د. حماد عبدالله يكتب: "دفعتنا "وحرب 67!!

مقالات الرأي



سطعت نجوم فى دفعتنا بجانب إهتمامنا بالنشاط الثقافى ، والنشاط السياسى فى منظمة الشباب وأذكر بأن موجه المجموعة التى كنت أحد أعضائها المرحوم الأستاذ الدكتور "حسين كامل بهاء الدين" ، وكذلك الموجة الأستاذ الدكتور "مفيد شهاب" ، وكانوا معيدون فى جامعة القاهرة أحدهم بكلية الطب والأخر بكلية الحقوق ، وإستطعنا أن نقيم فيما بيننا تجمعات من الدفعة لا يزيد عدد المجموعة عن عشر أعضاء أو أقل ، طبقاً لموقع السكن نستذكر دروسنا معاً ، ونمارس أنشطتنا معاً ، فهذه مجموعة منيل الروضة ( حماد ، والوتيرى ، وفايق ، ووفائى ، ومحمد أنور القباج)ونلك مجموعة مصر الجديدة ( أحمد عثمان و يحيى مدكور ، وأحمد قاسم ) وتلك مجموعة شبرا ( مصطفى شلبى ، وناجى ، وسمير الحاج ) وهكذا إستمرت الحياة فى المرحلة الجامعية ، حتى كانت مفاجأة يونيو 1967!!
لم يكن كل أعضاء دفعتنا الخمسون طالب من نفس المستوى الإجتماعى المتماثل , فكان بيننا من هم من أسر فقيرة وأنا (زعيمهم ) وبعضنا من أسر غنيه وكان أشهرهم المرحوم (محمد أنور القباج) فهو الوحيد فى الكليه الثرى حيث يمتلك سيارة فيات 1300 وكذلك أحد أستاذتنا المرحوم الأستاذ "التاجورى" أستاذ مادة الطبيعة الصامتة والطبيعة الحية !!
كان لديه سيارة كاديلاك ، فقط سياريتن فى الكليه وبالقطع كان ( القباج ) محور إهتمام كثير من زملائه لما يتمتع به من إمكانيات مادية , فوالده الله يرحمه الحاج "أنور القباج " صاحب "أنور أفندى " فى وسط البلد من مشاهير تجار الأقمشة الصوفية ,وكان "القباج" هو زميلى فى مجموعتى وصديقى المقرب ليس (لسيارته) ولكن بثقافتنا التى جمعتنا سوياً .
فكان محب "لعبد الحليم حافظ " و"أم كلثوم " , وللمعسكرات الشبابية ,وكذلك المغامرات الطلابية المسموح بها فى هذا الزمن ,فكنا رباعى ,متماسك جداً "محمد أنور" ," سعيد الوتيرى " فائق خضر " ,وحماد عبد الله" ثم  إنضم إلينا " وفائى عبد الدايم " بعد إنتقاله من "مصر الجديدة" إلى "منيل الروضة" لكى نشكل مجموعه أطلق عليها .
( البغال )  نظراً  لضخامه أجسامهم , فيما عدا أنا الذى لم يصل وزنى أبدا فوق السبعون كليوجرام!! أثناء المرحلة الجامعية وأتذكر كنا فى طريقنا لأداء إمتحان النقل للسنة الثالثة صباح يوم الأثنين 5 يونيو 1967 , , حينما وقفنا على كوبرى الجامعة ,لكى نرصد حركه طائرات فى سماء القاهرة وإذا بنا فى الكليه نتجمع وتوقف الأمتحانات ,وإذ نحن على وشك أن تصدق بأننا نخوض حرب رائعة ضد عدونا الأعظم "إسرائيل" , وكان الجو العام عبر الإذاعه وملاحقتنا لأحاديث الزعيم "جمال عبد الناصر " وإغلاق مضيق "العقبه" فى وجه الملاحة الإسرائيلية ,كنا جميعنا لدينا الإحساس بأننا سوف نلتحق بالجبهة وسوف ندخل مع جيشنا المصرى "تل أبيب" وبقينا فى ساحة الكلية , وإرتدينا جميعاً ملابس التربية العسكرية ,وإستلمنا البنادق(  لى انفيلد)  الموجودة "بسلاحليك" الكلية !!
 وكان مساء هذا اليوم ,هو بداية السواد وظهور بعض العلامات التى تدل على واقع لم ننتظره أبدا وصدمة لم نكن فى عمرنا هذا نستطيع تحمل صدفها,فالكل وأنا منهم نٌكِّذِب ما نسمع , وننْكِرْ كل ما يصلنا عن خسارتنا للحرب التى لم تٌدِمْ أكثر من ساعات اليوم وللحديث بقية ...