القصة الكاملة لأزمة مسلسل "أبو عمر المصري" مع السودان

تقارير وحوارات



تسبب مسلسل "أبوعمر المصري" والذي يقوم ببطولته الفنان أحمد عز، أزمة في الآونة الأخيرة مع دولة السودان.

 وتدور أحداث المسلسل حول محام مصري يدعى فخر الدين "أحمد عز" أسس هو ومجموعة من المحامين تنظيمًا سلميًا سعى لإيجاد حلول لمشاكل وقضايا المواطنين البسطاء غير أن هذا التنظيم سرعان ما يثير غضب جهاز أمني لأنه لم يجد وسيلة قانونية توقف نشاط هؤلاء المحامين، فيلجأ إلى وسائل أخرى خارج إطار القانون من خلال تصفية أعضاء هذا التنظيم وينجو فخر الدين من محاولة اغتياله فيهرب إلى فرنسا ويقرر بعدها السفر للسودان وهناك يتحول إلى كادر مهم من كوادر إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة.

 

غضب السودانيين

وقد أثار المسلسل حفيظة عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي بعد عرض ثلاث حلقات منه وانتقد نشطاء سودانيون الصورة السلبية التي يقدمها المسلسل عن الشعب السوداني وأنه يحتضن إرهابيين.

 

وأعربت الخارجية السودانية عن استيائها من مسلسل "أبو عمر المصري"، وقالت في بيان إن المسلسل رُوّج له بصورة عكست إصرار البعض على اختلاق وتكريس صورة نمطية سلبية، تلصق تهمة الإرهاب ببعض المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان.

 

وقال الناطق باسم الوزارة السفير قريب الله الخضر إن المسلسل الذي يتنافى مع واقع التواصل الكبير بين البلدين، لا يعدو أن يكون محاولة بائسة وعبثية لضرب الثقة وشل التواصل بين الشعبين الشقيقين، نافيا تورط أي مواطن مصري مقيم بالسودان في أي أعمال إرهابية.

 

وكشف الخضر أن الوزارة استدعت الأربعاء الماضي السفير المصري في الخرطوم، وسلمته مذكرة احتجاج على بث المسلسل موضحًا أن القائمين على المسلسل سعوا لإيهام المتابعين بأن بعض أجزاء السودان كانت مسرحا لبعض أحداث المسلسل، واستخدمت العديد من الوسائل لهذا الغرض، كلوحات السيارات التي تعد رمزا سياديا لا يجوز التعامل به إلا بعد الحصول على موافقة من السلطات السودانية المختصة.

 

رد قنوات "أون"

وبعد ساعات من بيان الخارجية السودانية، أصدرت شبكة قنوات "أون" بيانًا، تعقيبًا على بيان وزارة الخارجية السودانية بشأن مسلسل "أبوعمر المصري"، وأنه يروج بصورة عكست إصرار البعض على اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان.

 

وقالت "أون"، إن المسلسل بُني على وحي وخيال مؤلفه، ولم يحتوي المسلسل على مشاهد أو تلميحات للدولة السودانية أو حكومتها أو الشعب السوداني الشقيق، والمسلسل لا يمت بصلة لمواقف الدولة المصرية الحريصة دومًا على تقوية وتنمية علاقاتها مع دولة السودان وشعبها الشقيق وأضافت أن المسلسل لم يتعمد الإشارة إلى دولة السودان من قريب أو بعيد، كما أن صناع المسلسل يدركون جيدًا أهمية دور الفن في التقريب بين الشعوب وليس إثارة الأزمات بينهم، خاصة أنهم يعلمون خصوصية العلاقات المصرية السودانية، وأهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة، وتعظيم مساحات التعاون المشترك، بما يليق بطموحات الشعبين، ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعلاقات وطيدة، اجتماعية وثقافية وأيضاً سياسية وأمنية واقتصادية.

 

وأشار البيان، إلى أن العلاقات المصرية السودانية تظل دومًا مثالًا للتعاون والأخوة، خاصة فى ظل الحرص المتبادل بين قيادتى البدلين، على تنمية وتطوير العلاقات بما يصب لصالح شعبى وادى النيل، وهو ما ظهر من خلال الإجراءات والقرارات التى اتخذت خلال الفترة الماضية، وتعمق من آليات التعاون، وكذلك حرص رئيسا البلدين، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وفخامة الرئيس عمر حسن البشير على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة القادمة والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات فى كافة جوانبها، وتحقيق نقلة نوعية تلبى طموحات شعبى وادى النيل الشقيقين.

 

تعقيب المجلس الأعلى للإعلام

وبعد تصاعد الأزمة قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد التدخل وعقد مُؤتمر صحفي اليوم وأكد أن مسلسل "أبو عمر المصري" لا يوجه للسودان تهمة إيواء الجمعيات الإرهابية لأنه واضح وصريح وكل ما جاء فيه مثبت ومسجل ولا توجد فيه أي إشارة مُسيئة للسودان.

 

وأوضح مكرم، إنه نتيجة سوء التفاهم الذي حدث حُذف من المسلسل السيارات التي تحمل لوحات سودانية والتي كانت تقل الجماعة الإرهابية.