أحمد شوبير يكتب: 3 حكايات

الفجر الرياضي




نبدأ بالحكاية الأولى محمد صلاح وأزمته العنيفة مع اتحاد الكرة والتى انتهت بردا وسلاما ورغم تحفظى الشديد على كل ما حدث من محاولات للتسلق وكسب للقطة إلا أننى مازلت عند موقفى من أن الأمر لم يكن يتعدى سوى خلاف فى الحقوق التجارية وأن التصعيد لم يكن له ما يبرره على الإطلاق وأن التفاوض المحترم كان هو السبيل الأمثل لإنهاء مثل هذه الأزمات، ولكن على كل حال فإن اتحاد الكرة المصرى خرج خاسرا وبشدة من تلك المعركة المفتعلة، كما أن مستقبل الرعاية للكرة المصرية أصبح فى مهب الريح خصوصا أننا لم نفهم شيئا من أحد على الإطلاق كما أن سلاح السوشيال ميديا أثبت أنه السلاح الأقوى والأسرع تأثيرا على الجميع لذلك فإن مستقبل صناعة الرياضة فى مصر أصبح فى خطر شديد ولن يكون بالسهولة فى المستقبل أن تقنع راعيا بالاستثمار فى عالم كرة القدم فى مصر حيث إن كل الاتفاقيات يتم ضرب عرض الحائط بها والحقيقة أنه لولا أن لاعبا بحجم محمد صلاح كان طرفا فى الأزمة لكان رد الفعل مغايرا تماما لدى الجميع، كما أن ما حدث من بعض اللاعبين بالانضمام إلى صف معين وإعلان ذلك صراحة عبر الصفحات التابعة لهم لهو نذير فى المستقبل بأن الكلمة العليا ستكون لحساب الأفراد على حساب المنتخب وبدلا من أن نجنى ثمار الاحتراف الخارجى ونطوعه لصالح المنتخب الوطنى إذا بنا ندفع الثمن غاليا وضخما للغاية والغريب أن يحدث كل ذلك قبل أيام من انطلاق مسابقة كأس العالم وهى ظاهرة جديدة على مصر لذلك أدعو الله ألا يكون لها تأثير سلبى على أداء ونتائج منتخب مصر فى كأس العالم بروسيا حلم وأمل كل المصريين فى كل مكان.

الحكاية الثانية من النادى الأهلى وصدمات جماهيره المتتالية فبعد الهزيمة غير المبررة أمام الزمالك فى ختام الدورى العام جاءت هزيمة أخرى مدوية أمام فريق الأسيوطى حديث العهد بالكرة المصرية والدورى الممتاز حيث نجح أبناء الأسيوطى فى إقصاء الأهلى من مسابقة كأس مصر وهو حامل للقب مفجرين أقوى مفاجآت البطولة منذ أن نجح فريق بنى عبيد فى إقصاء الزمالك من البطولة من سنوات طويلة مع الفارق طبعا من أن الأسيوطى أحد فرق الدورى الممتاز وبنى عبيد كان فريقا من الدرجة الثانية ولكن تاريخ واسم الأهلى الكبيرين جعلا المفاجأة مدوية ونزلت كالزلزال على محبى ومشجعى الأهلى فى كل مكان وبعد أن كان الحديث عن صفقات الأهلى القادمة وهل سيضم البدرى معاونين جددًا له فى الفريق أصبح الحوار الآن هل سيستمر البدرى أم لا والآن الجميع ينتظر مباراة الترجى القادمة فى البطولة الإفريقية وماذا سيفعل الأهلى وهل ستكون هى طوق النجاة لحسام البدرى وجهازه المعاون وهل سينجح الأهلى فى تخطى أزمته المفاجئة بالفوز على الترجى ثم كمبالا سيتى الأوغندى ويستعيد توازنه من جديد وتمر الأزمة كسحابة صيف لا تأثير لها كالعادة على الأهلى وإدارته والتى اعتادت أن تواجه مثل هذه الأزمات بالهدوء التام وعدم الانفعال أم أن الأزمة ستزداد بشدة حتى تصل إلى درجة الاشتعال فى الأيام القليلة المقبلة.. الإجابة بيد حسام البدرى ولاعبيه من خلال 180 دقيقة حاسمة أمام الترجى التونسى وكمبالا الأوغندى.

الحكاية الثالثة من الزمالك وما يحدث فيه فلم نعد نعرف من المخطئ ومن المصيب خصوصا فى ظل المؤتمرات والبيانات المتتالية من كل طرف فإدارة الزمالك تصر على أن اللجنة المالية تطغى على عمل مجلس الإدارة وتحاول النيل منه وإدارة النادى بدلا منه وتتهم صراحة اللجنة بأنها السبب الأول فى كل هزائم الفرق فى مختلف الألعاب والتهديد والوعيد ثم اللجوء للمحاكم لا ينقطع وبعد أن كنا قد ارتحنا من الذهاب إلى المحاكم العادية بعد صدور قانون الرياضة إذا بالثغرات تدق باب الرياضة من جديد عن طريق لوائح الأندية الخاصة والتى تغاضت الوزارة عن طيب خاطر عن بعض الأفكار الكارثية داخلها مما كان له السبب الأكبر فى العودة للمحاكم العادية، وهو ما ينذر بشديد الخطورة على مستقبل الرياضة المصرية طبقا للميثاق الأوليمبى والذى ينص صراحة على عدم التدخل الحكومى مطلقا.. فى الجانب الآخر تجد اللجنة المالية تصدر بيانات شبه يومية بصرف كافة المستحقات لكل العاملين داخل نادى الزمالك والإدارات الرياضية المختلفة وتنفى جملة وتفصيلا أى اتهامات صادرة من الإدارة بحقها والغريب أن بعضا من الانتصارات الكبرى تحققت منها فوز الزمالك بالسوبر الإفريقى فى كرة اليد على حساب الأهلى ثم فوز فريق الكرة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات على الأهلى ولكن وكالعادة جاء الرد من الإدارة من أن هذه الانتصارات جاءت بفضل الإدارة واللاعبين! عكس الهزائم عندما تحدث فإنها بفضل اللجنة المالية.. لذلك أطالب اللجنة المالية بسرعة إنهاء عملها ورفع تقريرها للجهات المختصة كى تباشر عملها وتعطى قرارها النهائى تجاه إدارة الزمالك وتنتهى من هذا الصداع السخيف والذى أصبح ضجيجا وصراخا بلا داع.