طارق الشناوي يكتب: ونجحت ضربة البداية!

الفجر الفني

بوابة الفجر


فى ليلة تجمع بين الحب والنبل والشجن جاء افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته رقم (40)، منذ الوهلة الأولى لدينا واجهة تملك إرادة التغيير وومضة الخيال، والخروج بعيدا عن الصندوق، جرى العرف فى العشرين عاما الأخيرة أن يستعير فى كل مرة فريق العمل نفس (كتالوج) المهرجان السابق، بل صار هو أيضا (الكتالوج) المعتمد الذى يقتات منه عدد من المهرجانات الأخرى، (آفة حارتنا النسيان) وآفة مهرجاناتنا التكرار.

كاتب السيناريو هو أول من يُمسك بالخيط لتقديم الفكرة والاشتغال عليها، ومن هنا بدأ الكاتب والمنتج محمد حفظى، رئيس المهرجان، بلقطة جاذبة، ضربة البداية التى تحققت فى الافتتاح، الذى جاء مبهرا بكل المقاييس، استعان بعدد من الحالمين، مثل أحمد الدرينى واضع الإسكريبت، وهشام فتحى المخرج، وفنان الديكور الخارجى وخشبة المسرح محمد عطية، والمونتير تامر عزت، كان من حق هؤلاء وغيرهم من المبدعين أن تُشير إليهم مذيعة الحفل شيرين رضا.

اختيار دار الأوبرا المصرية مكانا للافتتاح بدأ عام 98، فى أول دورة ترأسها حسين فهمى، فهو الذى منح تلك الخصوصية للمكان وما يعنيه من ظلال، بدأ المهرجان فعالياته عام 76 مع المؤسس كمال الملاخ داخل دور عرض فى وسط المدينة، وفى منتصف الثمانينيات، عندما تولى سعد وهبة المسؤولية، افتتح المهرجان فى قصر المؤتمرات، أضاف حفظى إبهارا منذ الوهلة الأولى بتلك الستائر الضخمة الحمراء، التى نشاهدها عن بعد فى المدخل الرئيسى، كما أنه استغل كل المساحات المتاحة فى ساحة الأوبرا، لنرى فخامة وجمالا كان غائبا عنا طوال السنوات الماضية.

رسالة هامة تستطيع أن تقرأها من خلال حضور هذا العدد الضخم من النجوم لأول مرة، وهو دعم حفظى، كما أن عددا من الصحفيين والنقاد انتقلوا من مرحلة التشكيك إلى التفاؤل، بعد أن تابعوا (فتوة السينمائيين) الشهير بـ(عبده مجانص) ضخم الجثة عريض المنكبين، وهو يتمسح ويتشعبط كعادته فى نجاح المهرجان.

بالتأكيد يعوز المهرجان أن يتحول إلى حالة تتنفس فى القاهرة، تبدأ من المطار وتنتقل للميادين والشوارع، مثلما رأيناها فى مهرجان (قرطاج)، وهو هدف مشروع وحتمى يجب العمل عليه من الآن.

تناثرت بعض المعلومات الخاطئة على (النت)، وانتقلت أيضا إلى بعض الكلمات على المسرح، باعتبارها حقائق، مثل أن الأستاذ سعد الدين وهبة هو الذى منح الشرعية لمهرجان القاهرة، بينما الحقيقة أنه أعادها فى منتصف الثمانينيات، فلقد بدأ المهرجان عام 76 شرعيا، وله مسابقة، ولكن فى مطلع الثمانينيات، وبسبب بعض المخالفات، أسقط الاتحاد الدولى للمنتجين الذى يقام المهرجان تحت مظلته الشرعية. يجب أيضا أن نذكر أن الرئيس أنور السادات أصدر قرارا سياسيا بتنفيذ اقتراح كمال الملاخ بإقامة المهرجان قبل أن تسبقنا إسرائيل، كما أن هناك معلومة غائبة عن الجميع، وهى أن أول من فكر فى إقامة مهرجان سينمائى ضخم فى مصر هو جميل راتب، وذلك فى نهاية الخمسينيات، كان يريد أن يرى فى بلده مهرجانا على غرار (كان)، وبينما تذكرته كل المهرجانات الأخرى وهى تأبنه، لم يذكره (القاهرة) ولو بإشارة على المسرح، وهذا خطأ أتمنى إصلاحه فى الختام!!.