أحمد شوبير يكتب: كشف الحساب

الفجر الرياضي



الآن وبعد أن انفض المولد وضاعت الأحلام، وافقنا جميعا على كابوس الهزيمة المريرة، والعودة بلا أية نقاط من بطولة كأس العالم، رغم الآمال والتطلعات التى وضعها المصريون على منتخبنا الوطنى وجهازه الفنى واتحاد الكرة، لرسم مستقبل أفضل للكرة المصرية، خصوصا أنها كانت العودة بعد غياب 28 سنة عن المشاركة فى المونديال، كما أنها لم تكن عودة عادية فالعودة هذه المرة تضم واحدا من أفضل لاعبى العالم وهو محمد صلاح، كما تضم العديد من النجوم المحترفين فى الخارج، وحتى المحليين أصبحت أسعارهم خيالية وخير مثال على ذلك هو عبدالله السعيد لاعب أهلى جدة الحالى.

لذا كان لابد من أن نقف جميعا وقفة حساب أمام الجميع، مدربين ولاعبين واتحاد كرة، فالبنسبة للمدربين خرج الجهاز الفنى غير مأسوف عليه، فقد حصل على كل حقه من الإشادة والمديح والثناء عندما أبلى بلاء حسنا، أما الآن وبعد أن ساءت النتائج وتدهور حال المنتخب، فكان المنطقى أن يتم توجيه الشكر لكوبر وجهازه المعاون.

وبالنسبة للاعبين فالأمر أصبح يستوجب احتراما وانضباطا لمنظومة الكرة المصرية، خصوصا بعد ما حدث طوال معسكر كأس العالم فبدلا من الوصول إلى قمة التركيز والاحترام والعمل على رفع اسم مصر عاليا، إذا بالأمر يختلف تماما ونجد بعضا من اللاعبين ليس لديهم أى نوع من أنواع تحمل المسئولية، أو احترام اسم مصر، والعمل على إحراز الانتصارات بما يليق باسم مصر، ويكفى أن الترتيب النهائى للبطولة جاء بمصر فى المركز الـ31 قبل بنما فقط.

أما الفصل الأخير فى كشف الحساب فيقع على الاتحاد المصرى لكرة القدم، والذى أصبح عنوانه الرئيسى التسيب وعدم الانضباط والخروج الدائم عن النص، ولعل ما شاهدناه جميعا منذ الإعلان عن رئاسة البعثة، ثم عزل هذا الرئيس واتهامه من قبل مسئولى الاتحاد اتهامات لا يمكن لأحد أن يتجاوز عنها، وتوقعنا جميعا أن يكون هناك رد فعل قوى من المسئولين، خصوصا أن عضو مجلس الإدارة الذى وجهت إليه الاتهامات خرج بتصريحات نارية وتهديدات مست كل منظومة الاتحاد، لكننا فوجئنا جميعا بأحضان وقبلات وكأن شيئا لم يكن، بل الأكثر من ذلك أن الاتهامات وجهت إلى الإعلام والمتابعين وكأننا كنا السبب فيما حدث داخل مخزن ملابس الاتحاد المصرى لكرة القدم.

ولكن تبقى كلمة مهمة، وهى أننى كنت قد أثرت من قبل قضية انتخابات الاتحاد المصرى لكرة القدم، وقلت إنه طبقا لقانون الرياضة الجديد فأنه أصبح لزاما على اتحاد الكرة أن يجرى انتخابات مثل باقى الهيئات الرياضية فى مصر، ولكنهم خرجوا علينا بنظرية الاستقرار من أجل كأس العالم، وأنه من المستحيل أن يكون هناك تغيير فى الوقت الحالى، وبلعنا الإهانة، وضرب بالقانون عرض الحائط من أجل عيون كاس العالم.

الآن خرجنا من كأس العالم كأحد اسوأ الفرق، فهل نعود إلى الصواب ونجرى انتخابات اتحاد الكرة طبقا للقانون، خصوصا بعد نهاية حلم كأس العالم وانتهاء اسطورة الاستقرار الوهمية التى أدت بنا إلى هذه النتيجة الكارثية.