هاني سامي يكتب: من عادل إمام للحكومة المصرية.. حاسبوا سيادته

الفجر الفني



يتفاعل المواطن المصري دائمًا مع أي عمل فني يضعه في حالة تماس أو حتى على المحك مع السلطة أو النظام الحاكم، خاصة فى ظلال الإيحاء الدائم من البعض بعزلة دوائر الحكم عن الآم المواطنين وأوجاعهم ، تأتى الدراما أحيانا لتحاول إذابة ذاك الجدار الرخو بشكل يشبه المصالحة أو إعادة صياغة العلاقة بين جميع الأطراف.

 

هذا العام يعرض ضمن دراما شهر رمضان الكريم مسلسل "عوالم خفية" بطولة زعيم جمهورية التمثيل عادل أمام، الذى يجسد شخصية الصحفى هلال كامل المحسوب على تيار المعارضة للفساد وأداء الحكومة حينما يكون سيء فى بداية الحلقات لتعريف تاريخ الشخصيات بالمسلسل جمع مشهد بين الصحفى هلال كامل " عادل إمام وفؤاد لواء أمن الدولة " عبد الرحيم حسن " دار فيه حوار ثرى على مصلحة الوطن كلً فى موقعه وجاء فى هذا الحوار:

 

فؤاد لواء أمن الدولة: فيه ناس كتير متضايقة من اللى إنت بتكتبه يا هلال

هلال كامل الصحفى: أنا مش بارمى الناس بالتهم ، أنا عارف إن مقالاتى بتضايق ناس كتير ،بس أنا متعود أقول الحقيقة وهما متعودين يكدبوا

لواء أمن الدولة: طيب و مقالك الأخير اللى بتهاجم فيه الحكومة

الصحفى: غريبة جاى تكلمنى لما مقالى ضايق الحكومة ؟ ، طيب مكلمتنيش ليه لما الحكومة ضربت الاسعار فى تلاتة وضايقت الناس .. إنت اتغيرت على فكرة يا فؤاد بيه

لواء أمن الدولة: أنا زى ما انا بس المشاكل اللى بتحصل دلوقت بقت أخطر كتير من ايام زمان يا هلال.

 

فى هذا المشهد المتوازن كلاهما على حق، فالصحفى عين الشعب لا يهدأ فى طرح الآم المواطن على مائدة الحكومة للإصلاح ومحو الوجع ، والحكومة صارت أعباءها اكبر وخاصة الأمن الذى بات يواجه مخاطر أكبر وخاصة الارهاب ومحاربة الفساد الممتدة جذوره لسابع أرض بفعل أزمنة حكم سابقة فى مصر ، وضعتها فى الإعتبار إشارة فى بداية المسلسل بأن احدثه تدور فى العام الجارى 2018 وهو العام الذى تطالعنا فيه الصحف ووسائل الاعلام منذ بدايته بوجود شهداء فى معركتنا ضد الارهاب وكذلك الضربات المتلاحقة لجهات التطهير وأبرزها للرقابة الإدارية فى القبض على المسئولين المفسدين وكان ضمنهم بالمناسبة وزراء مازلوا خلف القضبان.

 

فى إطار ملاحقة هلال كامل الصحفى النزيه الوطنى بشهادة ضباط أمن الدولة رغم رأى البعض منهم أنه مزعج  ، وفى سيناريو قوى البناء بإيقاع هادىء ممزوج بكل عناصر التشويق دون أى إنفعال أو إفتعال ، ويحمل عذوبة بالغة منحها حالة خاصة كل من  أداء عادل إمام ونضوج كبير للمخرج رامى إمام ، تأتى ملاحقة الصحفى لأحد الوزراء فى الحلقة السادسة والسابعة وتدور معركة كبيرة بين كلاهما – الصحفى والوزير – يبدأها الأول بمقال ضد الثانى موجًه للحكومة يحمل عنوان "حاسبوا سيادته" ، وبالطبع قامت الدنيا ولم تقعد وحاول الوزير الدفاع عن نفسه ولكن الدليل الذى قدمه الصحفى أمام جهات التحقيق كان كافيا للقبض على الوزير فى مكتبه والزج به خلف القضبان.

 

يغضب الرئيس وتنتفض الحكومة حرجا وغضباً ايضاً ليس مما كتبه الصحفى هلال كامل ، بل لوجود وزير فاسد بين اعضائها – وزير الصحة يجسده بسام رجب – وبجواره شركاؤه من الفاسدين الصغار تم سجنهم معه.

 

ليس المقصود من هذا المقال مداهنة السلطة أو نفاق أهل الحكم ، المقصود هنا هو تحريضنا على أن يكون طرح الأوجاع لخلق علاج وحلول ، لا لكشف عورات وتبادل اتهامات ، المقصود هنا تأكيدنا على أن الصحافة وكل مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية ليسوا فى حالة خصومة أو تربص بل أن الجميع يعشقون هذا الوطن وهدفهم حمايته كلً فى مجال عمله .