"قديروف" أذاق محمد صلاح ويلات النقد.. ورئيسة كرواتيا قادت بلادها للمجد الكروي (تقرير)

الجميع في ذهول، الكل في فرحة جنونية، لا يصدقون ما يحدث أمامهم، أهذا منتخب بلادهم الذي عرفوه أما إنهم لاعبون آخرون جاءوا من كوكب آخر، وفجأة وجدوا أنفسهم في وسط الحقيقة، حقا إنه ليس حلما يا سادة، فمنتخب كرواتيا في نهائي كأس العالم ٢٠١٨ للمرة الأولى في تاريخه.

 

رئيسة كرواتيا "ليست مجرد أنثى"

 

بعد شوط أول هزيل، لم يقدم فيه الكروات الكثير أمام منتخب إنجلترا، الذي سبق وحقق لقب المونديال في عام ١٩٦٦، حيث تقدم الأخير بهدف مبكر للاعب تريبير، في الدقيقة الخامسة من بداية اللقاء، ليصبح أسرع هدف في مباريات نصف نهائي المونديال على مر التاريخ، شعر لاعبو المنتخب الكرواتي أن المباراة لم تنته بعد والفرصة سانحة أمامهم لكتابة التاريخ تحت أنظار رئيستهم كوليندا جرابار كيتاروفيتش، التي لم تتركهم لحظة واحدة منذ انطلاق البطولة واثقة في قدراتهم، وما هي إلا دقائق وتمكن نجم إنتر ميلان الإيطالي، إيفان بيرسيتش من تسجيل هدف التعادل، ليلجأ المنتخبان للوقت الإضافي على شوطين، وفي الوقت الذي ظن الجميع أن اللقاء يتجه نحو ركلات الترجيح، إلا أن مهاجم يوفنتوس الإيطالي، ماندزوكيتش كان له رأي آخر ليسجل هدف من ذهب يمنح به الشعب الكرواتي بطاقة العبور لنهائي المونديال.

 

مرارة الخروج المهين للفراعنة

 

وتأهل منتخب كرواتيا لنهائي كأس العالم ومواجهة فرنسا التي حجزت مكانها بالفوز على بلجيكا العنيد، يقلب على المصريين مرارة الخروج المهين من البطولة من دورها الأول بصفر من النقاط، بعد ٣ هزائم متتالية أمام أوروجواي بهدف دون رد، وأمام البلد المضيف"روسيا" بثلاثة أهداف مقابل هدف، حيث جاء هدف الفراعنة الوحيد من توقيع نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح من ركلة جزاء، وأخيرا هزيمة مخيبة أمام الشقيقة المملكة العربية السعودية بهدفين مقابل هدف، أيضا كان هدف منتخبنا الوحيد عبر صلاح.

 

حسينة وحيدة في المونديال

 

كان الشعب المصري يمني النفس بتقديم مستوى أفضل في تلك البطولة، خاصة أننا لم نقدم شيئا يذكر في البطولة سوى هدفين لأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، ليصبح الهداف التاريخي للفراعنة في كأس العالم متساويا مع الراحل عبد الرحمن فوزي، حيث لعب صلاح البطولة بعد إصابة قوية في الكتف تعرض لها مع فريقه أمام ريال مدريد الإسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا في ٢٦ مايو الماضي.

 

محمد صلاح، النجم الذي تألق في أوروبا وخطف أنظار الجميع لم يسلم من النقد والتجريح سواء من الصحافة الإنجليزية خاصة، أو الصحافة الأوروبية عامة، بعد لقائه مع رئيس الشيشان قديروف، في مقر معسكر المنتخب الوطني في جروزني بروسيا، خاصة أن الأخير يمتلك سجلا دمويا في الإبادة الجماعية والقتل.

 

لا يمكن أن نعاتب محمد صلاح أو نوجه له اللوم، خاصة أن كل ما حدث في معسكر المنتخب من هرج ومرج، المسؤول عنه هو اتحاد الكرة والشركة الراعية وإداري المنتخب، حتى الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني السابق، وجهازه الفني يتحملون جزء من مسئولية الفوضى التي حدثت في معسكر الفراعنة.

 

كل ما أردنا أن نقوله في تلك السطور، إنه شتان بين الدعم الذي وجده منتخب كرواتيا، بداية من رئيسة البلاد وحتى أصغر مشجع، ولم نسمع مطلقا أن هذا الدعم أصاب معسكر الكروات بالفوضى أو تشتيت التركيز، وبين دعم اتحاد الكرة ورجاله لمنتخبنا في حين كانت المصلحة والمادة هي من تحكم المنظومة وتدير الازمة!