محمد مسعود يكتب: عادل حمودة.. جواهرجى الصحافة

مقالات الرأي



لا تعتبر مذكرات عادل حمودة، سطورا متراصة بين ثنايا كتاب فى أرفف المكتبة.

بينما هى «عُمر»، يضج بالحياة، ويصرخ بالأحداث، والمتغيرات، يشهد على تاريخ حافل بانتصارات.. وانكسارات، أفراح.. وأتراح، كان خلاله صائدا لعقارب الفساد، وأستاذا.. تعوّد أن يوزع إرادته، وخبرته، على كل من يحتاجها، من قليلى الخبرة.. والعزم.

لذا.. تعد مذكرات «الأستاذ»، أشبه بكتاب تاريخ، يمكنك من خلاله رصد ما جرى ويجرى فى هذا الوطن، خلال خمسين عاما، عاشها عادل حمودة - صانعا - فى بلاط صاحبة الجلالة، يسبح ضد تيار الفساد الحكومى والاجتماعى، وبين شد وجذب فى خناق الحرية، قرر ككاتب، ألا يضارب فى بورصة العلاقة بينه وبين قارئه، ما جعل أسهم محبته ثابتة.. وأصول تجاربه المهنية.. لا تقدر بثمن.

أدلى عادل حمودة – أخيرا - بشهادته للتاريخ، واختار أن يطلق عليها عنوان «كلمة السر الحرية.. خمسون عاما فى أفران الصحافة»، لنعرف من خلالها كيف سعى، بين طقوس الكتابة.. ومناسك التعبير، ليؤدى فريضته.. فى محراب الحقيقة.

وضع عادل حمودة تجربته المهنية فى مذكرات نشرها الأستاذ «أمير ناجى»، تعد هى المرجع الأهم لكل من يعمل فى مهنة البحث عن المتاعب، لنعلم ونتعلم، كيف واجه الصدمات والمؤامرات، وماذا حدث عندما تحالف عليه ماردو السلطة والمال.

ما صدر - حتى الآن - هو الجزء الأول من المذكرات، وهو الجزء الذى فضل صاحبه أن ينزوى بتجربته الشخصية فى مقابل الحرص على التأريخ، لشخصيات، وأحداث، وكواليس.. لم تنشر من قبل.

ويشمل الجزء الثانى من مذكرات الأستاذ، تجربة «روزاليوسف»، التى لم تحرك ماء المهنة الراكد فحسب، بينما قلبت سوق الصحافة رأسا على عقب، وأثبتت حجم موهبة عادل حمودة فى تحويل السياسة التحريرية لمجلة قومية راكدة مترهلة، إلى مجلة متوهجة، تكشف عورات السلطة والفساد والإرهاب والتوريث.. لتحقق نجاحا تاريخيا يحسب لعادل حمودة، ثم من عمل معه، غير أن الجزء الثالث من المذكرات سيكون عن تجربته مع الصحافة الخاصة من خلال صحيفتى، «صوت الأمة» و«الفجر».

إسهامات عادل حمودة فى بلاط الصحافة لم تتوقف عند كتاباته وحملاته الصحفية وحروبه ضد القمع والفساد، لكنها امتدت فى كونه أسس لمدرسة صحفية تخرج فيها كتاب كبار «إبراهيم عيسى» الذى وصفه بـ«أبانا الذى علمنا السحر»، علاوة على وائل الإبراشى، محمد هانى، عمرو خفاجى، أسامة سلامة، إبراهيم خليل، وإبراهيم منصور، وهم أبرز من رافقوه فى تجربة «روزاليوسف»، ليصبحوا فيما بعد من كبار الكتاب والصحفيين.. علاوة على أجيال لاحقة اكتشفها عادل حمودة الذى يعد «جواهرجى» الصحافة.

وفى احتفال خاص حرص عادل حمودة أن يوقع الجزء الأول من مذكراته وسط جو عائلى يضم الأسرة والأصدقاء والزملاء، بحضور زوجته السيدة ناهد، والدكتور نصيف قزمان، رئيس مجلس إدارة «الفجر»، والسيدة قرينته، ومنال لاشين رئيسة تحرير «الفجر»، ومصطفى ثابت رئيس التحرير التنفيذى لموقع «الفجر» الالكترونى.

والدكتور مصطفى الفقى الذى أدار الحوار فى حفل التوقيع، علاوة على المستشار أحمد الزند والدكتور أحمد العزبى والسفير محمد العرابى، والدبلوماسى جمال هلال، والدكتور محمد الوحش، ورجل الأعمال والمثقف صلاح دياب، والمهندس الاستشارى حماد عبدالله، ورجل الأعمال مصطفى الحيوان، والكاتبين محمد هانى وعمرو خفاجى، والكاتبة فاطمة ناعوت، والكاتبة راوية راشد، والنجمة إلهام شاهين والنجم مصطفى شعبان.. والمخرج جميل جميل المغازى.. وخالد حنفى رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، ومحمد الباز رئيس تحرير الدستور.