مكتبة الإسكندرية تهدي "السيسي" موسوعة المزارات الإسلامية والآثار العربية في مصر

محافظات



أعلن الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية عن اهداء، الرئيس عبد الفتاح السيسي، موسوعة "المزارات الإسلامية والآثار العربية في مصر والقاهرة المعزية"، وهي أول موسوعة شاملة تصدر للآثار الإسلامية في القاهرة. 

وقال الدكتور مصطفى الفقي في بيان إعلامي اليوم الخميس صادر من مكتبة الإسكندرية إن موسوعة "المزارات الإسلامية والآثار العربية في مصر والقاهرة المعزية" من تأليف الأستاذ حسن قاسم، وتأتي في ثمانية مجلدات، وتُعَدُّ أول موسوعة شاملة تصدر للآثار الإسلامية في القاهرة.

وأضاف أن مكتبة الإسكندرية تخطو بإصدار هذه الموسوعة خطوات جادة نحو مرحلةٍ جديدة في مشروعها للنشر، تعتمد على نشر تراثٍ كاد يغيب في غياهب ظلمات اللامعرفة، وتستعيد بها تراثًا يحبه المصريون ويرونه مجسِّدًا لحبهم لآل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم - وأولياء الله الصالحين، تراثًا يعبِّر عن تطور العمارة الإسلامية في مصر عبر مراحله التاريخية. 

وتقدم الدكتور مصطفى الفقي بالشكرَ إلى فضيلة الدكتور علي جمعة؛ مفتي الديار المصرية السابق على إعارته نسخته المخطوطة من موسوعة المزارات الإسلامية، ومساهمته ومؤسسة مصر الخير مع مكتبة الإسكندرية في نشر هذه الموسوعة. 

وأكد الفقي أن هذه الموسوعة تأتي في ظل توجهات مركز الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية، الذي وُضِعت له خطة طموحة لإبراز روح الحضارة الإسلامية عبر الأزمنة ومن خلال الأمكنة وبالتنقيب في نصوص تراثنا المجهولة. 

وقال الفقي إن الموسوعة تعبِّر عن مراحل التاريخ الوطني من الفتح الإسلامي إلى عصور الطولونيين والإخشيديين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين وصولًا إلى عصر أسرة محمد علي وحتى أواخر الستينيات من القرن الماضي؛ ويتضح ذلك في التسلسل التاريخي لبناء مساجد القاهرة. وهذا التناول في دراسة أثرية وعمرانية وتاريخية للمساجد والمدارس والمشاهد والزوايا والأضرحة، وما تحتويه من عناصر معمارية؛ كالقباب والمآذن والعقود، وعناصر زخرفية ونقوش كتابية بروائع الخط العربي، مع دراسات تفصيلية للتطور العمراني للمواقع التاريخية والأحياء والشوارع والأسواق وغيرها، منذ الفتح الإسلامي وعبر العصور التاريخية المختلفة. وقد حرص المؤلف على ربط طبوغرافية مدينة القاهرة وتطورها العمراني بالمنشآت المعمارية من مساجد ومدارس ووكالات وقصور ومنازل، وغيرها من آثار القاهرة الإسلامية.

وتابع "لقد عهدت المكتبة إلى فريق عمل من المحققين المتخصصين من داخل مكتبة الإسكندرية وخارجها من وزارة الآثار، ومن أقسام الآثار الإسلامية بالجامعات المصرية، للقيام بتحقيق هذه الموسوعة وتجهيزها للنشر، واستمر العمل بها عدة سنوات من العمل في تدقيق نص المؤلف المطبوع في الأربعينيات من القرن الماضي، والنص المخطوط الذي تركه المؤلف ولم يُنشر من قبل، وقد تابع المحققون بجدية تدقيق وتحقيق ما ورد بالموسوعة من مواقع تاريخية ومنشآت معمارية وتراجم أشخاص من حكام وأمراء وعلماء، والتعريف بالأشخاص والأماكن والمواقع التاريخية وما طرأ عليها حتى الوقت الحاضر، وتتبُّع ذلك من خلال كتب الخطط والمؤلفات العربية الحديثة والأجنبية التي تناولت تاريخ وحضارة مصر الإسلامية. وقد حرص المحققون على إضافة صور توثيقية للآثار، سواءٌ قديمة وحديثة، وكذا خرائط توضيحية لتخرج الموسوعة في صورة متكاملة".

وأكد أن موسوعة المزارات الإسلامية تُعد بأجزائها المتعددة إضافةً علميةً قيمةً، تضاف إلى جهود مكتبة الإسكندرية في نشر التراث التاريخي والفني والمعماري في مجال الحضارة الإسلامية؛ وذلك للحفاظ على القيمة الحضارية، وتوثيقًا لها حتى لا تتعرض للهدم والإهمال وسوء الاستخدام، وليتم الحفاظ عليها وحمايتها وإعادة توظيفها لكونها تشكل مكونًا رئيسيًّا من ذاكرة وحضارة وطننا الغالي، الذي يجب علينا جميعًا أن نتعاون للحفاظ على تراثه والنهوض به. 

من جانبه، قال الشيخ علي جمعة إن كتاب «المزارات الإسلامية والآثار العربية في مصر والقاهرة المعزية» - الذي أصدره العلاَّمة حسن قاسم - يُعدُّ أوفَى مصدرٍ لتاريخ مساجد القطر المصري؛ حيث يتناول فيه مزاراتها ومشاهدها وخططها القديمة والحديثة ومعالمها التاريخية والأثرية، بالإضافة إلى تراجم علمائها وملوكها وأمرائها وأنساب أسرها، نتيجة بحث ومشاهدات واكتشافات وتحقيقات علمية وقف عليها ورتَّبها ودوَّنها الشريف حسن قاسم في أعوام وسنين طويلة حتى نهاية حقبة الستينيات من القرن العشرين.

ولفت إلى أن مؤلف هذا الكتاب، الشريف السيد حسن قاسم، وهو مغربي الأصل مصري النشأة، رأى حاجة ذلك الإصدار إلى إعادة تأليف نسخة جديدة، زاد فيها وأضاف العديد من المزارات والآثار، وكذا صحَّح العديد من الأخطاء، ورجَّح كثيرًا من الآراء حول تراجم الشخصيات ونسبة بعض الآثار خطأً إليهم، بالإضافة إلى تحديده لمواقع دقيقة لكثيرٍ من الآثار المندرسة التي ذكرها الرحَّالة أو المؤرخون، وكذلك الآثار التي أغفلوها، وذلك في عام (1964م)، حيث أضاف اثنتي عشرة ملزمة جديدة لمؤلفه القديم.

وأورد: "إلا أن المنية قد عاجلته فلم يُكتب لهذا الكتاب أن يُنشر؛ وظل محفوظًا بخط يد المؤلف في مكتبة الأسرة حتى استطعتُ الحصول على هذه النسخ القيمة، بعد أن ظل دارسو حضارة الآثار الإسلامية يبحثون عنها طويلًا؛ لما تتضمنه من معلومات قيمة، اختبأت بين طيات هذه المجلدات القيّمة بخط العلاَّمة حسن قاسم".