"أنا ومريم".. رواية مصرية في المتاجر الالكترونية العالمية (صورة)

الفجر الفني

 محمود منصور
محمود منصور


أصدر الكاتب والروائي المصري محمود منصور، أولى رواياته باللغة العربية الفصحى بعنوان "أنا ومريم"، مساء أمس.

 

منصور الذي تولى عبر شركته الخاصة طباعة وتوزيع الكتاب، اختار أن يراهن على السوق العالمي قبل المحلي، وأن يوزع الرواية بشكل رقمي قبل طرحها ورقيًا بفترة بسيطة.

 

فالرواية التي تمت طباعتها ومجهزة للبيع في المكتبات المصرية، تباع الآن على أهم المتاجر الالكترونية في العالم مثل "أمازون" و"كيندل" و"سوق"، ومتوفر منها النسخة الورقية والرقمية سواء.

 

ويقول محمود أن المستقبل اليوم أصبح للبيع الالكتروني، خاصة مع افتقار السوق الثقافي لأدوات التسويق السليم للمطبوعات، ومع غلاء أسعار الورق وارتفاع سعر الطباعة، أصبح الخيار الرقمي مفضل عند البعض، لذلك قام محمود بتوفير الكتاب بنسختيه الرقمية والورقية، ولكن فضل أن يقوم بطرحه أولًا في المتاجر الالكترونية لسهولة وصوله لجمهور صفحته الشهيرة "بتنجان" على "فيس بوك". وهي الصفحة التي بسبب متابعيها استطاع منصور تسويق "أنا ومريم" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة وصول معجبي الصفحة التي تحمل اسم الرواية الى 5 آلاف قبل طباعة الرواية.

 

وكشف منصور عن استعداد لترجمة الرواية الى الانجليزية، بعد أن حصل على موافقة مبدئية من دار نشر مهمة في كندا ستتولى طباعة وتوزيع النسخة الانجليزية منها خلال عام.

 

تدور أحداث الرواية حول عالمنا المغموس بالسرعة و النمط الاستهلاكي والتوتر والقفزات التكنولوجية وحب السلطة والمال والشهرة، ولكنه في نفس الوقت لا يخلو من الحب والطموح والعلاقات الإنسانيّة والتضحية.

 

تأتي أولى شخصيات الرواية، مدير المشروعات بالأمم المتحدة، والطبيب السابق (أدهم مصطفي)، ذلك العائد من الموت حين كان طفلاً دون العاشرة، والذي لم يرض سقفاً تحت النجوم، أدهم الغارقَ حتى أذنيه في سعيه إلى تأمين حياته المادية، والباحث دوماً عن الحرية، وكراهية قيود العلاقات، حتى مع المرأة الوحيدة التي أحب، ويتركها سعياً وراء حريته، ونمطِ الحياة الزاخِرِ بالنجاح والترف.

 

وبالطبع هناك (مريم)، زوجته، ذاتَ الأصول الأرستقراطية، الفتاة الصغيرة التي أنقذها من الموت حين كان طفلاً، ثم غدت زوجته بعد عشرين عاماً. المرأةَ التي غذّت طموحاتِ أدهم عبر السنين، فكانت سببًا لسعادته وتعاسته، وأمّنت له كلَّ ما يحلم به علي المستوى العائلي، رغمَ أنها كانت -وربما بغير قصد- سبباً في شعوره الدائم بعدم الاكتفاء، وعدم الرضا.

 

وحين تحقق  أدهم من فداحة الأضرار، كان الأوان قد فات على العودة للوراء ووقع الانفصال. يُقرر الهجرة إلى كندا، لتقطع سبيله تلك الطبيبة الغامضة (دلال سالم)، رئيسة وحدة الرعاية التلطيفية بمستشفي السرطان الشهير، والتيى ظهرت من قلب المجهول، لتقلب حياته رأساً على عقب، وتأخذ بيده من فقاعته الصغيرة إلى العالم الخارجيّ. يُصبح أدهم أسيراً لها بدافع الفضول، وبسبب خوفه الدائم من الموت.

 

يظل السؤال الذي شغل بالي كثيراً: هل يكفي المالُ والسلطةُ والشهرةُ عند فِقْدان الحبّ؟! وعند تشقُّق القارب تحت قدمي أدهم في شتاء كندا البارد، هل سستطيع الأرقامُ الموجودة في حسابه المصرفي، أو في منزله الذي يتجاوز ثمنُه مئات الآلاف من الدولارات؛ على انتشاله من الغرق؟ ما الموت؟ وكيف نتعامل معه؟ هل نؤمن به حقاً، أم نهرب منه دوماً؟ وعندما يدقُّ بابَك، هل ستكون مستعدًّا وتقدّمُ تقريرَك واقفًا، جندياً شجاعاً؟ كيف يتعامل الناس مع موتِ أحبائهم أو شعورِهم بأنهم سيموتون قريبًا؟

 

هل نعيش حياتَنا ونحن نثمِّنُ كلَّ لحظة؟ هل ننتبه إلى من نحبُّه ويحبُّنا، وسط هذا العالمِ المجنون الصاخب، الغارقِ في العنف والاستهلاكيّة والجشع؟ العالمِ الذي يخيِّم عليه التسابقُ نحو الوصول، ولو اقتضى الأمرُ تجاهُلَ كلِّ ما في الطريق.