رسالة "عامل نظافة" إلى المواطنين في العيد: "إرحموا مرضي" (فيديو)

محافظات

بوابة الفجر


مع حرارة الشمس الساطعة في العيد، ليس سهلا عليه أن يكون مجبرًا للعمل في الشارع لتنظيف مناكب الأرض التي يسير عليها الناس وهم خارجين قاصدين الاستمتاع بإجازة العيد صحبة ذويهم، وهو لم يستطع قضاء بعض من الوقت مع أولاده خوفًا على مصدر رزقه الوحيد بعد أن ناهز الستين.. فرغم الحر فإنه لا يعطي للعيد أجواءًا إلا مع لمة أولاده.

في محافظة الإسكندرية وتحديدًا في حديقة "سعد زغلول" بمنطقة محطة الرمل، يتواجد "عم أحمد" الذي قضى حياته للعمل في جمع القمامة، نظرة عينه تعبر عن لسان حاله وكرهه لتصرفات بعض المواطنين الذين أسماهم بـ"الفوضيين"، وليس الكره نابع عن أسباب طبقية فهو مؤمن بأن الله قسم الأرزاق من مبدأ الأية الكريمة "نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا"، ولكن الكره نابع من الفوضى التي أحدثها المواطنين من إلقاء القمامة، ولو نطق لسان حاله لقال: "أرحمو سني ومرضي يا أبنائي".

يقول "أحمد محمد - عامل نظافة - 61 عامًا"، بأن لديه 3 فتيات وولد، وجميعهم يدرسون في كليات، ولولا مهنة جمع القمامة لكان فشل في تربيتهم وإيصالهم إلى هذا الوضع.

وقال محمد، إن العمل تحت حرارة الشمس أفضل له من الفسحة وهذا من باب حبه لوطنه والتي يتمنى أن يكون من أوائل الدول المتقدمة يومًا ما، متمنيًا أن يكون هناك نظام وقوانين لمحاسبة أي شخص يقوم بإلقاء القمامة في الشارع، وذلك بعد أن يتم توفير صناديق لجمع القمامة، قائلا: "منظرنا قدام العالم مش كويس".

وأوضح انه فقط من يقوم على خدمة حديقة سعد زغلول بمحطة الرمل، وسلوكيات الناس داخل الحديقة سيئة للغاية، قائلاً: "لو غيبت يوم عن شغلي برجع الاقي جبال قمامة"، منوهًا أنه لا يتبع شركة جمع القمامة ولكنه يتبع حي وسط الإسكندرية، ومرتبه بعد أن ناهز عمر الستين عامًا 1200 جنيه ويعمل 12 ساعة يوميًا بإستثناء بعض الأيام التي يعمل بها أقل.

وذكر عم أحمد، أنه دائم النصائح للمواطنين بعدم إلقاء المخلفات في الشوارع وخاصة الحديقة وذلك بعد أن بدأ يشعر بتعب كبير في ظهره واُصيب بمرض الكلى نتيجة للروائح الكريهة الناتجة من القمامة، إلا أن المواطنون ليس لديهم وعي كافي لتطبيق نصائحه، ويتمنى يومًا فرض غرامة فورية على من يلقى بالقمامة في الشارع حتى يلتزم الجميع.