منال لاشين تكتب: رحلة مع الصاغ الأحمر

مقالات الرأي



برحيل الأستاذ والزعيم اليسارى خالد محيى الدين تطوى صفحة من أهم وأطهر وأشرف صفحات الوطن. فقد رحل آخر الضباط الأحرار وعضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو. كان خالد ذو كاريزما وسياسى محنك من اليسار المصرى (حدتو) وكان يمكن أن يصل بمؤهلاته إلى منصب نائب رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان.باختصار كان المستقبل مفتوحا أمامه. ولكن الرجل الذى وضع حياته على كف عفريت اختار اتجاها معارضا واضطر للرحيل عن مصر بعد خلاف مع مجلس قيادة الثورة، تغريبة فى ثوب سفير فى سويسرا.حتى عندما رحل عبدالناصر وجاء السادات اختار خالد محيى الدين موقع المعارضة وأسس حزب التجمع.. حزب أهل اليسار.

وقد أهدانى القدر هدية جميلة بمرافقة الأستاذ خالد فى رحلة برلمانية إلى سوريا وتحديدا دمشق. كنت أراه فى المجلس وأتهيب أن أقترب منه لأننى أشعر أننى أمام قامة وطنية تاريخية لا يجب إزعاجها. ولكنه لاحظ حيرتى فى دمشق وكانت الخارجية السورية قد خصصت له سيارة بسائق تكريما له. فأخذنى إلى كل مكان يجب أن أشاهده فى دمشق. وساعدنى بأبوة وود وتواضع تندر فى مثل حالته.وأسعدنى الاستقبال الرائع له فى كل مكان فى دمشق، ومن أهلها للأستاذ خالد. وكانوا يتجمعون حولنا فى الأسواق والمحلات للحصول على صورة من الزعيم خالد كما كانوا ينادونه. وكان مع تواضعه شديد الشموخ لا يقبل حتى أن يفاصل أو يساوم فى الأسعار حرصا على مكانته وهيبته.وهى صفة متأصلة فيه، فلم يطلب يوما شيئا لنفسه أو أسرته. وعاش مرفوع الرأس شديد الكبرياء. اكتشفت خلال الرحلة روحه الطيبة وميله التلقائى للمساعدة ودعم الناس.

رحم الله الأستاذ خالد الذى أطلق عليه الزعيم جمال عبدالناصر الصاغ الأحمر لأنه يسارى.