حصاد كأس العالم 2018 - مونديال (الخيبة) للمنتخبات الكبري ونهاية حُقبة الألمان والأسبان

الفجر الرياضي



أسُدل الستار علي بطولة كأس العالم (روسيا 2018) بعدما نجح المنتخب الفرنسي في التتويج بلقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه، عقب فوزه علي منتخب كرواتيا بنتيجة 4 - 2 في المباراة النهائية للمونديال والتي جمعتهما مساء اليوم الأحد، علي ملعب "لوجنيكي" بالعاصمة الروسية "موسكو".


نهاية كأس العالم (روسيا 2018) جاءت عكس كل التوقعات التي سبقت البطولة والتي وضعت منتخبات كبري مثل ألمانيا والبرازيل وأسبانيا والأرجنتين ضمن أبرز المرشحين لحصد اللقب العالمي، حتي أن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع أن يكون نهائي المونديال بين المنتخبين الفرنسي والكرواتي، وليس ذلك تقليلًا من قيمتهما ولكن بسبب الفوارق التاريخية بينهما وباقي المنتخبات سالفة الذكر، إلي أن الظاهرة الغريبة التي شهدتها النسخة الحالية للمونديال والمُتمثلة في (سقوط الكبار) ووداعهما للبطولة مبكرًا، مهدت الطريق أمام الديوك الفرنسية لإعتلاء منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخه بعد لقب عام 1998.


بداية سقوط الكبار في كأس العالم 2018، كانت مع المنتخب الألماني والذي ودع منافسات البطولة من دور المجموعات بعدما تذيل ترتيب المجموعة السادسة برصيد 3 نقاط جمعها من فوز وحيد علي السويد وخسارتين أمام المكسيك وكوريا الجنوبية، وكان خروج الألمان من المونديال بمثابة صدمة لكل عشاق كرة القدم العالمية خاصة وأنه كان أبرز المرشحين للتتويج باللقب، ولكن هذا الوداع المُخيب للبطولة جاء ليكتب نهاية حقبة تاريخية لمنتخب الماكينات الألمانية حقق خلالها عدة إنجازات أبرزها لقب مونديال (البرازيل 2014)، وكأس القارات 2017.


توالت المفاجآت في مونديال روسيا، وودع منتخب الأرجنتين بقيادة الساحر ليونيل ميسي نجم برشلونة الأسباني منافسات البطولة، من دور الـ16 بعدما خسر أمام منتخب فرنسا بنتيجة 4-3، لينتهي حلم "ميسي" في التتويج بكأس العالم مع منتخب بلاده خاصة وأن عمره (31 عامًا) لن يؤهله للتواجد في النسخة القادمة من المونديال (قطـر 2022).


استمر مسلسل "الخيبة" للمنتخبات الكُبري في مونديال روسيا، وهذه المرة كانت مع منتخب أسبانيا والذي ودع منافسات البطولة من دور الـ16 عقب خسارته أمام أصحاب الأرض المنتخب الروسي بنتيجة 4-3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بينهما بالتعادل الإيجابي 1-1، لتكون نهاية حزينة لبقايا الجيل الذهبي لمنتخب الماتادور الأسباني الفائز بكأس العالم 2010، والمتمثل في أندريه إنيستا الذي أعلن اعتزاله عقب وداع البطولة، وسيرجيو راموس وجيرارد بيكيه وبيدرو ودافيد سيلفا والذي باتت فرص مشاركتهما في النسخة القادمة من المونديال "شبه مستحيلة".


وفي مفاجأة أخري من مفاجآت المونديال دع أيضًا منتخب البرتغال بطل أمم أوروبا 2016 منافسات البطولة من دور الـ16 بعد خسارته أمام منتخب أوروجواي بنتيجة 2-1، في الوقت الذي وقف فيه كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الأسباني السابق والمنتقل حديثًا ليوفنتوس الإيطالي، مكتوف الأيدي لا يجد ما يفعله لإنقاذ حلمه وهو يتبخر أمام أعينه، حلم تتويجه بلقب المونديال مع منتخب بلاده، خاصة وأن هذه قد تكون المشاركة الأخيرة لـ"الدون" في البطولة العالمية لا سيما وأنه تجاوز الثالثة والثلاثين من عمره وسيكون من الصعب تواجده في النسخة المقبلة للبطولة في قطر 2022.


مفاجآت كأس العالم (روسيا 2018) لم تنتهي عند هذا الحد، ولكن كانت هناك الصدمة الكبري بخروج منتخب البرازيل صاحب الرقم القياسي في عدد المشاركات ومرات التتويج بلقب البطولة، من الدور ربع النهائي للمونديال بعد خسارته المفاجئة أمام منتخب بلجيكا بهدفين مقابل هدف، ليواصل منتخب السامبا غيابه عن منصة التتويج بالبطولة العالمية للنسخة الرابعة علي التوالي منذ تتويجه الأخير باللقب عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.