حذف جميع فتاوي هدم وزيارة الآثار من مواقعهم الإلكترونية وصفحاتهم الشخصية

العدد الأسبوعي



السلفيون يعلنون التصالح مع "الفراعنة"


حذفت «الدعوة السلفية» جميع فتواها التى سبق وأصدرتها ضد الآثار المصرية، مثل تحريم زيارة المواقع الأثرية والعمل فى الآثار والسياحة، بالإضافة إلى فتاوي هدم الآثار والتماثيل الفرعونية والقديمة، ولم يتبق سوى فتاوى غير معلومة المصدر، ولم تنسب إلى شيوخ بعينهم، على المواقع والمنتديات الإلكترونية.

وفى أكتوبر الماضى نشرت «الفجر» تحقيقاً حول مساعى «السلفية» للنيل من الآثار المصرية، والتى كان من بينها تحريم الاكتشافات الأثرية التى تنفذها وزارة الآثار وتحريم عرض المومياوات.

وخلال التحقيق تطرقنا إلى فتاوى كبار مشايخ السلفية ضد الآثار، والتى كان من بينها فتاوى ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، ومحمد حسان، وعبدالعزيز الراجحى، والتى كانت متاحة وبكثرة على الإنترنت فى مختلف مواقع الدعوة السلفية.

وسبق وأفتى شيخ السلفية الدكتور ياسر برهامى، رداً على سؤال «هل زيارة الأهرامات والأماكن الفرعونية حلال أم حرام؟»، قائلاً: إن دخول مقابر ومساكن الكفار المعذبين لا يجوز إلا مع البكاء، مستنداً إلى حديث منسوب للرسول، صلى الله عليه وسلم، هو «لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم».

وتابع: من يدخلها يذهب لمجرد النظر وتعظيم هذه الآثار والافتخار بأن الفراعنة قد صنعوها، وليس ممن يتعظ، ولذلك فإننا نقول إن الزيارة المسموح بها هى للاتعاظ، بشرط الدخول باكياً، مضيفًا أن التنقيب عن الآثار يتضمن مفاسد عدة، منها استخراج التماثيل والأصنام ونشرها بين الناس، فى حين أن الركاز هو دفن الجاهلية.

كما حرم برهامى العمل كمفتش آثار، عندما سأله مواطن عن عمله، الذى يتضمن التنقيب فى المناطق الأثرية ودخول المقابر الفرعونية واستخراج الآثار والمومياوات، فقال له «برهامى»: توجد شبهات كثيرة فى عملك، فاستخراج التماثيل المدفونة ثم عرضها وكذلك عرض المومياوات حتى لو لكفار لا يجوز، لأن الواجب هو دفن الآدمى، وبالتالى فالانتقال لمكان آخر هو أقل شراً لك.

لكن الغريب أن تلك الفتاوى اختفت منذ أيام من على الإنترنت، وإذا بحثت عنها لن تجد سوى ما نشرته المواقع والصحف سابقاً نقلاً عن شيوخ السلفية، أما أصل الفتوى فلن تجدها باستثناء بعض المواقع التى تنشر فتاوى غير منسوبة لمشايخ محددة مثل موقع "مركز الفتوى"، وموقع "إسلام أون لاين"، والذين أيضاً تحريمهم للآثار وللعمل الأثرى جاء على استحياء وليس هجوماً ضارياً كما كان معتاداً.

من جانبه، رد الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرى، على مثل هذه الدعوات والفتاوى موجهاً حديثه لرجال الدين قائلاً: «كفاكم منظرة».

وأضاف لـ"الفجر"، أن علماء الآثار لا يعبثوا بمقابر الأجداد ولا بالمومياوات وإنما يكشفون تراثهم لتتعلم البشرية من أمجادهم وتعرف ما قدموه للإنسانية.