ما المقصود بـ"اقرءوا الزهراوين"؟

إسلاميات

بوابة الفجر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما". صحيح مسلم.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران قال نواس وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال تأتيان كأنهما غيابتان وبينهما شرق أو كأنهما غمامتان سوداوان أو كأنهما ظلة من طير صواف تجادلان عن صاحبهما"، صحيح الترمذي.

جاء في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:
(يأتي القرآن) أي يوم القيامة (وأهله) عطف على القرآن
(الذين يعملون به) دل على من قرأ ولم يعمل به لم يكن من أهل القرآن ولا يكون شفيعا لهم بل يكون القرآن حجة عليهم
(تقدمه) أي تتقدم أهله أو القرآن .
(سورة البقرة وآل عمران) بالجر وقيل بالرفع . قال الطيبي : الضمير في تقدمه للقرآن . أي يقدم ثوابهما ثواب القرآن .
وقال النووي: قال العلماء :المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين. انتهى. وقيل يصور الكل بحيث يراه الناس كما يصور الأعمال للوزن في الميزان و مثل ذلك يجب اعتقاده إيمانا فإن العقل يعجز عن أمثاله
(وضرب لهما) أي بين لهما
(غيابتان) الغيابة كل ما أظل الإنسان من فوق رأسه كالسحابة ونحوها .
(وبينهما شرق) أي ضوء ونور . قال في النهاية : الشرق ها هنا الضوء وهو الشمس والشق أيضا . انتهى . وقيل أراد بالشرق الشق وهو الانفراج أي بينهما فرجة وفصل كتميزهما بالبسملة في المصحف والأول أشبه
(أو) للتنويع لا لشك الراوي (غمامتان) أي سحابتان
(سوداوان) كثافتهما وارتكام البعض ، منهما على بعض
(أو كأنهما ظلة) وهي كل ما أظلك من شجر وغيره
(من طير صواف) جمع صافة أي باسطات أجنحتها في الطيران
(تجادلان عن صاحبهما) أي تحاجان عنه كما هو في رواية والمحاجة المخاصمة وإظهار الحجة ، وصاحبهما هو المستكثر من قراءتهما

وظاهر الحديث أنهما يتجسمان حتى يكونا كأحد هذه الثلاثة التي شبهها بها ـ صلى الله عليه وسلم، ثم يقدرهما الله سبحانه وتعالى على النطق بالحجة، وذلك غير مستبعد من قدرة القادر القوي الذي يقول للشيء كن فيكون.