أثري يكشف سر أقدم محكمة مصرية في التاريخ

أخبار مصر

أحمد عامر
أحمد عامر


قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن أقدم محكمة مصرية وقعت في منطقة الهمامية التابعة لمركز البداري بأسيوط، حيث تضم المنطقة عددًا كبيرًا من المقابر التي ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ حيث يصل عددها إلى أكثر من عشرة آلاف مقبرة. 

وأضاف عامر، أن الباحثين اكتشفوا بعض النماذج الحجرية التي تشبه الأسرة والأثاث المنزلي، مما يؤكد على وجود حياة كاملة بتلك المنطقة منذ العصر الحجري، وجبانة الهمامية الأثرية هي لحكام الإقليم العاشر، والتي كانت تدين بالإيمان للآلهة "وادجت". 

والجبانة تعود إلى النصف الأول من عصر الأسرة الخامسة، وذلك نظرًا للطراز الفني والشكل المعماري الخاص بالمقابر، ويقول المؤرخ "فلندرز بتري"، عن جبانة الهمامية أنها تنتمي لعصر الأسرة الرابعة خاصة عصر الملك "خوفو"، بينما يرى "بوير" أنها ترجع لعصر الملك "ني–وسر–رع" من الأسرة الخامسة وأن اسم صاحب المقابر هو "كاي – خنت".

وعلى ارتفاع ثلاثين مترًا تقريبًا، نجد مكان يشبه المغارة وبه مناظر مختلفة في غاية في الروعة والجمال، حيث نجد مصاطب وأحجار محفورة علي هيئة قضاة، وصفوف من المتهمين، هذا بالإضافة إلي وجود آثار دماء على الجدران.

وتابع عامر، قائلًا إن عظمة المصريين القدماء نراها من خلال الجدران التي تحكي قدراتهم الإبداعية، فنجد كراسي القضاة والحضور متواجدة حتي الآن بقاعة المحكمة تُبرز وتحكي إتقان المصريين القدماء في النقش علي جدران تلك المحكمة.

وأشار إلى أن هناك خلافًا حول هذه النقوش، فيقول البعض أن المنطقة استخدمت محجرًا يُقطع منه الأحجار ويتم استخدامها في البناء فتخلف عنه هذه المغارة، وأن أثر قطع الأحجار ترك هذه النقوش علي هيئة قضاة، وصفوف المتهمين.

وتابع أن الدماء المتجمدة في المحكمة قد ترجع إلى المذبحة الشهيرة التي وقعت عام 284 م حيث كان اضطهاد مسيحيو مصر على أشده، فقتل منهم عددًا كبيرًا، بأمر الإمبراطور الروماني "دقلديانوس"، والتي قيل فيها أن الدماء وصلت إلى رُكب الخيل، وقد سمي هذا العام بـ"عام الشهداء"، وتم اتخاذه كبداية للتقويم المصري "القبطي".