أفراح وبوفية وجلسات تصوير بجامع محمد علي.. "الشماع" يطلق حملة لإيقافها.. وأزهري: "لا يليق بمسجد" (صور)

صور

بوابة الفجر


تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية صور لعقد زواج أحد المشاهير في صحن جامع محمد علي باشا في قلعة صلاح الدين الأيوبي، وهو الأمر الذي أثار غضب واستياء عدد من المهتمين بالشأن الأثري سواء مختصين أو من عموم المواطنين.

ودشن المؤرخ المعروف بسام الشماع عضو اتحاد الكتاب وعضو الجمعية التاريخية، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لوقف كل ما يجري في جامع محمد على من تجاوزات رصدتها عدسات الكاميرا حسب قوله.

وتساءل الشماع، كيف تسمح وزارة الآثار بهذه الحفلات بما فيها من سيدات يرتدين مالا يليق بمسجد، وكذلك ورود وزهور وزينات معلقة على الأثر كما هو ظاهر بالصور، وعدد من المدعوين يدخلون بالأحذية وكأنهم في قاعة أفراح عادية.

وأشار إلى أنه في أثناء عمله بمجال الإرشاد السياحي كان السائحين حريصين على احترام آداب المسجد وكانت النساء منهن يرتدين الثياب المحتشمة عندما كان يطلب منهن ذلك، وكن يفعلن ذلك وهن مسرورات.

وأضاف قائلًا: "إلى متى تنتظر وزارة الآثار على مثل هذه الأمور، هل إلى أن تحدث كارثة مثل كارثة متحف البرازيل في جامع محمد علي أو في القلعة أثناء انعقاد ما يسمى بمهرجان القلعة حتى تتحرك بشكل إيجابي صحيح في هذا الملف".

وسجلت الحملة بعض ردود الأفعال حيث قال المرشد السياحي يوسف زكي، إن صحن جامع محمد علي يؤجر بشكل شبه يومى لمن يدفع رسوم عقد الزواج، وفي إحدى الجولات كان معي فوج سياحي وعند دخولي للمسجد فوجئت بإحدى السيدات تعترض طريقي، وتقول إن المكان تحت تصرفهم، حيث أنهم أجروه من المسؤول بدءًا من الرابعة مساء، وكان ردي أن المكان مفتوح للزيارة حتى الخامسة مساء.

وكذلك علقت حنان عبيد باحثة دكتوراة تكنولوجيا الواقع المعزز في تطوير أساليب العرض المتحفية، إن المسجد أولًا وأخيرًا بيت الله ومكان عبادته والبيئة المحيطة هى بيئة مهيئة لنفس الوظيفة، وقد حرص المعماري أن تتضمن ما يعين على العبادة، فهي جزء من الأثر وأساس نجاح المسجد في أداء وظيفته.

وتساءلت عبيد هل اعتبار المسجد مكان سياحي يجعله مستباح للاحتفالات والصور البعيدة عن روح الدين؟ وهل يتفق هذا مع آداب المسجد التي حث عليها الإسلام من تعظيم بيوت الله؟ الإجابة بالقطع لا، حيث قال تعالى.. (وإن المساجد لله) وقال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾، فيجب احترام هذا أثناء عقد أي أمر بالمسجد سواء احتفال أو دخول السائحين أو غير ذلك. 

واستطلعت بوابة "الفجر" آراء المواطنين والخبراء حيث قال أحد المواطنين يدعى بدوي أبوسريع وهو لواء سابق بالقوات المسلحة، إن احترام دور العبادة أمر لا نقاش فيه، وذكر أنه أثناء زيارته للخارج وعندما أرادوا دخول أحد معابد بوذا في الهند، كان لذلك شروط وخصوصًا في الملبس حيث يجب أن يكون محتشمًا ولائق بالمكان سواء للرجال أو السيدات.

فيما قال الباحث الأثري تامر المنشاوي إن للمساجد حرمات،  ودور العبادة بشكل عام لها جلال ومهابة يجب احترامها والمحافظة على قدسيتها،  ومثل هذه الجلسات التصويرية مرفوضة شكلًا وموضوعًا مهما كان العائد منها.

وتابع المنشاوي قائلًا: "صحن المسجد هو جزء من المسجد وما يسري على المسجد يسري على الصحن، حيث يتكون مسجد محمد علي من شكل مستطيل ينقسم إلى قسمين الأول بيت الصلاة، والثاني هو الصحن تتوسطه فسقية للوضوء". 

ولكل من القسمين بابان متقابلان، ومن الباب الذي يتوسط الجدار البحري ندخل إلى الصحن، وهو عبارة عن فناء كبير تحته صهريج، يحيط به أربعة أروقة ذات عقود.