أستاذ آثار يرد بالأدلة على "القمني": مينا موحد القطرين.. ولا علاقة له بسيدنا موسى

أخبار مصر

سيد القمني وأحمد
سيد القمني وأحمد بدران


قال الدكتور أحمد بدران أستاذ علم المصريات بجامعة القاهرة، إن الكلام الذي يتردد حول تفسير جديد أو قراءة جديدة لصلاية الملك نعرمر هو كلام غير علمي وغير دقيق بالمرة، ولا يتفق مع أصول البحث الآثري.

وأوضح الدكتور أحمد بدران أستاذ الآثار المصرية في تصريحات خاصة للفجر، إن الصلاية التي تحدث عنها الدكتور سيد القمني في فضائية "القاهرة والناس" ببرنامجه "أرض التجلي" والتي تخص الملك نعرمر، وكلمة "نعرمر" هي اللقب الحوري للمك مينا والكلمة مسجلة على الصلاية.

وتابع بدران قائلًا، إن الصلاية تم العثور عليها في معبد حورس في الجنوب في إدفو تحديدًا فما الذي جاء ببدو سيناء إلى الجنوب؟!، كما أنه مسجل على الصلاية الإله حورس وهو يقدم 6000 أسير إلى الملك، وهناك 10 أسرى مقطوعة رؤوسهم بين أرجلهم، وهذا الإجراء تم في الشمال في دلتا مصر، وتحديدًا في معبد حورس بمدينة "دمين حور" التي هي مدينة دمنهور حاليًا عاصمة محافظة البحيرة، وذلك لتوثيق نصر الجنوب على الشمال، فنعرمر ملك من ملوك الجنوب واستطاع السيطرة على إقليم الشمال.

ثم تأتي نقطة في غاية الأهمية -والكلام لازال لبدران- هو أن نعرمر عُرف بعد ذلك في الهيروغليفية بكلمة "مني ني" أي موحد القطرين، فلما لم يطلق عليه "محرر سيناء" إن كان الكلام عن تأديب البدو صحيحًا.

ثم علق الدكتور بدران على تلقيب "القمني" الملك مينا بلقب فرعون، قائلًا إن كلمة فرعون لم يعرفها المصريون كلقب للملك سوى في الأسرة 18، وتحديدًا منتصف أسرة 18 وأول من لُقب بها هو الملك تحتمس الثالث، فكيف يتأتي أن نطلق لقب فرعون على الملك مينا، حيث لم يُعرف هذا اللقب من الأساس في مصر سوى من الأسرة 18 والملك مينا مؤسس الأسرة الأولى.

أما عن تفسير حامل خفين الملك الذي يظهر على الصلاية، والربط بينه وبين الآية الكريمة "فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى" فقال عنه بدران، إن هذا يعتبر ربط بين الملك مينا وسيدنا موسى عليه السلام، وقد سبق للدكتور القمني الربط بين أوزيريس والنبي إدريس عليه السّلام، وهو أمر غير مقبول فالفاصل الزمني بين موسى عليه السلام ومينا كبير للغاية.

وأكمل أن أغلب الظن أن النبي موسى عليه السلام معاصر للدولة الحديثة، والتي بدأت من أسرة 18، فهذا هو العصر الذي ظهر فيه لقب فرعون، وهو العصر الذي ظهر فيه اسم "مي سي" والمحرف لكلمة موسى، والتي تعني الطفل الوليد، فكيف يتأتى بالأساس الربط بين موسى عليه السلام وبين مينا موحد القطرين.

وختم الدكتور أحمد بدران أستاذ علم المصريات تصريحاته للفجر قائلًا، إن كل هذه النقاط التي أثارها الدكتور سيد القمني ليست من الصحة بمكان، فأمر الصلاية واضح للغاية لكل دارس لعلم المصريات، مدقق في بدايات حروف الهيروغليفية، حيث أن الصلاية تنتمي لفن البكتوجراف أي الكتابة التصويرية، حيث كان المصري القديم يشرح الأحداث بالصور.

وكانت الحركة الفنية هنا لا زالت في بداياتها، ولم يصل الفنان بالاتقان الشديد للملامح، الدي نستطيع من خلالها تحديد الفئات بهذه الدقة التي يتحدث عنها، لذلك يصعب أن نجزم أن هذه ملامح بدوي أو غير ذلك.

جاء ذلك ردًا على النقاط التي أثارها الدكتور سيد القمني في برنامجه "أرض التجلي" المعروض على فضائية القاهرة والناس اليوم، حيث قال القمني إن الصلاية ليست لتسجيل حادث توحيد القطرين، وهو ما يستتبع أن الملك مينا ليس هو موحد القطرين، وأنها كانت لتسجيل حرب عظيمة دارت في سيناء بين الملك مينا وبين البدو، وأن الملك مينا لقب بفرعون، وقام في حديث بالربط بين حامل الخفين في الصلاية خلف الملك وبين قصة سيدنا موسى والآية "فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى".