صحف الخليج تفاصيل هروب المسئول القطري المتهم برشوة مساعدي ترامب

تقارير وحوارات




تناولت الصحف الخليجية اليوم السبت عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما برزته صحيفة "سبق" على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش بإن تعامل قطر مع أزمتها خلال العام الماضي يشير إلى أن أسباب العزل لا تزال مستمرة.

هروب المسؤول القطري المتهم برشوة مساعدي ترامب
برزت صحيفة "الإمارات اليوم" ما أفادته صحيفة "ديلي مايل"، البريطانية، بهروب المستثمر القطري، المتهم برشوة كبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الدوحة، وتهربه من دعوى قضائية بقيمة 1.2 مليار دولار.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن المسؤول القطري أحمد الرميحي، المتهم في دعوى قضائية، غادر الولايات المتحدة لتجنب نزاع مرير يضعه في مواجهة شريكه التجاري السابق آيس كيوب، ورابطة كرة السلة الخاصة به ورفع آيس كيوب، ورجل الأعمال جيف كواتينيتز، دعوى قضائية ضد الرميحي بقيمة 1.2 مليار دولار، اتهماه فيها بأنه وعدهما بالاستثمار في دوري كرة السلة الأميركي، ثم تنصل من التزاماته.
واشترى المسؤول القطري، أخيراً، منزلاً بقيمة 2.7 مليون دولار في شارع "أبوت كيني" بوليفارد بفينيسيا، في ولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث خطط هو وصديقته للانتقال إليه، قبل أن تُرفع ضده الدعوى القضائية وأفادت وثائق المحكمة بأن الرميحي أقام العديد من الحفلات، وأسرف في الإنفاق عليها، وقام برحلات إلى سان تروبيه وإيبيزا ولاس فيغاس، وأنفق نحو 700 ألف دولار، خلال ساعات قليلة في إحدى جولات القمار وأشارت الدعوى القضائية إلى أن الرميحي كان يتباهى بصداقته بالسيناتور الأميركي جون ماكين، حتى إنه ادعى أن زيارته إلى السياسي المريض، هي التي منعته من الانتهاء من دفع الأموال التي يدين بها لرابطة كرة السلة الأميركية.
وفي صورة تشاركها الرميحي مع صديق، عبر صفحته على "إنستغرام"، حصلت عليها صحيفة "ديلي مايل" ظهر رجل الأعمال القطري إلى جانب جون ماكين، حيث نشرت الصورة في يوليو عام 2017 وكانت الصحيفة البريطانية قد كشفت، في وقت سابق، أن ستيف بانون كبير المخططين الاستراتيجيين السابق للرئيس الأميركي ترامب، كان هدفاً لمؤامرة رشوة من حكومة قطر للتأثير في ترامب، مشيرة إلى أن آيس كيوب وجيف كواتينيتز أدليا بهذه الشهادة، خلال دعوى قضائية في محاكم أميركا.
من جهة أخرى، أضاف جامع تبرعات للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مدعى عليهم جدداً إلى دعوى قضائية، تتهم قطر باختراق بريده الإلكتروني، وإطلاع مؤسسات إخبارية على محتواها وكان إليوت برويدي، الذي تداولت الصحافة الأميركية في الشهور الأخيرة تعاملاته مع ترامب، قد رفع دعوى قضائية على قطر، أمام محكمة اتحادية بمدينة لوس أنجلوس في مارس الماضي وقدم برويدي، أول من أمس، شكوى معدلة، أضاف فيها إلى المدعى عليهما محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني، شقيق أمير قطر، وأحمد الرميحي.
وقال في الشكوى إنه كان محل استهداف بسبب معارضته الشديدة لقطر، وذلك في إطار جهود يقودها شقيق أمير قطر، والرميحي، لتغيير السياسة الأميركية تجاه الدوحة.

قرقاش عن أزمة قطر بعد عام: أسباب العزل مستمرة
وبرزت صحيفة "سبق" ما قاله وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، إن تعامل قطر مع أزمتها، خلال العام الماضي، يشير إلى أن أسباب العزل لاتزال مستمرة، واصفاً موقف الدوحة من عزلها عربياً، بسبب دعمها الإرهاب في المنطقة، بأنه "محير ومتناقض.. مكابر ومستجدٍ".
وقال قرقاش، في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر":"لم تتعامل قطر بحكمة مع إجراءات مقاطعتها، وسعت إلى تحركات أججت أزمتها ولَم تفكّها. عدم الإقرار بإضرارها لجيرانها وادعاء المظلومية وشراء الدعم وانتظار المخلّص.. استراتيجية أثبتت فشلها دروس السنة الماضية لعلها تنفع في تغيير التوجه".
ودعا قرقاش قطر إلى مراجعة مواقفها، قائلاً: "لن ينفع أن تلوم الدوحة الإمارات تارة وتستهدف السعودية تارة، أو تتجاهل تقويضها لأمن البحرين ومصر المراجعة الداخلية واجبة، والمشكلة هي في سعيها عبر السنوات لاستهداف أمن جيرانها ودعمها التطرف والإرهاب في المنطقة".
وأضاف وزير الدولة للشؤون الخارجية: "لعل مرور سنة على المقاطعة سينتج فكراً جديداً ومقاربة أكثر حكمة في الدوحة، فالمخرج لن يكون عبر شركات العلاقات العامة والمناكفات الإقليمية والتدخل الخارجي لحلّ الأزمة، بل عبر مراجعة وتراجع عن سياسات سببت الضرر وأسهمت في دعم التطرّف والإرهاب" واعتبر قرقاش أن موقف الدوحة تجاه أزمتها العام الماضي "محيّر ومتناقض، فهو مكابر ومستجدٍ، ورافع شعار السيادة ومستسلم، يتعامل مع الأزمة ليحمي إرثاً سياسياً ورّطه وعزله، بدلاً من أَن يسعى بكل واقعية إلى تفكيك أزمته" ولخص إلى أنه بالنظر إلى "تعامل الدوحة مع أزمتها، بإمكاننا أن نستنتج أن العزل مستمر في ظل استراتيجية فشلت في تفكيك الأزمة، بل أثبتت استمرار الضرر.. واقع جيواستراتيجي جديد نتعامل معه بأقل درجة من الضرر ولن يغيره سوى المراجعة والتراجع".

قطر.. عام من الغرق والخسائر
ونشرت صحيفة "عكاظ" تقريرًا أكدت فيه أنه في الخامس من يونيو القادم ستدخل الأزمة القطرية عامها الأول، وستستعيد أذهان القطريين حال بلادهم خلال العام، وتعاطي نظام الدوحة مع عزلته التي تتفاقم يوماً بعد آخر، ليعززوا قناعتهم المتمثلة برفض مراهقة ما بات يعرف بـ"تنظيم الحمدين" السياسية التي أدت بالإمارة إلى العزلة والبعد عن الجيران.
عام كامل، غيّر قواعد اللعبة عند النظام القطري، فالمواربة والتآمر تحت الأقبية لم يعودا مقبولين، بعد أن طرحت الدول الأربع مطالبها الـ13 على الطاولة وترى فيها بوابة العودة الوحيدة لقطر، بيد أن نظام تميم بن حمد، الذي يسيطر على مفاصله الحرس القديم لما بات يعرف بـ"تنظيم الحمدين"، أهدر فرص العودة لعمق الإمارة الخليجية الإستراتيجي، وأوغل في مراهقته السياسية، وطرق الأبواب الخطأ بحثاً عن الخروج من المأزق.
مكابرة كلفت قطر الكثير من الخسائر على المستويات كافة، فلم يعد أي شيء في إمارة "المؤامرات" كما كان، حتى دائرة الغضب الشعبية بدأت تتوسع ووصلت لأفراد بارزين من الأسرة الحاكمة، واعتبر الشيخ سلطان بن سحيم، أحد أبرز الوجوه المعارضة للنظام القطري من داخل الأسرة الحاكمة، الخسائر الكبيرة والبعد أكثر عن المحيط الإقليمي نتيجة حتمية لما أسماه بـ"المكابرة التي لا تزال سيدة الموقف عند نظام الحمدين".
وطرق النظام القطري العواصم العالمية بحثاً عن مخرج من مأزق العزلة التي أضحت تتسع يوماً بعد آخر. ويرى الشيخ ابن سحيم أن بوصلة النظام "غير متزنة" وحتى أكتوبر من العام الماضي، قطع وزير خارجية النظام القطري محمد بن عبدالرحمن أكثر من 170 ألف كيلومتر، بمعدل 4 دورات حول الكرة الأرضية في 132 يوماً، بحسب إحصاءات قطرية، بحثاً عن حل للخروج من المأزق، رغم أن بوابة الحل (الرياض) لا تبعد عن بلاده سوى 490 كيلومترا.
طواف مستمر حول العالم، قاصداً عواصم العالم، بين نشر للبكائيات في عشرات الخطابات، واستجداء خفي في أكثر من 93 اجتماعاً، فيما أمضى الوزير القطري الـ220 ساعة طيران، مكابراً ومرتبكاً، ولم يخرج منها سوى بدموع التماسيح المسكوبة.