اليوم الرّابع من شَهر رَمَضَان المُعَظّم 1439هـ

أبراج



*الفصل الثانى: فراسة الأمزجة...

3-الأمزجة بين القدماء والمُحدَثين:
المقصود بالمزاج حالة من حالات البدن تتغلب فيها بعض أجهزته على البعض الآخر ، هى عند القدماء أربعة وعند المحدثين ثلاثة.

**عند القدماء ورد أن ابوقراط أبو الطب ميّز فى أبحاثه بين أربعة طبائع للإنسان وهى (الدموى ، الليمفاوى ، الصفراوى ، السّوداوى).

-المزاج الدّموى:وجه محمرّ الدورة الدموية نشيطة ،حاد الطباع نشيط سريع الحركة نبضه سريع بشرته بيضاء.
-المزاج الليمفاوى: مستدير الوجه ذو مفاصل غليظة بطيئ الحركة فاتر العزيمة ردّة فعله بطيئة قد يميل للبدانة وهو عكس الدموى. 
-المزاج الصفراوى:قوى البنية نشيط سريع الحركة مشابه للمزاج الدموى إلا أن بشرته تكون سمراء.
-المزاج السوداوى:ويُعرف باسم المزاج العصبى سريع الحركة ردة فعله سريعة نفس المزاج الصفراوى لكن قوته البدنية أقل وقد يميل للنحافة.


*ماسبق كانت الأمزجة الإنسانية فى نظر القدماء وكان مرجعهم فى ربطهم للخصائص الجسدية بالحالة المزاجية أربعة أعضاء داخلية وهى الأعضاء المسئولة عن الشجاعة أو الخوف أو الغضب أو التفكير(المعدة،الكبد،القلب، الدماغ).

**عند المحدثين فالأمزجة ثلاثة أنواع (المزاج العضلى ، المزاج الحيوى ، المزاج العصبى)

-المزاج العضلى: من لهم البناء الجسدى البارز والصدر العريض والعظام المتينة وسرعة الحركة وصاحب هذا المزاج له نجاحات فى التجارة أو العلم أو الصناعة وغالباً يتفوق على رفاقه بالخير أو بالشر وله صلابة الرأى ، هذا المزاج كان متغلباً على التماثيل التى تصف قياصرة الرومان.

-المزاج الحيوى: من لهم قوة أجهزة الهضم ومقرها المعدة لذلك فمنطقة الجذع تبدو عريضة لهم ميل لتكوين البدانة أو الكرش ،ميالون للحركة لكن فى اللهو ونبذهم للأعمال الشاقة ، عواطفهم مرتفعة وغضبهم يبدأ سريعا وينتهى سريعا دون أحقاد ، ومبدأهم أن يتمتع الإنسان بلمذات الحياة مادام حياً وبالحلال ، والبقاء على قيد الحياة هى نعمة فى حد ذاتها.

-المزاج العصبى: كالمزاج العصبى فى التعريف القديم ومرجعه تغلب النخاع الشوكى والدماغ على بقية أعضاء الجسد ، صاحبه رقيق الجسد متوسط الصدر وهذا المزاج آخذٌ فى الإنتشار فى العالم المتمدّن نظراً لإشتغال الناس بعقولهم وإهمالهم لأبدانهم خصوصاً النساء.

**يندر أن يتفرد شخص بأحد هذه الأمزجة على حدة إذ الغالب أن يكون خليطاً بين مزاجين ، والخلاصة أن الإنسان يُولد ولديه ميل لمزاج معيّن فإذا ساعدته أحواله وتربيته ظهر فيه هذا المزاج بوضوح ، وإلا فإن مزاجه الوراثى يتغير بسبب النشأة والتربية والظروف الإجتماعية ، لذلك لابد من غشراك الفراسة مع فحص الظروف المحيطة.

4-شكل الوجه وزاويته:
الوجوه تنقسم لثلاثة (المستطيل ، المستدير ، البيضاوى) 

-المستطيل: له أصحاب المزاج العضلى فالوجه المستطيل أو المربع يدل على الذكاء والتعقل وقوة الإدراة كوجه نباليون بنونابرت.

-البيضاوى: له أصحاب المزاج العصبى يجمعون بين العضلى والعصبى.

-االمستدير يغلب على من يمتازون بالسمنة وكان العرب يفضلون هذا الوجه على سائر الوجوه وهذا أصل تسمية المليحة بالبدر عندهم.

**قم بعمل زاوية ، من أرنبة الأنف إلى أسفل شحمة الأذن ، ومن أرنبة الأنف إلى أعلى الجبهة ، دلت الملاحظة أن هذه الزاوية تكون حادة فى الزنوج ثم تنفرج فى بقية الأمم حتى تبلغ معظم إنفراجها فى الشعوب بيض البشرة الأوروبيين والقوقاز.

**المصدر: كتاب علم الفراسة الحديث لجرجى زيدان-1954