بين القلق والفرح.. امتحان "اللغة العربية" يٌناور طلاب الثانوية العامة (معايشة)

تقارير وحوارات



ساعات من الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة، يشوبها القلق والتوتر، في حالة مضطربة خلقها أولياء أمور طلاب الثانوية العامة، في أول أيام الماراثون السنوي، والذي افتتحته مادة اللغة العربية، حيث صمدوا أمام بوابات المدارس غير عابئين بمشقة الصيام والحر، يترقبون أي دلالة تطمئن قلوبهم على مستوى الامتحان.

 

وبمضي ثلاث ساعات، لم يكن لدى الآباء والأمهات حيلة للوصول إلى أبنائهم، بعد منع دخولهم بالهواتف النقالة وتشديد التأمين داخل اللجان، فكانت وسيلتهم الوحيدة هي اللجوء إلى الثقوب التي تملأ أبواب المدارس، لعلهم يلمحون أحد أبنائهم، وبالفعل ما إن مرت بضع دقائق، حتى صدر صوت من الداخل يزف البشرى بسهولة الامتحان "الحمدلله حلينا يا جماعة وكان سهل"، لترتسم الفرحة على وجوه البعض في الوقت الذي انتاب القلق آخرون، حيث تجولوا بأعينهم بين الثقوب بحثًا عن ملامح أبنائهم التي تهدئ ثورة قلوبهم الوجلة، ليظهر بعضهم فيما حرص آخرون على الجلوس بالداخل لمراجعة مادة "الدين" قبل موعد امتحانها.



وبالقرآن والدعاء، ارتفعت أصوات الأمهات كلحن متناغم، ليداووا قلوبهم، ويمدوا ساعات الصبر المتبقية بالقوة، فيجلس البعض منهم على الأرصفة المقابلة للمدرسة، فيما يحتمي آخرون من الشمس بظلال سياراتهم، وعيناهم على الباب تتمنى لحظة فتحه لخروج الطلاب، وانتهاء هذه الساعات الشاقة.

 

وبمجرد قرع جرس المدرسة، فتحت الأبواب وأزيلت السلاسل الحديدية التي قبضت قلوب الأهالي لساعات، لتبدأ عدة طالبات في الخروج، واستقبال المتلهفين بجوار أسوار المدرسة، بابتسامة تنم عن سعادتهم بيسر الامتحان، ليتنهد الجميع براحة، ويتمتم أولياء الأمور بحمد الله وشكره على المجهود الذي بذلوه طوال العام ولم يهدر اليوم.



"الامتحان في مستوى الطالب المتوسط"، عبارة وصفت بها إحدى الطالبات ورقة امتحان اللغة العربية، حيث ترى أنه بالرغم من وضوح الأسئلة، إلا أن هناك بعض النقاط التي تثير الحيرة لوجود عدة احتمالات وإجابات ممكنة لها، وخاصة في "النصوص".

 

لتلقط إحدى الأمهات، أطراف الحديث، فترد على الطالبة "دا طبيعي المهم إنه في المجمل حلو"، في عبارة توضح بها إن امتحانات "الثانوية العامة" يجب أن تتضمن تدرجًا في مستوى الأسئلة، لتميز بين مستويات ذكاء الطلاب، وبين الضعيف والمتفوق من بينهم.



فيما بدأت الحيرة تنتاب بعض الطالبات، ممن بدأن يتحققن من إجاباتهن في أسئلة المعاني والمفردات، التي يرون أنها لم تكن مباشرة "جالنا جمع ومفرد كلمات غريبة زي دلائل وفضول وقليل والاختيارات المتاحة كانت متشابهة وقريبة من بعضها".