خالد يوسف: اللى يقول إنى بزيف الواقع "هخرم عينه"

العدد الأسبوعي



السياسة جعلتنى أعيش مع من يأكلون "الزبالة" ومن يركبون طائرات خاصة بلون الكرافتة

لا يوجد قانون يسمح للأزهر الشريف بعرض فيلمي عليه


يعود المخرج خالد يوسف بفيلم «كارما» بعد سنوات ابتعد خلالها عن الفن وتفرغ للعمل السياسى وكعادته مثير دائما للجدل ومع عودته أثار الجدل مرة أخرى وفى حواره التالى مع «الفجر» تحدث خالد يوسف عن عودته وكشف الكثير من التفاصيل فى الأسطر التالية:


■ أفلام خالد يوسف دائما قاسية.. هل ترى أن كارما فيلم مناسب للعيد؟

- أولا أنا ضد تصنيف الأفلام للعيد أو للصيف، فتجربتى طوال العشر سنوات أثبتت ذلك، فأكثر أفلامى قتامة «حين ميسرة»، تم طرحه فى موسم الصيف وحقق 22 مليونا، وهو ما يعادل 70 مليونا فى وقتنا هذا.. فأنا أرى أن الأفلام تحمل أسباب نجاحها وفشلها بداخلها وقد يساعد الموسم قليلاً، لكن ليس لدرجة أن ينجح فيلم ويسقط آخر.


■ كيف غير العمل السياسى عين خالد يوسف المخرج؟

- بالتأكيد اختلفت أشياء كثيرة بالنسبة لى وعشت الغنى الفاحش، وعشت الفقر المدقع، وعاشرت أناساً تأكل من الزبالة فى الوقت الذى يغير فيه بعض البشر طياراتهم الخاصة حسب لون «الكرافتة»، لذا ما قدمته بصدق هو معايشتى سواء قهر الفقر أو رغد الغنى.


■ هل كانت وجهة نظرك أن الفيلم إذا لم يتم تقديمه فى هيئة حلم للبطل ما كان ليرى النور؟

- مطلقا... فالفيلم واقعى وليس به أى شيء للمنع أو الإيقاف.


■ تناولت الفتنة الطائفية وهى قضية شائكة جدًا وإذا لم يرض التناول الطرفان تؤدى لاحتقان؟

- أنا طرحت أسئلة حول أسباب الفتنة الطائفية والتعصب الدينى، وأعرض وجهتى النظر، من خلال منطق كل شخصية والمتلقى له مطلق الحرية فى الاقتناع بالمنطق الذى يراه، لأنه فى الفنون هناك قاعدة «وحدها الأسئلة ترى فالأجوبة عمياء»، فليس من شأنى تقديم إجابات، لكنه شأن المجتمع سواء كعقل جمعى أو مؤسسات، فإذا قدمت إجابات فأنا إذن صادرت على حرية الآخرين بمجرد التفكير فى المشكلة، وأنا أستطيع تقديم الفتنة «وأنا سايب إيدى» لأسباب كثيرة فأنا من المعتقدين أن دين المصريين واحد حتى لو تغير اسمه فالنسيج المصرى لا يحترق من الفتنة الطائفية، وأن التعصب الموجود يمس قشرة المجتمع ولا يمس جوهره، وبالتالى عندما أعالج مثل هذه القضية أساهم فى إزالة الاحتقان وتحميل المتعصبين من الطرفين المسئولية.


■ هل الفيلم عرض على الأزهر الشريف أو الكنيسة لإبداء الرأى به؟

- لأ ليه.. مفيش حاجة فى القانون تديهم الحق يشوفوه.


■ هناك جملة على لسان وطنى يقول بها «الكنز لو مطلعش دلوقتى يبقى مالوش عازة» هل الفقراء يحتاجون لكنز كى يعيشوا؟

- للأسف نعم فهناك ظاهرة كبيرة منتشرة وهى أن الكل يبحث عن الكنز، فمثلا نجد بيوتاً تم هدمها على أصحابها بحثا عن الكنز أو الآثار، لدرجة أن البعض يقدم على قرض بنكى لشراء معدات حفر بحثًا عن الكنز، ورغم أن الواقع قاس على الفقراء، أصبح ليس لهم منفذ إلا الحلم، وأنهم عادة ما يرضوا بقليلهم إلا أنهم مش عارفين يوصلوا لهذا القليل، فأصبح الكنز هو الأمل.


■ التريللر أجرأ ما فى الفيلم.. هل تعمدت تقديم فيلم نظيف أو أن السياسة غيرتك؟

- إذا كنتم تسمون ما قدمته من مشاهد سابقة بغير نظيفة فأنا لا أعتبرها كذلك.. كل ما فى الأمر أن الدراما لا تستدعى بعكس الريس عمر حرب، وإذا قدمت فيلمًا بعد ذلك واحتاج سأقدم تلك المشاهد لكننى لست غاوى تقديمها.


■ هل شخصية أدهم المصرى فى الفيلم رمز لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة؟

- بالطبع لا، حتى أن نجيب ساويرس عندما، شاهد الفيلم قاللى مين ده، ده أغنى منى 10 مرات، إحنا مابنعملش كده فرديت عليه أنا جايب واحد أغنى منك 100 مرة أعملك إيه.


■ لماذا قدمت الإسقاطات غارقة بالكوميديا؟

- أنا قدمت ما أشعر ومؤمن به دون مواربة، ولم أمسك العصا من النصف.


■ جملتان توقف الجمهور عندهما فى الفيلم «مفيش مؤامرة تصنع ثورة» و»الناس هم الدولة» ماذا كنت تقصد؟

- لأن هناك الكثير منا نسى الجملتان، وهذه قناعتى، وأنا قدمت الفيلم كفنان وليس سياسى.


■ خالد يوسف دائمًا مثير للجدل ومتهم بإفساد الذوق العام، ونقل واقع مزيف عن مصر بماذا تجيب؟

- لقد قدمت نصف الفيلم مصر الفقيرة والنصف الآخر لمصر الغنية اختاروا ما يحلو لكم، وأنا مش بعمل أفلام على المقاس، وأقدم الأفلام التى أحسها، ومن يقول أننى أزيف الواقع، أخرم عينه، عندما قدمت «حين ميسرة» قالوا عنى أزيف الواقع، ثم قامت الثورة واكتشفوا أن الواقع أسوأ بكثير، ليس هناك إساءة لمصر ولا لشعبها إذا قلنا إن هناك فقراً، ولدينا قهراً لأن كل الشعوب عندها ذلك، أما من حيث المخرج المثير للجدل فهى تهمة لا أنكرها وشرف لا أدعيه، لأن وظيفة الفنون عمل حراك ثقافى، والجدل مستهدف أصلًا، ولو مكنتش عامل جدل يبقى الفيلم مكنش لازم يتعمل.


■ حدثنا قليلا عن الأزمة التى طالت الفيلم؟

- أنا أراها أزمةعبثية، وليست مفتعلة فهناك مسئول كبير لا أعرفه أصدر قراراً بمنع الفيلم عندما شاهد التريللر فرأى أن الفيلم انفجار وقنبلة، لكنه منعه دون أن يشاهده، ود. خالد عبد الجليل حدثنى وقال لى إنه سيسحب الرخصة لمخالفة شروط الترخيص، وعندما سألته عن ماهية الشروط أكد أنه لا يعرفها، فقلت له سألغى القرار من أول قاضٍ إدارى أتوجه له لأنه قرار ظالم ومنعدم لاستناده لغير القانون، وأنا رأيت أن التوجه للمؤسسات السيادية التى ترأس السلطة التنفيذية فى مصر قبل التوجه للقضاء خاصة أننا دولة مؤسسات، ولو لم تجبنى أو ردت ظلمى كنت سألجأ للقضاء، أما عن استقالة اللجنة فعلى رأسى والبرلمان يناقش الأمر وأجد تضامناً كبيراً من الأغلبية.


■ هل الأزمة كثفت دعاية الفيلم؟

- أنا لم التسبب فيها هو أنا إللى منعت الفيلم، وأقول شكرا على الدعاية المجانية.