

وأشار إلى إن هذه الزيادة لابد أن تأتي في إطار الاعتمادات المالية بالموازنة العامة حتى لا نحمل الخزانة العامة للدولة أعباء إضافية، موضحًا أن هناك زيادة كبيرة في أسعار المستلزمات الزراعية من سماد وبذور وعمالة والمواد البترولية وهذا الأمر انعكس على سعر التكلفة ولابد أن يقابله زيادة في سعر التوريد.

وقال أمين الفلاحين بحزب مستقبل وطن بقنا، العمدة مبارك، إن الحزب وقياداته تولي اهتماما كبيرا بمحصول قصب السكر باعتباره واحد من أهم المحاصيل الزراعية وعصب الصناعة في قنا حيث يوجد بالمحافظة ٤ مصانع لإنتاج السكر منوها عن أنه تم الاستماع لكافة المشكلات التي يعاني منها مزارعي قصب السكر بداية من مراحل التجهيز والرعاية للمحصول وحتي الحصاد ومراحل النقل للمصانع وسيتم إعداد تقريرا كاملا لعرضه على قيادات الحزب.