نجار الرؤساء.. عم حسن يحكى عن عبد الناصر في ذكرى ثورة 23 يوليو: صنعت موبيليا منزله

تقارير وحوارات



على مقهى شعبي؛ جلس يستريح قليلًا من عناء المشي وسط زحام الشوارع، وبينما كان يحتسي كوبًا من الشاي، كانت عيناه تتجه صوب مبنى محطة قطار 23 يوليو الواقعة بمنطقة الخانكة بمحافظة القليوبية، ويتذكر الثورة عام 1952، حينما كان طفلًا صغيرًا يتلهف بشوق لسماع صوت الزعيم الراحل جمال عبدالناصر من الراديو، دون أن يفهم كلمة واحدة مما تقال.


فمنذ نعومة أظافره؛ ارتبط عم "حسن"، الرجل الذي تجاوز السبعون عامًا، بالرئيس الراحل "عبدالناصر"، فكان يرى فيه الأب الذي يحنو على أبناء شعبه، ويقسو على المخطئ من بينهم، حتى أصبح حلمه الوحيد هو اللقاء به ولو على سبيل المصادفة.



ومع بلوغه مرحلة الشباب؛ كان القدر يرتب موعدًا لتحقيق حلم "حسن" الذي ترك التعليم ليتفرغ للعمل بجوار والده، في الورشة التي يمتلكها بوسط البلد لصناعة الأثاث والأخشاب، والتي كانت الطريق الذي منحه فرصة اللقاء بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بعدما استدعاه لصناعة قطع من الموبيليا في منزله بمنطقة مصر الجديدة والذي تحول الآن لمتحف الرئيس الراحل:"كنت بتمنى أسلم عليه بالإيد بس.. لكننا بقينا أكتر من صحاب وكان بيحكيلى أسراره دايمًا".


وبحكم طبيعة عمله؛ أصبح عم "حسن" كثير التردد على منزل الزعيم الراحل، وهو ما منحه الفرصة للتقرب منه والتعرف على شخصيته الحقيقية، التي كانت تمزج بين القوة والتواضع، وهو ما لم يختلف كثيرًا سواء في تعامله مع الشعب كرئيس دولة، أو في معاملته لأهل بيته.


ولم يكن منزل "عبد الناصر" الوحيد الذي نال من جمال صناعة الموبيليا من أيدى "عم حسن"، بل طرقت يداه على أخشاب موبيليا منازل الرؤساء ومن بينهم الرئيس الرحل محمد أنور السادات، وكبار رجال الدولة، وصنعت يداه مجسم بمصنع كوكاكولا بمنطقة الدقي، فيرى في عمل النجارة عشقه الذي يجعله يرفض أن يتركها "أى حد بيحتاج حاجة بعملهاله وربنا بيقويني".